أوقفت الشرطة التركية 13 مشتبهاً به، بينهم ثلاثة أجانب، غداة التفجيرات الانتحارية الثلاثة التي أودت بحياة 44 شخصاً في مطار اتاتورك الدولي في اسطنبول والتي بدأت تتضح بعض خيوطها أمس الخميس (30 يونيو/ حزيران 2016).
وأعلنت السلطات أمس ارتفاع حصيلة الاعتداء إلى 44 قتيلاً بينهم 19 أجنبياً بوفاة أحد الجرحى الـ 260 نتيجة التفجيرات التي قام بها الثلثاء الماضي ثلاثة انتحاريين تقول انقرة انهم يدورون على الأرجح في فلك تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، وأطلقوا النار بغزارة في قاعة المسافرين ثم عمدوا إلى تفجير أنفسهم الواحد تلو الآخر.
واعتقلت الشرطة التركية أمس 13 شخصاً بينهم ثلاثة اجانب، بعد عمليات دهم متزامنة في 16 موقعاً في اسطنبول، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول القريبة من الحكومة.
وأعلن مسئول تركي ان الانتحاريين الثلاثة هم روسي واوزبكي وقرغيزي. وقال المسئول الذي طلب التكتم على هويته «نستطيع أن نؤكد أن مهاجمي مطار اسطنبول هم من روسيا واوزبكستان وقرغيزيستان».
وبدأت تتضح ملامح العملية الدامية في جناح الرحلات الدولية في مطار اتاتورك الكبير، والحديث جداً، والذي يعد المطار الثالث في اوروبا. واوضح رئيس الوزراء بن علي يلديريم في وقت متأخر أمس الأول (الأربعاء)، أن «الارهابيين، الذين ارادوا اولا اجتياز (اولى) عمليات المراقبة الامنية» على مدخل المطار، غيروا آراءهم و «عادوا مع بنادق رشاشة اخرجوها من حقائبهم قبل أن يجتازوا الرقابة وبدأوا إطلاق النار على الناس من دون تمييز».
واضاف أن «واحداً منهم فجر نفسه في الخارج» وأن «الاثنين الآخرين قد استفادا من الذعر والهلع ودخلا المطار حيث فجرا نفسيهما».
وقدم مسئول تركي كبير قريب من الرئاسة طلب عدم الكشف عن هويته، رواية مختلفة لوكالة «فرانس برس». وقال ان انفجاراً أول وقع عندما دخل أحد الانتحاريين قاعة الوصول وفجر نفسه قبل اجهزة التدقيق الالكتروني والأشعة اكس.
وقد استفاد انتحاري ثانٍ من الذعر الناجم عن الانفجار وسط المسافرين وموظفي المطار، ودخل الى قاعة الوصول فوق قاعة المغادرة وفجر نفسه هو أيضاً.
اما الانتحاري الثالث فانتظر خارج المطار وكان آخر من فجر نفسه.
واعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جون برينان أمس الأول في واشنطن ان اعتداء اسطنبول يحمل «بصمات» تنظيم «داعش»، معرباً عن «قلقه الشديد للحيوية الكبيرة اليوم ايضا للآلة الارهابية التي اوجدها تنظيم الدولة الإسلامية».
وهذا الاعتداء الجديد في اسطنبول، وهو الرابع والاكثر دموية خلال سنة في أكبر مدن البلاد، صدم تركيا، ودانه عدد كبير من العواصم الاجنبية.
واوضح رئيس الوزراء ان «وجود الموظفين المدربين سيتزايد» في مطارات البلاد. وقتلت القوات التركية يوم السبت على الحدود السورية شخصين يسود الاعتقاد انهما ينتميان لـ «داعش»، وكان أحدهما يخطط لاعتداء انتحاري في تركيا، كما ذكرت وكالة انباء «الاناضول».
في شأن آخر، أطلقت السلطات التركية سراح الممثل التركي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» وناشطة حقوقية أخرى أمس في اسطنبول بعد إلقاء القبض عليهما بتهمة نشر دعاية إرهابية.
وذكرت وكالة أنباء «دوجان» التركية أنه تم إطلاق سراح إيرول أوندر أوغلو، وهو ممثل منظمة «مراسلون بلا حدود»، ورئيسة منظمة حقوق الإنسان في تركيا شبنم كورور فنجاني بعد 10 أيام من احتجازهما رهن الاعتقال. وأطلق سراح الناشطين بعد ان قررت المحكمة أنه لا يوجد هناك مخاوف من هروبهما قبل موعد المحاكمة المقرر في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتم الإبقاء على ناشط ثالث، هو الكاتب الصحافي أحمد عزيز نسين، قيد الاحتجاز حيث لم يتم التوصل الى قرار بإطلاق سراحه.
إلى ذلك استدعى المدعي العام التركي، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين دميرطاش للمثول أمامه، وذلك وفقاً لوكالة «دوجان»، بعد أسابيع من تصويت البرلمان التركي على تجريد أكثر من 150 نائباً من حصانتهم.
العدد 5046 - الخميس 30 يونيو 2016م الموافق 25 رمضان 1437هـ