دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأربعاء (29 يونيو/ حزيران 2016) في باريس إلى تفكيك فصائل «الحشد الشعبي» التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، متهماً إياها بتأجيج التوتر الطائفي.
وقال خلال لقاء مع صحافيين في باريس، في ختام زيارة قام بها ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إن «الحشد الشعبي طائفي وتقوده إيران». وتابع «كانت هناك تجاوزات» خلال معركة الفلوجة، «نعتقد أن هذه الميليشيات يجب تفكيكها وينبغي على الجيش العراقي محاربة تنظيم الدولة الإسلامية». وكرر دعوته إلى تشكيل حكومة عراقية «تشمل جميع الفئات والمجموعات في البلاد».
وأكدت القوات العراقية الأحد الماضي السيطرة بشكل تام على الفلوجة بعد عمليات عسكرية استمرت نحو شهر، بدعم من قوات التحالف الدولي التي شنت أكثر من مئة ضربة ضد المتشددين. وبات التركيز منصباً الآن على الموصل، المدينة الرئيسية في شمال العراق.
وشاركت ميليشيات «الحشد الشعبي» في معارك استعادة الفلوجة على رغم الجدل بشأن عدائها المفترض للسنة، وفقاً لمسئولين عسكريين عراقيين. واعترض بعض قادة السنة على مشاركتها.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي أمس بأن الحرب على الإرهاب هي حرب كل العراق والمشاركة فيها حق بل هي واجب على العراقيين جميعاً.
وقال الحديثي في بيان صحافي «وما كان لهذه الانتصارات أن تتحقق لولا توحد العراقيين وتسابقهم في تلبية نداء الوطن للذود عن ترابه وحماية أرضه وتحرير مدنه».
وأضاف «اليوم تقاتل قواتنا بجميع تشكيلاتها المنضوية في منظومة الأمن الوطني من جيش وشرطة اتحادية ومكافحة الإرهاب وحشد شعبي وعشائري وشرطة محلية وبشمركة، وستقاتل لتحرير محافظة نينوى واستعادة مدينة الموصل، فالحكومة العراقية بحكم مسئولياتها القانونية والأخلاقية والتزامها الوطني لا يمكنها إلا أن تسخر قدرات كل هذه التشكيلات العسكرية، وتستنفر الطاقات القتالية لأبناء العراق من جنوبه إلى شماله كي تحقق الانتصار الناجز على الإرهاب».
وأوضح أن «الحكومة العراقية حريصة كل الحرص على مشاركة مختلف التشكيلات في عملية تحرير محافظة نينوى وسيكون لكل من هذه التشكيلات دوره القتالي الذي يقوم به ومهمته العسكرية التي ينجزها تبعاً لمقتضيات المعركة واستجابة لمتطلباتها الميدانية، وبما يناسب طبيعة قدراته ويحقق المصلحة الوطنية العليا ويحفظ وحدة الصف الوطني العراقي في الحرب على الإرهاب، حيث سيكون لكل تشكيل إسهامه المباشر في صفحة من صفحات العمليات العسكرية ومشاركته الفاعلة في مرحلة من مراحل التحرير ووفقاً للخطط القتالية التي تضعها قيادة العمليات المشتركة».
وأضاف أن «قواتنا بدأت جهدها القتالي وعملياتها العسكرية بالزحف نحو الموصل لتحرير أهلها من سيطرة الإرهاب الغاشم وتحقيق نصر مؤزر على الإرهاب لطرده من أرض العراق نهائياً، ولإضافة نصر جديد يتوج سلسلة الانتصارات المتتالية التي أحرزها العراق ضد (داعش)».
وفي إطار الاستعدادات لمعالجة الملف الإنساني المرتبط بعمليات تحرير نينوى فإن الحكومة العراقية بدأت بالفعل إجراءاتها بهذا الصدد منذ وقت ليس بالقصير، حيث تتهيأ لمواجهة موجة نزوح كبيرة من المتوقع أن تنجم عن بدء العمليات العسكرية في محافظة نينوى ويتم إعداد مراكز الإيواء والإغاثة للنازحين من الموصل والمناطق المحيطة بها وتوفير الاحتياجات الأساسية اللازمة لاستقبالهم.
من جهة أخرى، دعا الجبير إيران إلى «الكف عن أن تكون عدائية» تجاه السعودية متهماً طهران بإثارة اضطرابات في دول عدة في المنطقة.
وبالنسبة إلى لبنان، قال الجبير إن «إيران وحزب الله يحولان دون انتخاب رئيس»، معتبراً أن «إبقاء لبنان في حالة عدم استقرار يصب في صالح حزب الله».
ولايزال منصب الرئاسة في لبنان شاغراً منذ 25 مايو/ أيار 2014، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بين مختلف الأطراف.
العدد 5045 - الأربعاء 29 يونيو 2016م الموافق 24 رمضان 1437هـ