بموازاة المعركة الكروية بين منتخبي البرتغال وبولندا لحجز بطاقة العبور إلى نصف نهائي كأس أوروبا في فرنسا، فان معركة أخرى تدور رحاها بين مهاجمين من طراز رفيع هما كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي.
وستنعكس نتائج معركة رونالدو- ليفاندوفسكي على المواجهة بين المنتخبين بطبيعة الحال في مسألة التأهل والخروج، لكنها تحمل عناوين شخصية لكل منهما فرضتها ظروف المباريات الأربع لهما في البطولة حتى الآن.
الأمر المؤكد أن رونالدو وليفاندوفسكي لم يقدما أفضل ما لديهما في البطولة الأوروبية بعد، لكن البرتغالي عرف الوصل مع الشباك في المباراة الثالثة حين سجل مرتين أمام المجر، في حين أن ليفاندوفسكي لايزال صائما عن التسجيل.
صحيح أن أحداً لم يضع منتخب البرتغال في الصف الأول للمرشحين للقب قبل انطلاق البطولة، وان تمحورت المشاركة حول الفرصة الأخيرة لرونالدو وهو في الحادية والثلاثين من العمر لنقل نجاحاته إلى المنتخب بعد إن حقق كل شيء مع فريقه ريال مدريد الاسباني.
في المقابل، فان من المؤكد أن بولندا كانت خارج دائرة الترشيحات تماماً.
وبات رونالدو يهدد الرقم القياسي للنجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني في عدد الأهداف في نهائيات البطولة الأوروبية. وتعملق بلاتيني وسجل تسعة أهداف في بطولة واحدة عندما استضافتها بلاده العام 1984، فقادها إلى لقبها الأول في تاريخها.
ويبتعد رونالدو حاليًّا بفارق هدف واحد عن بلاتيني، بعد أن رفع رصيده إلى ثمانية أهداف.
لكن مهاجم البرتغال سجل رقما قياسيا إذ بات أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل في أربعة نهائيات، بعد أن كان سجل هدفين في كأس أوروبا 2004، وهدفاً في 2008، وثلاثة أهداف في 2012.
وحطم رونالدو أيضا الرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات الأوروبية إذ خاض 17 مباراة حتى الآن، متقدما على الحارس الهولندي أدوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام.
راهن الجميع على رونالدو في البطولة، وخصوصا بعد موسم رائع قاد فيه ريال مدريد إلى تعزيز رقم القياسي في دوري أبطال أوروبا بإحراز اللقب الحادي عشر على حساب جاره اتلتيكو مدريد.
ليفاندوفسكي والعقم الهجومي
على المقلب الآخر، يعيش ليفاندوفسكي (27 عاماً) عقما هجوميا وهو الذي يرعب المدافعين وحراس المرمى بشهيته التهديفية العالية.
وسجل ليفاندوفسكي 30 هدفا في الموسم الماضي مع بايرن ميونيخ توج فيها هدافا للدوري الألماني، كما انه صاحب الرقم القياسي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أوروبا برصيد 13 هدفا.
وقد يكون الأسلوب الدفاعي الذي يعتمده مدرب بولندا آدم نافالكا سبباً في عدم حصول ليفاندوفسكي على الكرات الخطرة للتسجيل، لكن بعد أربع مباريات عقيمة، يتعين عليه إظهار معدنه أمام البرتغال.
ودافع نافالكا مرارا عن ليفاندوفسكي بقوله: «انه لاعب في غاية الأهمية لنا رياضيا ونفسيا. يحفز زملاءه ونحن سعداء بمساهمته خارج الملعب. روبرت، وعلى رغم عدم تسجيله، يساعد زملاءه من خلال خلق المساحات وتحريرهم. يسرق أنظار الخصم وأنا متأكد من قدرته على التسجيل في اللحظة المناسبة».
ورونالدو وزميله في المنتخب وريال مدريد بيبي يتذكران جيدا كيف هز ليفاندوفسكي في أحد الأيام شباك فريقهما أربع مرات في مباراة واحدة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا العام 2013 عندما كان في صفوف بوروسيا دورتموند.
العدد 5045 - الأربعاء 29 يونيو 2016م الموافق 24 رمضان 1437هـ