يروي «غاي فنلي» في كتابه سر الانعتاق عن «كيترينغ» أنه يقول دائماً: إن كل مشكلة تنتظر منا الحل ومستعدة لأن نحلها بشرط أن نعرف من يملي إرادته على من: المشكلة أم الشخص الذي يبحث عن حلٍّ لهذه المشكلة.
ويقول: إن الاجابة الصحيحة في كثير من الأحيان هي المشكلة. وبرأيه أن الفارق الوحيد بين المشكلة والحل هو أن الناس يفهمون الحل. وكل ما نحتاجه هو تغيير في الإدراك لأن الحل موجود دائماً داخل المشكلة. لكن المطلوب منا ليس أن نتغلّب على المشكلة بل أن نجعلها تلد حلّها، وهذا يتحقق بالفهم. لأن الفهم أهم من السيطرة، فإن تفهم شيئاً ما أهم وأجدى من أن تتغلب عليه وتضعه تحت سيطرتك.
من المهم عند الرغبة في إدراك أي أمر أن نفهم حيثياته وكل معطياته، ولمعالجة أية معضلة لابد من إدراك مكمن الخلل ومعالجته. تماماً كما يفعل الأطباء على سبيل المثال عند وجود مشكلة مرضية لدى أحدٍ ما. هم لا يكتفون بإعطاء المريض مسكناً للألم، بل يحرصون كل الحرص على الوصول لأصل المرض ومعالجة السبب كي يتمكّنوا من القضاء على الألم نهائياً.
بعض الأشخاص يسعون للحصول على الحلول السهلة المعلبة وكأنها مجرد مسكّن ألم. وفي هذا السياق يسعون إلى تطبيق حلول جرّبها غيرهم من دون وعي حقيقي بما يعانونه من مشاكل وآلام. هم يبحثون عن الأسهل من غير انتباهٍ منهم أن هذا قد يزيد من تعقيد المشكلة؛ إذ كان على كل واحد أن يبحث عن حلٍّ يناسب وضعه وطبيعته وطبيعة ما يمر به وما هو حوله. يأخذ حلول غيره لاكتساب الخبرة ويطبق منها ما يتناسب مع وضعه العام بعد أن يضيف ويحذف ويبتكر.
آخرون يسعون إلى طلب الراحة عن طريق الهروب من مشكلاتهم وعدم مواجهتها، وهذا ما يزيد الأمر سوءاً؛ كأن يعاني أحدٌ وجود ورم ما يحتاج إلى استئصال سريع، لكنه يسرف في العناد فيكبر الورم وينتشر ويصعب بعد ذلك على أي طبيب حتى الأكثر مهارة استئصاله من غير أذى، هذا إن تمكّن من استئصاله قبل القضاء عليه.
كم هو جميلٌ أن نجد اليوم مناهج علمية تدرس في الجامعات وبعض المدارس حول طرق حل المشكلات وأنواعها واستراتيجياتها. هي خطوةٌ تصبّ في صالح الفرد في المجتمع وبالتالي صالح المجتمع ككل. لكن الأهم أن نعلم التلاميذ أن هذه نظريات على كل واحد منا أن يأخذ منها ما يتناسب مع حجم مشكلته ونوعيتها خصوصاً أن بعض المشكلات تتطلب حلولاً سريعة وحاسمة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5045 - الأربعاء 29 يونيو 2016م الموافق 24 رمضان 1437هـ
مقال رائع المفروض يطبق في البحرين للستأصال الفساد .
أحسنتي,أختي العزيزة سوسن دهنيم, تعجبني مقالاتش ما شاء الله! هذا المقال رائع ومهم! المشكلة عندنا أنه تقديم الأدوية والإفتائات للناس بالجمله دون فهمهم! ما يفهمون أنه اله عمره مثلا 10 اسنين يكون دواه غير عن اله عمره 70 سنه! كل واحد ليه حيثياته وما يصير يعطون كل الناس دوى واحد! حتى اله يفتون الناس ما يفهمون هالشي! الإفتاء ما يجوز أصلا الا لمن عنده اذن من الله جل جلاله! وفيه روايات قوية تذم القياس والافتاء بالاراء والاجتهاد! بينما لا توجد ولا رواية واحده لا قوية ولا ضعيفه تجيز الإفتاء بالرأي والقياس
شكراً على المقال الرائع
وهذا ما كنت اتحدث فيه للاصدقاء في حلاة الاختلاف يجب عليك النظر الى الطرف الاخر وتضع نفسك مكانه وتتسائل لماذ فعل هاكذا ولماذا لم يفعل كذا وبماذا يفكر
تعريف الموحد للمشكله يعطي ، يثمر ، ينتج حلا واحدا فقط
حينما كانت اكثر من تعريف للمشكله ، تنتج اكثر من حل وهنا مربط الفرس .