مسلسل «ساق البامبو» أرجعنا 26 عاماً للوراء، وجعل ذاكرتنا تتحرّك نحو أسرى الكويت الشقيقة في سجون العراق، والله دمعت العين عندما شاهدنا في المسلسل نبأ استشهاد الابن وإخبار أهله بذلك.
هذا المشهد لم يكن لأم راشد فقط في مسلسل يُعرض في رمضان الجاري، بل هذا المشهد تكرّر عدّة مرّات منذ سنة 1990 إلى 2003، عندما تم العثور على رفات بعض من الأسرى الكويتيين في المقابر الجماعية العراقية، وتم تكليف جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية رسمياً القيام بمهمة إبلاغ أهالي الأسرى بالعثور على رفاتهم ومن ثم الإعلان عن استشهادهم، حيث تم العثور على رفات عدد 236 أسيراً شهيداً تم إبلاغ أُسَرهم جميعاً من قبل الجمعية.
حرْقة قلب الأهالي ما زالت هي ذاتها بعد 26 عاماً، بل حرقة أهل الكويت هي ذاتها أيضاً ولم تتغيّر، بل حرقة أبناء الخليج على ما حدث للكويت هي ذاتها لم تتغيّر، ففقد الأبناء لم يطال الأسَر فقط، بل طال كل مواطن كويتي يحب أرض الكويت الحبيبة.
نسترجع المشهد، عندما تمّ الإعلان في الأخبار عمّا قام به صدّام حسين، في صباح يوم 2 أغسطس/ آب 1990، لم نصدّق ما حدث، وكنّا صغاراً على هذه الأحداث المفاجأة في حياة أهل الخليج، وكانت هناك فوضى اجتماعية وأمنية، فلأوّل مرّة تتعّرض دولة خليجية لهذا الغزو الغاشم وأوّل مرّة نحن نشهد ذلك، ومرّة واحدة توقّف الزمن، لا أحد يعرف ماذا يفعل أو يقول!
نتذكّر عندما بدأ الأهالي بشراء المواد التموينية والماء، وأيضاً الحرص على مشاهدة التلفاز، لأنّ المعلومات تأتي أوّلاً بأوّل منها، فلم يكن لدينا هاتف ذكي ولا كمبيوترات ولا أجهزة حديثة، بل كانت الحياة بسيطة تعتمد على الهاتف الأرضي وعلى التلفاز، وكان المذيع يؤكّد على الناس عدم الخروج في حال توجيه ضربات جوّية لنا، والقيام بإغلاق النوافذ بشريط لاصق، وكان هذا الشريط كالذّهب غالياً آنذاك بسبب الطلب عليه، وأيضاً لعدم توافره، فلقد نفد من الأسواق الخليجية كلّها.
مازلنا نتذكر تلك اليوم، ولكأنّه حدث بالأمس، فبعض النّاس ذهب إلى سطح البيت لمشاهدة ما سيحدث على رغم التحذيرات، وبعض النّاس حاول الالتزام بما قاله المذيع في النشرات الإخبارية المتوالية أو النشرات التوعوية التي يتم عرضها كل نصف ساعة.
بعد خروج صدّام حسين وجنوده، رجع أهل الكويت لأرضهم، فهناك كثير منهم هرب من المجازر التي حدثت، فالشعب الكويتي لم يتوقّع يوماً أن يتم احتلاله، وظَلَّ الأمل في رجوع الأسرى الكويتيين مدّة طويلة قاربت على 13 سنة، إلى أن تم الإعلان على وجود جثث في مقابر جماعية لأبناء الكويت.
كنا نبكي كلّما تحدّث المذيع عمّا يحدث في الكويت، وما أن نشاهد مقتل النّاس في الشوارع حتى يزيد الحزن والألم، ولا يهم كم كانت أعمارنا صغاراً أم كباراً، فالجميع تأثّر والجميع لديه نفس الذاكرة ونفس المشاعر الحزينة.
الله أكبر... كانت تكبيرات لا تتوقّف في الليل، فلقد كان الكويتيون المتواجدون في الداخل يردّدونها بأعلى صوتهم، وفي النهار يقاومون، وبالطّبع عند الكوارث يتعاون الجميع، وينسون مشكلاتهم وفرقتهم وتبدأ الوحدة.
قبلة على الرأس لكُلِّ أمٍّ فقدت ابناً أو ابنة، ولكُلِّ أمٍّ زفّت شهيداً أو شهيدة، ولكُلِّ أمٍّ كويتية انتظرت حبيباً ليرجع ولم يرجع أبداً، أو حبيبة تمّ أسرها في العراق، وليرحمهم الله برحمته الواسعة ويغفر لهم ويوسّع مدخلهم ويليّن ترابهم ويثبّت أقدامهم ويلهمهم حسن الجواب ويجعل الجنّة مستقرّهم ومثواهم. اللهم آمين. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5046 - الخميس 30 يونيو 2016م الموافق 25 رمضان 1437هـ
اختي الكريمة هذا المقال خاص للذين لا يزالون يترحمون على ... صدام هدام الدياروالمصيبة انهم ......... ووسائل التواصل الاجتماعي تشهد بذلك ويتمنون لو كان موجودا تصوري هل يعقل ان يترحموا على من غزا ديارهم وقتل أولادهم اين الغيرة اين الرحمة هذه هي خيانة الوطن عندما نترحم على من سفك دماء الابرياء وشكرا لك وجمعتك طيبة وكل منتسبي صحيفة الوسط المترمة
حسبي الله ونعم الوكيل
صدام المجرم السفاح ولا الي جهنم وبأس المصير ونسأل الله تعالي ان يحفظ الكويت الشقيقة اميرا وحكومة وشعبا وجميع دول الخليج يارب العالمين
لكن يا استاذة هناك مازال هناك .... يترحمون على .. صدام حسين ، والادهى انهم يصفونه بالرئيس الراحل وبالشهيد وفارس الأمة العربية ....
كل من يترحمون على المجرم القاتل
طائفيين بأختصار معروف شنو سبب هالكلام
حروب صدام عبثية غزى الكويت هالعروبي الأعور ولاننسى ضربه مدينة حلبجة الكردية بالكيماوي وقتله 5آلاف كردي سني وكانت جثثهم منتشرة إلي حاضن أولاده وبناته ومفارقين الحياة هذه أفعال العروبي الأعور غازي الكويت
انا توقعت ان صدام سيهاجم الخليج كله ولكن لاأحد يصدق لان المعادله تقول من يقتل شعبة وأبناء بلده فمن السهل والبساطة ان يعتدي ويقتل جيرانه ولكن كل الأسف ان لازال من السذج يترحمون عليه وفي هذه الحاله من صان الكويت صانها بقاء اَهلها الإشراف بالداخل........?????
الحمد لله. العبقري الزائر رقم ٩ ما علق علي كتابتك. هذه هي مشكلتنا. كلما استعملنا الفكر و العقل استهزء بِنَا من لا يفكر و هم الأكثرية . لذلك نستورد من نسميهم خبراء و يتعلمون عندنا و من خبراتنا . متي نعتمد عَلي ما وهبنا الخالق من القدرات الفكرية و نجل مفكرينا و لا ننتظر موتهم لنكبرهم و نعظمهم ؟ متي؟
....نسوا وتناسوا ماصنع فيهم صدام ويترحمون عليه والانكى بعتبرونه شهيد!، ...............
احنا ما نسينا ونقول غزو العراق للكويت الشقيقة اكبر خطأ
ايام حالكة السواد في. تاريخ الخليج العربي
انتهكت الكويت وسرقت بعد ان ادعى صدام انها الطريق الى تحرير فلسطين ، والتاريخ يعيد نفسه الخليج العربي محط أنظار ووجهة مجرمي الاتجار بالدين وتدمير المنطقة واهلها على أساس طائفي بغيض كل ذلك من اجل الظفر بخيراتها حفظ الله البحرين وامتنا العربية
صدام قتل وعذب الشعب الكويتي الشقيق ولكن مع الاسف الشديد هناك من يمدحه ويضع صورته على السيارة ومن يتبجح به بأنه أذاق طائفة معينة ويلات العذاب ، ويوجد ..من يترحم على صدام وذلك فقط بغضاً لفئة معينة
الله يرحم شهداء الكويت الابرار
سيدتي تنبأت بغزوالكويت قبل وقوعهابعامين. لم يصدقني أحد. لوتنبأت بماسيحصل في المستقبل بناء علي تحليل دقيق للتاريخ و نفسية القائمين بالأمر ، هل يصدقني أحد؟ لماذا تنكر أهل الخليج بكل الجرائم التي ارتكبها صدام خلال حكمه ازاء شعبه قبل غزو الكويت؟ اليسوا الناس سواسية ولهم حقوق؟ من خرج مهلهلا راقصا مزمرا بالسيارات في الشوارع عندما توقفت الحرب العراقية الإيرانية؟ باعتباره انتصارا للعراق !!! كيف يكون قتل الأخوة في الدين و الجيران مباحا عندما يكون بعيدا عنا؟ لماذا غمض العين بالجهل و عدم الدرك؟
خُف علينا يا منجم العصر قال توقعت وماحد صدقني ودي اصدق بس ضعيفة
نعم اهلنا في الكويت عانوا الكثير من بطش الطاغية صدام .. وفي المقابل هناك من يمجد هذا الطاغية ..
و ماذا عن العراق؟ اليسوا اهلنا؟
العراق اهلي وعشيرتي
سطوم
كل هاذا شهدناه ولا يستطيع أحد نكران مافعله صدام في أهلنا بالكويت. ولاكن مع كل الأسف نرى الكثير من الناس يبجلون ويمجدونه بل وينعتونه بالشهيد وسيف العرب لماذا كل هاذا . الجواب لأنه قتل كثير من طائفة معينه هاكذى هي الاحقاد الدفينه