حذرت الحكومة اللبنانية أمس الثلثاء (28 يونيو/ حزيران 2016) من احتمال تزايد خطر الإرهاب، بعد أن استهدفت 8 هجمات انتحارية بلدة مسيحية على الحدود مع سورية، في أحدث امتداد للصراع السوري إلى لبنان.
واستهدفت 8 هجمات انتحارية على دفعتين بلدة القاع وقتل خلالها 5 أشخاص وجرح العشرات. ووقعت الموجة الأولى فجر أمس الأول (الإثنين) واشتملت على 4 هجمات، في حين تم تنفيذ الهجمات الأربع الأخرى ليلاً، اثنان منها قرب كنيسة.
ويعتقد مسئولون أمنيون أن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» مسئول عن التفجيرات، لكن لم يصدر حتى الآن أي إعلان بالمسئولية. وفي إشارة إلى عدد الانتحاريين، قالت الحكومة اللبنانية «إن هذا الاعتداء على الأمن القومي اللبناني والطريقة غير المألوفة التي نفذ بها، يدشنان مرحلة نوعية جديدة من المواجهة بين الدولة اللبنانية والإرهاب الظلامي، الذي يسعى منذ سنوات إلى ضرب الأمن والاستقرار في لبنان وجره إلى أتون الفتنة».
وقال وزير الإعلام رمزي جريج في تصريحات تلفزيونية، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء تمام سلام «أعرب عن خشيته من أن يكون ما حصل في القاع بداية لموجة من العمليات الإرهابية في مناطق لبنانية مختلفة، داعياً إلى مواجهة هذا الواقع بموقف وطني موحد وكامل».
وتعرض لبنان للعديد من الهجمات المسلحة المرتبطة بالحرب الدائرة في سورية المجاورة حيث يقاتل «حزب الله» اللبناني إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الذي كان يتحدث للصحافيين من بلدة القاع، إن معظم الانتحاريين أتوا من الداخل السوري وليس من مخيمات اللاجئين بلبنان، والتي تؤوي عدداً من السوريين الذين يقدر عددهم بما يزيد بكثير عن مليون لاجئ، وفقاً للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وكانت السلطات المحلية فرضت حظر التجول على اللاجئين في المنطقة عقب الهجمات. وقال الجيش اللبناني إنه داهم فجراً مخيمات اللاجئين السوريين وأوقف 103 أشخاص موجودين في البلاد بشكل غير قانوني.
وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين إن غالبية اللاجئين السوريين وضعهم غير قانوني في لبنان؛ بسبب تعقيدات وتكاليف الحصول على إقامة أو تجديدها وفقاً للقواعد المفروضة من قبل الحكومة اللبنانية.
وفي بلدة القاع انتشر سكان مسلحون بالبنادق في الشوارع لساعات أمس، مؤكدين الحاجة إلى حماية منطقتهم. وتفرقوا لاحقاً عندما طلب منهم الجيش العودة إلى ديارهم. وكان رئيس بلدية القاع دعا السكان الليلة قبل الماضية لإطلاق النار على أي شخص يرتابون في أمره.
وقالت مصادر أمنية إن العشرات من مقاتلي حزب الله انتشروا في القرى المجاورة للمساعدة في تأمين المنطقة.
العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ