نشر موقع "يورو سبورت العربي" تقريراً بشأن الموهبة البرتغالية الصاعدة ريناتو سانشيز وذلك بعد العروض القوية التي يقدمها في "يورو 2016" هذه الأيام، إذ طرح الموقع سؤالاً واضحاً وهو: هل حقاً ريناتو سانشيز لم يتجاوز الـ"18" عاماً؟ وهذا السؤال يحمل عدة أوجه بسبب العطاءات الفنية الكبيرة التي يقدمها... وإليكم ما جاء في هذا التقرير كاملاً:

لا تكهنات في كرة القدم، فكل خطوة تقوم بها الأندية لا تأتي من فراغ والمعركة التي ربحها بايرن ميونخ في مواجهة مانشستر يونايتد حول ريناتو سانشيز ظهرت قيمتها في ربع نهائي اليورو.

لم يكن طبيعياً أن يتقاتل مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ على لاعب لم يتجاوز الثمانية عشرة عاماً، فأكبر أكاديميتين كرويتين في العالم إلى جانب برشلونة تملكان أفضل الكشافين على الكرة الأرضية.

جاء الحُكم الفصل مع نهاية الموسم الحالي واختار الشاب البرتغالي ريناتو سانشيز التوقيع لخمس سنوات قادمة مع بايرن ميونخ، وذلك في صفقة اعتبرها بايرن ميونخ انتصاراً كبيراً في سوق الانتقالات الحالي يساوي بأهميته التوقيع مع المدافع الخبير ماتس هوميلز.

تدرج سانشيز في مدرسة بنفيكا الكروية من عمر الثامنة ليصبح لاعباً أساسياً في الموسم الماضي إذ شارك في 22 مباراة في الدوري البرتغالي وكان له دور أساسي بالفوز في البطولة، فسانشيز من اللاعبين الذين ظهر نضجهم الفني والكروي باكراً واستطاع أن يضبط إيقاع خط وسط بنفيكا طيلة البطولة وهو في سن صغيرة ما منحه مركزاً أساسياً في تشكيلة الفريق.

من يشبه سانشيز بأسلوب لعبه؟

لا يعيد التاريخ نفسه، لكن ريناتو سانشيز يشبه إلى حد كبير الهولندي إدغار ديفيدز. وإن كان للشكل دور رئيسي بتقريب المشهد بين اللاعبين، فإن سانشيز يشبه النجم الهولندي أداءً وأسلوباً.

فديفيدز كان قوة ملهمة في وسط الملعب ومحرّك رئيسي للعب في كل من يوفنتوس وأياكس. كذلك سانشيز فهو يملك طاقة لا تنضب، فيجيد العودة إلى الدفاع في حالة مرتدات الفريق الخصم ويكون حاضراً للتسديد من خارج المنطقة في الحالة الهجومية، كذلك يستطيع ضبط إيقاع اللعب بدقة تمريراته.

سانشيز لاعب متكامل في وسط الملعب، ويجيد كل ما يحتاج له ليقوم بدوره كاملاً بين منطقتي الجزاء، فيقوم بالعرقلات الناجحة ويستطيع التحكم بالكرة ولديه رؤية للملعب وقوة انفجارية.

ما الذي يميز ريناتو؟

يعاني المدربون من مشاكل كثيرة مع المواهب الشابة، أبرزها هو ثبات الأداء. لكن هذا هو تحديداً ما يميز ريناتو سانشيز الذي قدم موسماً كاملاً بأداء ثابت ونضج تكتيكي عالي. كذلك مع المنتخب البرتغالي في يورو 2016 كان سانشيز حاضراً ذهنياً وكأن عمره 30 عاماً ويلعب بطولته الأوروبية الرابعة. فحين دخل سانشيز احتياطياً في المباريات السابقة في الدقائق العشرين الأخيرة أو في منتصف المباراة أو عند مشاركته الأساسية في ربع النهائي أمام بولندا كان مستوى سانشيز متشابهاً ولعل نسبة تمريراته الناجحة التي وصلت إلى 94 بالمئة وقيامه بـ 7 مراوغات ناجحة إضافة لتسجيله هدف التعادل وركلة الجزاء كلها أرقام تشير إلى أن ريناتو سانشيز هو جوهرة بايرن القادمة.