مع نهايات شهر رمضان، كان الموعد الأخير بين قرية المعامير، وابنها الحاج علي تركي، الذي وافاه الأجل المحتوم أمس الأول الخميس (30 يونيو/ حزيران 2016).

ويستذكر المعاميريون، مناقب ابن القرية، «صاحب القلب الطيب والذكريات الجميلة والخلق الرفيع والابتسامة الدائمة والوجه البشوش».

ليس ذلك فحسب، يضيف المعاميريون «للفقيد، ذكرياته ومغامراته مع الاستعمار الإنجليزي للبحرين. يحكيها ليوثق بعضاً من أحداث انتفاضة مارس/ آذار 1965، التي عاشها مع بقية أقرانه».

وتابعوا السرد «وقتها، ولحظة اندلاع شرارة الانتفاصة من دوار النويدرات ضد الانجليز والتجاوزات بحق العمال بفصل أعداد كبيرة منهم، خرج أهالي القرى المجاورة لشركة «بابكو» الى الشوارع وكان الفقيد في حينها في فترة شبابه متحمساً مع اصدقائه للمشاركة في الاحتجاجات ومواجهة الانجليز «فترة الاستعمار»، حينها كان شباب القرى وبينهم شباب المعامير يترصدون سيارات الانجليز خلف النخيل ليمطرونها بالحجارة».

وواصلوا «ضمن حكاياته، يقول الفقيد وهو يضحك: بعد سقوط شهيدين من أهل النويدرات واعتقال مجموعة من المواطنين بينهم العم الحاج محمد بن ابراهيم آل عباس، خرجنا للاحتجاج وترصدنا للانجليز خلف التلال والنخيل المحاذية لشارع المعامير، وبمعيتنا شخص يحمل حجرة سوداء «صمية»، واذا بنا نشاهد سيارة سوداء مقبلة من جهة «بابكو» وكانت من نوع «جيب» وتقل بعض الانجليز. حينها استعد الجميع لإمطارها بالحجارة والزجاج وما أن اقتربت تلك السيارة السوداء حتى خرج صاحبنا «ابو الحجر» بحماس واسرع مهرولاً نحو السيارة واقترب منها بمسافة مترين تقريباً وكانت السيارة مسرعة، فسدد صاحبنا تلك الحجر «الصمية» نحو النافذة الجانبية واذا بالحجرة تصطدم بالزجاجة الصلبة وتعود مرتدة الى جبهة الشاب فكاد أن يغمى عليه من قوة الضربة. هرول إلينا مسرعاً وهو يسبح في دمه، أما السيارة فقد زادت سرعتها باتجاه سترة وابتعدت من المنطقة. حينها كنا نراقب المشهد ولم نتمالك انفسنا فاستلقينا على الارض وانفجرنا من الضحك وكان ذلك الشاب يتألم «وهو يضمد النفخة في جبهته» والدماء تغطي ملابسه وكلما شاهدناه ننفجر من الضحك وبعد دقائق من امتصاص الصدمة وجدنا ذلك الشاب مستلقياً وقد انفجر ضاحكاً على نفسه».