مع كُلِّ الأحداث والمتغيرات والشدائد التي تمُرُّ بها الأمة العربية والإسلامية، وعلى الرغم من خطورة الأوضاع المقلقة - خصوصاً في المجتمعات الإسلامية - فإنّ صوت الاعتدال والعقل الداعي إلى حماية المجتمع وتغليب مصلحة الناس والتصدي للفتنة هو الصوت الأهم لدرء المخاطر، على أن يكون هناك متسع من المجال بحيث يتقدم أصحاب هذا الصوت وتكون لهم المكانة للقيام بدورهم الديني والوطني والإنساني.

في هذا الموضوع دار حديث في مجلس أبناء المرحوم عبداللطيف السليمان الناصر، حيث أكد الأستاذ بجامعة الخليج العربي ورئيس المجلس العربي لاختصاص طب الأسرة والمجتمع البروفيسور فيصل عبداللطيف السليمان الناصر في معرض تناوله ما تمُرُّ به المجتمعات، أن كل الأطراف في حاجة إلى أن تستقرئ بشكل حقيقي وواقعي الأوضاع الحالية وكذلك ما يمكن دراسته من اتجاهات مستقبلية، فالمؤشرات خطيرة للغاية وكل المجتمعات بحاجة إلى لغة العقل والقرار المشترك بين كل مكونات المجتمع، فالتأزيم والإرهاب والحروب والدمار كلها تهدم التنمية والتقدم لأيِّ بلد.

وأجمعت الآراء على أن إبعاد الطائفية والمذهبية والخلافات العقائدية وغيرها من منغصات هي ليست مسئولية النخب فقط بل مسئولية كل فرد في المجتمع يتمتع بالوعي ويقيس الأمور بمقياس صحيح، فليس من صالح أي إنسان يعيش في أي بلد أو وسط أي مكون أو مجتمع أن يتعرض لأيّ نوع من انتهاك أو سلب الحقوق، كما أن الجميع يجب أن يعمل لصالح الوطن بلا تفريق أو تمييز.

وتناول الحضور الحديث عن نفحات شهر رمضان المبارك والتي تنشر المحبة والسلام ومن خلالها يبتغي الناس اكتساب المغفرة والعمل الصالح من خلال الطاعات والعبادات، وهذا ينعكس على المجتمع، وكما يعلم الجميع فإنّ المجتمع الخليجي بشكل عام والبحريني بشكل خاص هو مجتمع يتمتع غالبية أفراده من كل الطوائف بالأسلوب الحضاري والخصال الكريمة في التعامل بما يعزز العلاقات ويوطدها أكثر خلال الشهر المبارك.