استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الاعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في قصر الصخير أمس (الثلثاء)، عدداً كبيراً من العوائل البحرينية الكريمة ورؤساء المآتم والحسينيات في مملكة البحرين، يتقدمهم صادق البحارنة.
وتشرف الجميع بالسلام على جلالة الملك، معربين عن خالص التهاني لجلالته بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، راجين من المولى العلي القدير أن يعيدها على جلالته بالصحة والسعادة، وعلى الوطن الغالي بالعزة والرفعة والتقدم، وأن يحفظ مملكة البحرين ويديم عليها أمنها واستقرارها ورخاءها في ظل قيادة العاهل.
ورحب صاحب الجلالة بالجميع، وبادلهم التهنئة بهذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل، مشيدا بجهودهم وعطائهم في خدمة البحرين وتعزيز مسيرتها المباركة، سائلا الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح، وأن يحفظ البحرين وأهلها، وأن يوحد صفوف أبنائها، ويديم علينا نعمة الامن والمحبة والسلام.
وتفضل صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يطيب لنا أن نرحب بكم، وأن نهنئكم ببلوغ العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات، ونحن إذ نلتقي بكم في هذه الليالي المباركة، لنؤكد على وحدتنا وأخوتنا وأهمية تعاوننا، ولنعزز بأقوالنا وأفعالنا مسيرة حضارتنا الإسلامية الغراء، التي سادت بمبادئها الأخلاقية السامية وقدمت للعالم أسمى الحضارات التي عرفتها البشرية إلى يومنا هذا، ولنجدد عزمنا على الاستمرار في التمسك بنهج حضارتنا الإسلامية، ومبادئ ديننا الحنيف، وأعراف عروبتنا الأصيلة، ممتثلين بقول الله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) وبقوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وبقوله سبحانه (وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).
ونود بهذه المناسبة أن نشكر لكم طيب مشاعركم ومواقفكم المؤيدة، وحرصكم على أن تكون إدارة شئونكم رهن تقديركم أنتم وليست بيد من لا ينتمي للبحرين، من منطلق واجبكم الوطني النابع من حبكم وولائكم للبحرين، التي يشهد تاريخها العريق على مواقف أبنائها الراسخة المؤكدة على وحدتها وعروبتها، والمجسدة لاستقلال القرار الوطني النابع من قناعة المواطنين الكرام بوحدة مصيرهم، وحماية وطنهم، وصون عروبتهم.
ونسأل الله أن تكون وقفتكم الوطنية هذه خير ما يجمع أهل البحرين، يداً واحدة وصوتًا واحدا في وجه التحديات، وأمام العالم الذي يرى اليوم حقيقة مواقفكم المشرّفة، فجزاكم الله كل خير وبارك لكم جهودكم المخلصة.
ولا يسعنا في الختام إلا أن نتوجه بالشكر والتقدير لمن يجعل رفعة البحرين واستقرارها نصب عينيه، بما يحفظ لها مكانتها ويلم شمل أهلها ويوحد كلمتهم، سائلين الله جلت قدرته في هذه الأيام المباركة من شهر الرحمة والغفران، بأن يوفقنا ويسدد خطانا ويقوي أواصر المودة بيننا، ويجعل قلوبنا مليئة بالخير والمحبة للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى رئيس الاوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور كلمة نيابة عن العوائل ورؤساء وإدارات المآتم والحسينيات قال فيها: «من نافلة القول التأكيد أنّ حرية الشعائر الدينية لكل الأديان والمذاهب مكفولة دستوريًا، ومصانة بفضل الله سبحانه وتوجيهات قيادتكم الحكيمة، وبدعم من حكومتكم برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومؤازرة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة».
وأضاف العصفور «لا يخفى على جلالتكم حفظكم الله ما للمآتم والحسينيات من دورٍ بارز في إحياء المناسبات الدينية، والمساهمة الفاعلة في تعزيز روح التسامح ومساندة مشروعكم الإصلاحي، وتربية النشء على الوسطية والاعتدال، فضلاً عن احتضان مناسبات أبناء هذا المجتمع في أفراحهم وأتراحهم. فمذ تأسست الأوقاف في العام 1927 في عهد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة طيب الله ثراه، ومن ثم تعاهدها بالرعاية والاهتمام أبناؤه وأحفاده الكرام، وهي ترفل اليوم برعاية ومؤازرة جلالتكم ومؤازرة سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد الأمين».
وذكر العصفور «يسرنا أن نعلن وفي رحاب هذا اللقاء الميمون، عن تدشين حملة تاريخية لإعمار 900 مسجد ومأتم ومقبرة ووقف، ضمن الخطة الشاملة بتطوير وإعمار دور العبادة من المساجد والمآتم والحسينيات، والعمل على كل ما من شأنه تعزيز مبادئ الشفافية وتأصيل الشراكة المجتمعية، وتجذير دور الأوقاف ومساهماتها في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وبهذه المناسبة الكريمة نتوجه لجلالتكم بالأمر باستكمال مالم يتم تسجيله من أراضي الاوقاف الجعفرية، والنظر في موضوع التعرفة الكهربائية بما ترونه جلالتكم مناسباً».
كما ذكر العصفور في كلمته أنه «في ظل هذا البحر المتلاطم الذي تشهده منطقتنا، بل العالم أسره من تحديات جسيمة، فإننا نؤكد لجلالتكم أن شعبنا يشرفه الوقوف خلف قيادتكم الرشيدة صفاً واحداً، وبكامل الثقة نرى عين اليقين أن لا سبيل لمواصلة البناء والعبور إلى المستقبل الزاهر سوى بالالتفاف حول قيادتكم الرشيدة والمحافظة على ثوابتنا الراسخة، وفي مقدمتها وحدتنا الوطنية التي هي سياجنا الأول وسبيلنا الأمضى لحماية منجزاتنا ومكتسباتنا».
وقال: «إنّ وطننا يشرق سناه على العالم منذ فجر التاريخ، رايته خفاقة بين الأمم، يزخر علماً وأدباً وأصالةً ونبلاً، يجنح للسلم والسلام، والأمن والأمان، والبناء والنماء، إنه بحق وطنٌ عصيٌ على الشق، وفي هذا المقام نجد لزاماً أن نؤكد أمام جلالتكم حفظكم الله أنّ هذا الوطن العزيز حرٌ أبي، سيدّ نفسه، يرفضّ منطق الوصاية على مر الحقب، ويلفظ كل تدخلٍ أجنبي في شئونه الداخلية من أي جهة كانت ايران وغيرها، فأبناؤه هم القادرون وحدهم على النهوض ببناء مستقبله بالالتفاف حول قيادتكم وإعلاء قيم الوحدة والحوار والتسامح والتوافق، لذا فإنّ وطننا العزيز بعون الله -وبحنكة قيادتكم الكريمة- سيظل دوماً الشامخ المنتصر».
العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ