حثت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط أمس الجمعة (1 يوليو/ تموز 2016) إسرائيل والفلسطينيين على التخلي عن الاستيطان والعنف اللذين ينسفان حاليّاً فرص السلام بين الطرفين ويقوّضان حل الدولتين.
وجاء في تقرير صادر عن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إن المستوطنات الإسرائيلية وتدمير منازل الفلسطينيين ومصادرة الأراضي من قبل اسرائيل «تنسف قابلية حل الدولتين على العيش» في إشارة إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل تتعايشان بسلام.
وأضاف التقرير «هذا الأمر يطرح أسئلة مشروعة حول نوايا إسرائيل على المدى الطويل التي تعززها تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين الذين يقولون إن الدولة الفلسطينية لا يجب أن تقوم على الإطلاق».
وجرى العمل على هذا التقرير المؤلف من ثماني صفحات طيلة أشهر عدة، وقد تمت مناقشته كلمة كلمة قبل إقراره، والهدف منه السعي إلى تحريك عملية السلام المتوقفة منذ (ابريل/ نيسان 2014).
من جهة ثانية، أعربت اللجنة الرباعية عن الأسف؛ لأن القادة الفلسطينيين «لا يدينون بشكل واضح ومنتظم الهجمات الإرهابية المحددة» في حين تم إطلاق أسماء فلسطينيين ارتكبوا أعمال عنف على شوارع وساحات فلسطينية.
وتابع بيان الرباعية «على السلطة الفلسطينية أن تتحرك بشكل حاسم، وأن تتخذ كل الإجراءات الضرورية القادرة عليها لوقف التحريض على العنف وتعزيز الجهود القائمة لمحاربة الارهاب، ومن ضمنها إدانة كل أعمال الإرهاب بشكل حازم».
واعتبر التقرير أن من العوامل «التي تنسف بشكل جدي آمال السلام، هناك العنف المتواصل والهجمات الارهابية على المدنيين والحضّ على العنف».
وبين توصياتها العشر تطلب الرباعية من اسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة وتدعو الى إعادة السلطة في القطاع الى السلطة الفلسطينية بينماهي حاليًّا بايدي حركة حماس.
وأضاف التقرير أن «التسلح غير الشرعي والغياب المتواصل للوحدة الفلسطينية والوضع الانساني الدقيق في غزة، كلها أمور تغذي عدم الاستقرار، وبالنهاية تعرقل الجهود؛ توصلاً الى حل تفاوضي».
وجاء في التقرير أيضاً أن «اللجنة الرباعية تكرر القول إن حل الدولتين المتفاوض عليه هو الطريقة الوحيدة للتوصل الى سلام دائم يلبي حاجات إسرائيل في مجال الأمن وتطلعات الفلسطينيين بدولة مستقلة وذات سيادة».
في واشنطن قال مسئول أميركي رفيع أمس (الجمعة) انه إذا لم يغير قادة اسرائيل والفلسطينيون سياساتهم، فسيقضون على آخر أمل بالسلام القائم على حل الدولتين.
إلى ذلك، تشهد الأراضي الفلسطينية تكثيفاً لأعمال العنف منذ الخميس مع أربعة هجومات فلسطينية خلفت قتيلين، واثارت ردودا إسرائيلية انتقامية تضمنت اغلاق الخليل والحد من نقل أموال الضرائب إلى الفلسطينيين.
وقتل اسرائيلي في جنوب الخليل عندما أطلق فلسطيني النار على سيارة كان بداخلها بعد ساعات من مقتل فلسطينية قرب الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل بعد محاولتها طعن أحد عناصر حرس الحدود، وفق الجيش والشرطة الاسرائيليين.
وشمال القدس، قضى فلسطيني نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي اطلقه الجنود على حاجز قلنديا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الجيش في بيان ان اسرائيليا قتل واصيب ثلاثة آخرون بعد ان اطلق فلسطيني النار على سيارة في جبال الخليل.
وأوضح «أطلق مهاجم النار على عائلة اسرائيلية كانت بسيارتها قرب مخيم الفوار جنوب الخليل، نتج عن ذلك تحطم السيارة ومقتل شخص واصابة ثلاثة نقلوا الى غرفة الطوارئ في مستشفى في مدينة القدس لتلقي العلاج».
وأعلن الجيش الاسرائيلي أمس (الجمعة) فرض اغلاق كامل على مدينة الخليل والمنطقة المحيطة بها.
وقال المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر انه سيتم ايضا نشر كتيبتي مشاة تضمان مئات الجنود حول هذه المدينة «وهو الاجراء الاكبر على الارض منذ العام 2014».
لكنه لم يحدد الوقت الذي ستستغرقه عملية إغلاق الخليل، كبرى مدن الضفة الغربية.
وأكد أن نحو 80 هجوماً ضد الاسرائيليين نفذها فلسطينيون من منطقة الخليل منذ اندلاع الموجة الجديدة من العنف.
وتشكل مدينة الخليل التي يعيش فيها المئات من المستوطنين اليهود محاطين بحراسة عسكرية مشددة وسط اكثر من 200 الف فلسطيني بؤرة توتر ومنها انطلق منفذو معظم الهجمات ومحاولات الهجوم التي استهدفت اسرائيليين في الضفة الغربية وإسرائيل منذ (أكتوبر/ تشرين الأول).
إلى ذلك، قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحد من عمليات تحويل أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية اثر سلسلة الهجمات.
العدد 5047 - الجمعة 01 يوليو 2016م الموافق 26 رمضان 1437هـ