حِفاظاً على العادات البحرينية الأصيلة في التواصل والتقارب بين أفراد الشعب البحريني ومكوناته، وبينها وبين قادته الكرام خلال شهر رمضان المبارك، تجيء لقاءات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى مع كافة أبناء الوطن من كافة الأطياف والشرائح بمختلف محافظات المملكة في إطار نهج التواصل الذي لم ينقطع يومًا بين جلالته وأبناء شعبه الوفي، والذي يعتز به جلالته ويحرص على استمراره لما يجلبه من محبة وألفة بين الجميع ويعزز روح الاسرة الواحدة بين ابناء البحرين.
وشملت لقاءات جلالة الملك المتعددة خلال شهر رمضان الكريم، أبناء الوطن جميعًا من كافة المستويات والقطاعات والمناطق، بدءا بكبار افراد العائلة المالكة الكريمة وممثلي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، فضلا عن أهالي المحافظات الأربع والعائلات البحرينية الكريمة ورؤساء المآتم والحسينيات، وشرائح مجتمعية أخرى عديدة كممثلي الأديان والجاليات الأجنبية المقيمة بالبحرين، وقد كان لهذه اللقاءات الودية العديد من الدلالات، لعل أبرزها:
أولاً ـ روح المحبة والألفة والتواد بين القائد وشعبه، وهو ما عبر عنه جلالة الملك في كلماته التي استقبل بها ضيوفه، وغلب عليها الترحيب الكبير بالجميع وسعادته بهذه اللقاءات الخيرة مع من سماهم برجالات البحرين الأوفياء، والتي يتجدد فيها التقدير والاعتزاز بجهود أبناء الوطن القائمين بإخلاص على حفظ استقرار وطنهم، والدفاع عن مصالحه في المواقع كافة.
وقد بادله أبناء شعبه هذه المشاعر النبيلة، مجددين البيعة لجلالته والالتفاف حول راية الوطن والتأكيد على إجماع شعب البحرين على قيادته لما جسده مشروع جلالته الإصلاحي الجامع من معاني الترابط واللحمة والتآخي، ووضعه الحقوق والحريات العامة على رأس بنوده، وترسيخ معنى المشاركة في القرار بأجل صوره.
ثانيًا ـ تجسيد معاني الوحدة الوطنية التي تستمد قوتها وحصانتها من اتحاد وتكاتف أبناء الوطن خلف قيادتهم الحكيمة، والتمسك بالقيم البحرينية الأصيلة، ومن هنا كان تشديد جلالته في أكثر من مناسبة ولقاء على ضرورة التمسك باللحمة الوطنية والهوية الحضارية للبحرين، ودعوة الجميع إلى التمسك بالقيم وتعزيز مبادئ الأخوة والتكاتف والتلاحم والثوابت الوطنية التي ميزت البحرين قيادة وشعبًا، لتبقى المملكة دائما بلد الخير والتعاون والتآخي بين الجميع، متمسكة بنهجها الوسطي ودورها الإنساني.
وأكد العاهل على هذه المعاني الجليلة في لقائه الأخير بالعائلات البحرينية ورؤساء المآتم والحسينيات عندما أشار إلى عدة مبادئ رئيسية تمثل نهج البحرين الرصين في الحاضر والمستقبل، وهي الوحدة والإخوة والتعاون بين أبناء الشعب الواحد ومكوناته المختلفة، مشددا على أهمية الحرص على استقلالية القرار والوازع الوطني الذي يأبى التبعية للغير ويرفض التدخل الخارجي في شأن داخلي محض، وذلك من منطلق الواجب والمسؤولية والحب والولاء للمملكة، والتي وصفها جلالته باعتبارها "خير ما يجمع أهل البحرين في وجه التحديات وأمام العالم".
ثالثًا ـ الرسائل التي حرص جلالة الملك على تأكيدها خلال هذه اللقاءات والتي كان من أهمها ضرورة الحفاظ على وحماية المكتسبات الوطنية التي تحققت باعتبارها أعز ما نملك، والعمل معا على رعاية ودعم مسيرة العمل الوطنية برؤيتها الرحبة والطموحة لتواصل انطلاقها على درب التطوير والنماء، والاستمرار في مشروع الإصلاح والتحديث الوطني كمنطلق لمسيرة البحرين المباركة وبما يعزز أمن واستقرار البحرين، واستعدادًا لمرحلة جديدة تستكمل فيها رؤية المملكة.
رابعا ـ التقدير السامي الكبير لوقوف الشعب خلف قيادته في مواجهة التحديات والتصدي للأطماع، ومنع محاولات التدخل الخارجي، وهو ما عبر عنه جلالته في أحد اللقاءات بالقول: "كان شعب البحرين خلف قيادته يقظا متحفزا لمواجهة التحديات والتصدي للأطماع, ممانعا لمحاولات التدخل الخارجي في شأنه الداخلي تحت أي ذريعة, رافضا القوى التي تسول لها نفسها إنفاذ المخططات الخارجية الهادفة إلى الإخلال بالسلم الأهلي وإحلال الفوضى بدلا من الاستقرار الذي تنعم به مملكتنا الحبيبة".
خامسا ـ التأكيد على أن مملكة البحرين كانت وستظل وجهة للاستقرار وطلب العلم والعمل والراحة، وهو الأمر الذي لم يتحقق صدفة بل نتيجة طبيعية للسياسات الرشيدة للقيادة وتلاحم الشعب معها. فقد صارت المملكة الجهة المفضلة للسياحة بل والعيش فيها، وتصدرت البحرين المرتبة الأولى في العالم كأفضل بلد يحبذ الأجانب العيش فيها، استنادا إلى انفتاحها وبيئتها الجاذبة للأعمال، إلى جانب حب المجتمع للغير، وتعايش الناس في أجواء من الأمن والتسامح والثقة والطمأنينة التي تجعل من المملكة حاضنة للكافة وبوتقة ينصهر فيها الجميع الذين يعتبرون موضع ترحيب من أهلها الكرام.
سادسا ـ حرص جلالته على توثيق علاقات مملكة البحرين مع الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها الدول الخليجية والعربية من خلال استقبال سفراء هذه الدول لدى مملكة البحرين والإشادة بجهودهم في توطيد العلاقات، ومحملاً إياهم رسائل المحبة والتقدير لحكوماتهم وتمنياته الخالصة لشعوبهم مزيدًا من الازدهار والتقدم، وتأكيد جلالته على العلاقات الثنائية الوثيقة والمتميزة التي تربط مملكة البحرين بدولهم والرغبة الصادقة في توثيقها وتدعيمها في إطار حرص مملكة البحرين على تدعيم التعاون الدولي مما يساعد على تدعيم السلم والأمن الدوليين وبما يصب في خدمة البشرية كلها.
إن لقاءات جلالة الملك بأبنائه في شهر رمضان وطيلة العام تعبر عن الوشائج القوية التي تربطهما والمحبة المتبادلة وهذه الوشائج القوية هي الضمانة الأولى لازدهار الوطن ولديمومة الأمن والاستقرار في مملكتنا الغالية.