نتائجه الدراسية متدنية رغم ذكائه ونباهته، هذه احدى المشاكل التي يلحظها بعض أولياء الأمور في أطفالهم والتي توقعهم في حيرة، فالطفل لا تنقصه القدرات العقلية والمهارات اللازمة للتعلم. فلماذا لا يحرز نتائج تتناسب مع قدراته ومهاراته؟ السؤال يظل محير للوالدين فلا يجدون سبب مقنع.
استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة د. رمزي العريض يعرض الإجابة للسؤال المحير، ويقول أن تضخم لحميات الأنف عند الأطفال وراء تراجع التحصيل الدراسي لأنها تضعف تغذية الجسم من الأوكسجين أثناء النوم ليلاً.
ويشدد على ضرورة ملاحظة الأطفال أثناء النوم لأن في هذه الفترة يمكن رصد الكثير من العلامات الصحية التي تشير إلى وجود أمراض كالتهاب اللوزتين أو تضخم لحميات الأنف، والإختناق الليلي وهو من الأمراض الذي ينجم عنه جملة من الأمراض كضغط الدم، والقلب، والنوبات والجلطات.
وأشار إلى أن الأمراض الآنفة الذكر لها ارتدادات خطيرة على الصحة، ومن السهل ملاحظتها من خلال الشخير أو التنفس عن طريق الفم أثناء النوم. ودعا إلى المبادرة بعرض الحالة بسرعة على الطبيب المختص لتلافي أي انتكاسات أو ارتدادات سلبية على الصحة.
للتعرف أكثر على لحميات الأنف وأمراضها وعلاجها جرى اللقاء التالي مع د. رمزي العريض:
عرِّفنا على اللحميات الأنفية؟
يجب التفريق بين اللحميات الأنفية لدى الصغار والأخرى عند الكبار، لأنهما مختلفتان من ناحية التكوين والوظيفة والموقع. اللحميات عند الأطفال أو ما يطلق عليها لحميات البلعوم الأنفي تتكون من نسيج لمفاوي ووظيفتها مشابهة لوظيفة اللوزتين فتعاضدها في حماية الجسم من تسرب الميكروبات الضارة بإفراز أجسام مضادة، فالفم من أكثر الفتحات التي تسبب التهابات في فترة الطفولة لأن الأطفال كثيراً ما يضعون أيديهم التي تتصل بالكثير من الأشياء في أفواههم. وهي احد أنظمة الدفاع عن الجسم التي خلقها الله فينا.
أما لحميات الأنف في الكبار فهي غدد مخاطية تفرز المواد المخاطية لتطهير وتعقيم الأنف وترطيبه وتحميه من الجفاف، وتقع في جدار الأنف.
ما هي أسباب اصابتها بالالتهابات ؟
الالتهابات والتضخم في لحميات البلعوم الأنفي يأتي من نشاطها في الدفاع عن الجسم من تسلل الميكروبات الضارة به، ونشاطها يعني أن الجسم سيكون محمي ضد الكثير من الأمراض والالتهابات الأخرى، ولكن الجهد العالي يتعبها ويجعلها ضعيفة فتصبح هي نفسها عرضة للالتهابات في مرحلة الطفولة المبكرة على الخصوص.
كيف تنعكس سلباً على صحة الفرد؟
التهابات اللحميات الأنفية عند الكبار أو الصغار لهما انعكسات سلبية كبيرة على صحة الفرد، وحياته اليومية أيضاً. لأنها تقع في مجاري التنفس العليا وهو موقع حساس جداً ومسؤول عن تغذية الجسم بالأوكسجين وخصوصاً أثناء النوم، فتضخم اللحميات يضيق من مجاري التنفس ويقلل نسبة تغذية الجسم بالأكسجين.
أول المخاطر الصحية لتضخم والتهابات اللحميات الأنفية عند الأطفال تنفس الطفل عن طريق الفم وبالتالي تضخم اللوزتين، ويجتمع الأثنان بعد تضخمهما في تقليل مجرى التنفس، مما يسبب مشاكل في التنفس، وانسداد الهواء أثناء النوم، والشخير، وقد تتطور الحالة - لا قدر الله - إلى الإختناق الليلي وهو من الأمراض الذي تنجم عنه جملة من الأمراض كضغط الدم، واضطرابات القلب، والنوبات والجلطات.
كل ذلك ينتج عنه نوم مضطرب مما ينعكس على الحياة اليومية للطفل بشكل كبير فتراه قليل الإنتباه والتركيز ويعاني من هبوط في تحصيله الأكاديمي وتقل قدرته على إنجاز الواجبات، ويلاحظ عليه كثرة الشعور بالتعب نهاراً، والأرق ليلاً.
ما هي الأعراض التي تكشف عن تضخمها؟
من حسن الحظ أن المرض يكشف عن نفسه بصوت مرتفع فالشخير أثناء النوم أحد أعراضه الملحوظة بشكل ملفت، وكذلك ملاحظة انقطاع التنفس أثناء النوم لذا من الضروري ملاحظة الطفل أثناء النوم لرصد مثل هذه الحالات.
كثرة التهابات الرئة إحدى علامات تضرر اللحميات الأنفية أيضاً، وقلة السمع لأن التهابات اللحمية تتسب بتكون مخاط في الأذن الوسطى. ويمكن إضافة التأثيرات على الحياة اليومية التي ذكرتها سابقاً.
لماذا نلحظها في الأطفال أكثر من البالغين؟
اللحميات الأنفية عند الأطفال في الفترة من الولادة وحتى 5 سنوات تقوم بدور فعّال وكبير في صد الأمراض عن الجسم وتعمل بكامل طاقتها، فالجسم يتعرض للكثير من الميكروبات لأن الأطفال كثيراً ما يضعون أيديهم في أفواههم للتعرف على الأشياء دون العناية بنظافة اليدين، وهذا أمر طبيعي في هذه المرحلة المبكرة من العمر.
وبعد هذه المرحلة تقل نسب الإصابة باللحميات الأنفية في البلعوم الأنفي لعدة أسباب أولها أنها تضمر تدريجياً، ثانياً النظام الدفاعي في الجسم أخذ في النمو وبدأ في الاعتماد على الكبد وغيرها من أعضاء الجهاز اللمفاوي، ثالثاً ترتفع نسبة النظافة لدى الأطفال لأنهم أصبحوا يميزون الأشياء ويتعرفون عليها دون وضعها في الفم.
هل من الممكن أن تنمو مرة أخرى؟
احتمال ممكن ولكن اللحميات الأنفية لن ترجع لسابق عهدها. والأهم الحرص على العلاج.
ما الفرق بينها وبين اللوزتين؟
هناك فروق بسيطة، ولكنهما يعملان بنفس الوظيفة ولهما نفس التكوين. وفي كثير من الأحيان يمرضان معاً ويعالجان معاً.
هل لها علاقة بروائح الفم الكريهة؟
نعم. هناك ارتباط فروائح الفم الكريهة تشير إلى التهابات اللحمية واللوزتين التي تفرز مواد مخاطية لمحاربة البكتيريا إضافة إلى جفاف الفم فيتظافران في تكوين روائح كريهة في الجسم.
عرفنا على أحدث العلاجات في هذا المجال؟
العلاجات تتقرر بحسب تشخيص الحالة. وهناك خيارات كثيرة تبدأ بالعقاقير الطبية وتنتهي بالإجراءات الجراحية وإزالة اللحمية إذا استدعت الحاجة لذلك إما عن طريق الكشط بالمشرط الطبي أو باستخدام التقنيات الحديثة.
وأبحث كطبيب عن أفضل الحلول العلاجية للمريض بأقل قدر من الألم.
هل من كلمة أخيرة تختم بها اللقاء؟
أدعو أولياء الأمور لعدم التهاون مع إلتهابات اللحمية فبقدر بساطتها - من حيث المظهر – فهي خطيرة من حيث النتائج التي ذكرتها سابقاً، وأطمئن أن علاجها سهل أيضاً فبادروا لطلب مساعدة الطبيب.
كما أوجه رسالة للكبار أيضاً للمبادرة في اللجوء للطبيب المختص للكشف عن أي أعراض تشير لإلتهابات وتضخم اللحميات الأنفية لكي نستبعد وجود أي احتمالات لوجود أورام سرطانية لا قدر الله.
العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ