مرض الزرق (سارق البصر) المشهور عادة باسم الجلوكوما أو الماء الأزرق هو مرض يصيب العصب البصري للعين عادة نتيجة اختلال في تصريف السائل الذي يفرزه الجسم الهدبي في الخزانة الأمامية للعين وينجم عن ذلك ارتفاع في ضغط العين ارتفاعاً يؤثر على الألياف العصبية التي تُكوِّن العصب البصري مما ينجم عنه ضمور العصب فيتناقص مجال الرؤية للعين تدريجياً نتيجة لذلك إلى أن تصاب العين بالعمى الذي لا علاج له في هذه المرحلة.
وللزرق (الجلوكوما) مسميات شعبية كثيرة أشهرها السويرق والماء الأسود والأخير يسمى بهذا الاسم لتمييزه عن مرض (الماء الأبيض) الذي يكون أقل خطورة وأكثر قابلية للعلاج الجراحي.
وللأسف لا يلاحظ المريض وجود مشكلة في العين إلا في المراحل المتقدمة من المرض خصوصاً النوع المزمن الذي لا يصاحبه ألم والسبب في ذلك اعتماد المريض على العين السليمة عند النظر لأنه يستخدم كلتا العينين.
وباختصار يمكن تقسيم الزرق إلى ثلاثة أنواع:
الزرق الأولي وهو الأكثر شيوعاً ويصيب البالغين فوق 40 سنة وقد يكون:
ذو زاوية مفتوحة: وهو النوع الموجود الأكثر في الجنسين القوقازي والأفريقي. وهو نوع مزمن وغالبا ما تكون أعراضه غير محسوسة ولهذا مسمى (سارق البصر) ينطبق عليه أكثر. وكثير من المرضى يكتشفون اصابتهم بالمرض بعد فقد معظم مجال الرؤية على الأقل في احدى العينين وعادة ما يكون للمريض استعداد وراثي للإصابة بهذا النوع مثل أن يكون أحد الوالدين أو احد أخوته مصاب.
ذو زاوية حادة: وهو أكثر شيوعاً في الجنس الشرق آسيوي وهنا تكون الزاوية التي تتكون عند التقاء القزحية بالقرنية صغيرة وحادة، مما ينجم عنه انسداد القنوات المصرفة للسائل الهدبي عند توسع البؤبؤ في ظروف معينة تساعد على ذلك كالجلوس في غرفة قليلة الإضاءة أو استخدام بعض الأدوية أو القطرات. وهذا النوع إذا تم اكتشافه مبكراً يستجيب لعملية بسيطة بالليزر, أما إذا تأخر العلاج فقد تصيب العين بالزرق الحاد المزمن الذي قد يستدعي التدخل الجراحي مستقبلا.
الزرق الثانوي:
وهو نتيجة اصابة العين بمرض يؤدي إلى تلف أو انسداد القنوات الدقيقة المصدرة للسائل الهدبي.
الزرق الخلقي:
وهو نتيجة وجود عيب خلقي في القنوات المصرفة للسائل الهدبي فينجم عنه تفاقم الضغط داخل العين الذي يؤدي إلى زيادة حجم القرنية.
كيف يُعالَج الزرق؟
عن طريق القطرات
الليزر
التدخل الجراحي
د. هدى الغامدي
طبيبة عيون - المملكة العربية السعودية
العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ