إنها الثالثة والنصف من ظهر يوم أمس الثلثاء (28 يونيو/ حزيران 2016)، التوقيت الذي كانت فيه «الوسط» ترصد أعمال الدفان التي تجري على قدم وساق لمساحة شاسعة في بندر الدار، الكائن في جزيرة سترة.
وعلى ظهر «طراد»، كانت الزيارة الميدانية للموقع، والتي كشفت عن ملامح المشروع الذي يمتد على مساحة تقدر بأكثر من 5 كم مربع، فيما الأنباء الأولية تتحدث عن السعي لإقامة منطقة صناعية تضاف للمنطقة الحالية.
المشاهدات المباشرة، أفصحت عن وتيرة العمل المتسارعة، والتي بدأت قبل أسبوعين تقريباً، ويتولى تنفيذها عمال آسيويون وشركة غير بحرينية، مدعومون بالجرافات والآلات والكسارات الضخمة، إلى جانب العلامات الصفراء المنتشرة على حدود الموقع، لتشفط من أسفل البحر، رماله التي يعاد استعمالها للدفان، وهو الأمر الذي يعتبره الناشط البيئي جاسم آل عباس «كارثة تؤدي لتدمير البيئة البحرية، بما في ذلك الحياة الفطرية، الصخور، الفشوت، المرجان».
أسبوعان من العمل المستمر، فيما التوضيحات الرسمية بشأن طبيعة المشروع لاتزال غائبة، حيث الصمت الذي يخيم على الجهات البيئية المعنية، مصحوباً ذلك بتساؤلات معلقة للبحارة، وموجهة للمجلس الأعلى للبيئة والهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية.
وبحسب حديث عدد من بحارة سترة من كبار السن، فإن المنطقة تصنف ضمن أغنى المناطق البحرية على مستوى البحرين، تحديداً في ما يختزنه بحرها من أسماك الصافي والهامور والشعري، إلى جانب المحار الذي يقصد لؤلؤه البحرينيون من شتى المناطق، والذي لايزال موجوداً بكثرة، ولفتوا إلى أن غنى المنطقة التي التهمتها المصانع، كانت بمحارها، محط تنافس البحارة.
ويشير آل عباس إلى أن ما يجري يدفعنا لاستحضار التصريحات التي انطلقت في الفترة من 2005 حتى 2009، والتي تتحدث عن إنشاء 3 مناطق صناعية في شرق سترة، وأضاف «ما نراه اليوم وعلى الرغم من فظاعته، هو مجرد جزء بسيط من المشروع الكبير».
ومع استمرار الإبحار حول منطقة الدفن، احتاجت الجولة لأكثر من نصف ساعة لتقطع خط سيرها، موثقة حالة البحر بعد شفط رماله، ومائه الذي أضحى عميقا.
ويتذكر بحارة سترة، معاناة بحرهم مع المناطق الصناعية والتي ظهرت مطلع الثمانينات، لتبدأ الشركات في الظهور، ولتعقبها الأندية والمنتجعات والشاليهات.
بشأن ذلك، يستذكر آل عباس ما جرى في الفترة من 2009 حتى 2010، حين «تم دفن المخازن في حالة أم البيض، بمساحة تبلغ 3 كم مربع، وبسبب ذلك أغلق المنفذ الجنوبي لخليج توبلي الذي يمر بساحل حالة أم البيض، الأمر الذي أصاب أرزاق البحارة في مقتل».
وفي الحديث عن تداعيات متوقعة لأعمال الدفان الحالية في بندر الدار، قال: «بحر سترة هو عصب رئيسي للأسماك، من بينها سمك الصافي، ولا شك في أن ما يجري من تدمير لموئلها سيعني تقلص أعدادها وارتفاع أسعارها، يعزز من ذلك الصعوبات المتوقعة نتيجة تغيير المنفذ البحري الحالي»، مسجلاً في هذا الصدد استغرابه من استهداف البحر، وترك المناطق البرية المترامية الأطراف في الجهة الجنوبية للبحرين، مضيفاً «لو كان التخطيط سليماً، لتم إنشاء المصانع في تلك المناطق، بدلا من اختيار مناطق في اتجاه الهواء، بما من شأنه إلحاق الضرر والتلوث بالمناطق السكنية في عدد من المناطق».
جدير بالذكر، أن بندر الدار، يمثل قيمة تاريخية تضاف لثرواته البحرية، حيث ارتباطه بحقبة النهضة الصناعية في البلد في النصف الأول من القرن الماضي، حيث كان معبراً لمعدات «بابكو» التي ساهمت في تشييد تلك الحقبة، وهو ما حدا بالأهالي لحفظ قيمة البندر عبر انشاء متحف يوثق المراحل الزمنية المتعاقبة عليه، وخاصة في ظل تردد السياح على المنطقة في الطريق لجزر فوكلاند الصناعية.
ويضم البندر مناطق بحرية متعددة، تحمل كل منها اسمها الذي يمتد لقرون، كما يؤكد ذلك آل عباس.
ويعدد آل عباس تلك المناطق على النحو التالي «في البداية هنالك (مبحر أبو الصفر)، وهو الذي يتم دفنه حالياً، ويمتاز بغناه بالحشائش والمحار، وسمك الصافي، وفي السابق بسمك الهامور، والذي عادت صغاره هذا العام بأعداد كبيرة وبصورة مستغربة».
وأضاف «شرقي (مبحر أبو الصفر) وفي اتجاه جزر فوكلاند، يقع (مبحر الظاهرة) الغني هو الآخر بالأسماك والمحار والحشائش، إلى جانب الفشوت المعروفة بـ(الرضراض)، والتي تتغذى على حشائشها الأسماك».
وتابع «في الشمال من ذلك، يقع (مبحر أم سميج)، الذي يمتلئ بسبب غناه، بحظور الأسماك، يعقبه في الجهة الشرقية لجزر فوكلاند (مبحر الجعابة) والذي يتوقع أن تمتد له أيادي الدفان لتقضي على أسماكه من الصافي، الهوامير، الشعري، الكركفان، إلى جانب المحار والحشائش، كما أنه يمثل منطقة غنية بـ(الزرابيج)، وهو نوع من أنواع القراقير التي توضع في قفص حديد لكي لا تجرفه المياه».
وأردف «خامساً، هنالك (مبحر الظاهرة السوداء) والذي يقع شرقي (الجعابة)، وهو غني كباقي «المباحر».
بموازاة ذلك، تطرق آل عباس لـ(مبحر باب جابر)، الذي كان مقصدا بحارة سترة والرفاع وسند والنويدرات، قبل أن (أتت عليه) المصانع الكبيرة، حيث أنشئ فيه بعد الدفان طريق (المهدة)، وظل هذا الاخير محافظاً على غناه بسمك الشعري وأنواع أخرى من الأسماك، حتى منع البحارة من الوصول إليه، بعد أن أصبح ضمن النطاق الداخلي لتلك المصانع.
وتطال الهواجس الأهلية، فشت العظم الذي يمتد من غرب قطر وصولاً لبندر الدار، والذي يصنف ضمن أشهر الفشوت البحرينية، حيث القلق من زحف أعمال الدفان بدءاً من الرأس وانتهاء بالعظم، مروراً بين ذلك بالمناطق التي تعرف باسم (السيول)، وهي ممرات بحرية من صنع البحارة، وكان «الغاصة» يستخدمونها في حالات الجزر.
يعدد آل عباس أسماء تلك الممرات «عديدة هي الممرات أو (السيول) التي شق صخورها البحارة، من بينها سيل مضيرطة، سيل شتية، سيل الغريبات، سيل العكاروة الجنوبي، سيل مهد اللوه، وسيل الكحة الشهير على مستوى البحرين والغني بالحشيش الذي يستخدم للصيد بالقراقير».
العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ
شنو الحل ؟
حسبي الله ونعم الوكيل في هالحكومة الظالمة حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
هو جزء من سلسلة التضييق على المواطن!
والقادم أمر!
التدمير واضح في هذا البلد ومن الجهه الرسميه وبعدين بيطلع ليك كم واحد تارسين مخباتهم وبيتهمون اصحاب البوانيش هم دمار البحر هم من قضى على الاحياء البحريه هم من دمر الثروه السمكيه هم وهم وهم ......
المواطن خارج المعادلة ، البحرين تعاني من شح الموارد الطبيعية التي تسد الاحتياج المحلي ، الامن الغذائي 0%
المصائد اغلبها دمرت ومن ثم نستورد الاسماك من الخارج،المدينة الشمالية دمرت مصائد "الدام"
مشروع التخريب مستمر للاسف ويا حسرة على بلادي والمستفيد الاجنبي والمتنفذين