يعتزم رؤساء دول وحكومات اعضاء الاتحاد الاوروبي اليوم الثلثاء (28 يونيو / حزيران 2016) ضغوطاً على بريطانيا من اجل بدء اجراءات خروجها من الاتحاد "بدون اضاعة للوقت" ومن اجل تجنب شل الكتلة التي بات مستقبلها على المحك.
وقبيل هذا الاجتماع، تبنى البرلمان الاوروبي الذي يعقد دورة استثنائية ايضا، ظهر الثلاثاء قرارا يدعو لندن الى تفعيل اجراءات خروجها من الاتحاد "فوراً".
وما زالت صدمة الاستفتاء البريطاني تتسع بعد خمسة ايام على الاقتصاد بينما يبدو القلق واضحا داخل الاتحاد بشأن العواقب السياسية والاقتصادية لخروج بريطانيا المقبل.
وتراقب الاسواق بدقة بريطانيا التي اعلنت وكالتان للتصنيف الائتماني خفض درجة دينها السيادي الاثنين.
ويفترض ان يستخلص الاوروبيون "الدروس" من تصويت الناخبين البريطانيين الى جانب هدف تجنب انتقال العدوى.
واعلنت فرنسا والمانيا وايطاليا رغبتها في اعطاء "دفع جديد للمشروع الاوروبي. لكن هذه الدول الثلاث التي تمثل اكبر ثلاثة اقتصادات في منطقة اليورو، استبعدت اي مفاوضات مع لندن ما لم تقدم طلبا رسميا للانسحاب من الاتحاد.
وسيبذل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال عشاء مع نظرائه الثلاثاء، جهودا شاقة لتقديم "توضيحات" بعد اخفاقه.
وقال دبلوماسي كبير ان "بعض المبادئ ستخرج من هذه المناقشة مثل اخذ العلم بنتيجة الاستفتاء والاصرار على ان معاهدة لشبونة في هذه الحالة تحدد اطارا قانونيا منظما" هو "بند الانسحاب" (المادة 50).
تجنب مسلسل سيء
واضاف هذا الدبلوماسي ان "مجموعة الصيغ واسعة للوضع المقبل لبريطانيا): انه يتراوح من وضع يشبه كوريا الشمالية الى تركيا"، موضحا انه "طالما لم تبدأ اجراءات المادة 50، ليست هناك اي مفاوضات ممكنة".
وطالب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال "بالوضوح" من اجل "تجنب مسلسل سئ حول مغادرة" المملكة المتحدة.
من جهتها، صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان "الامر يتعلق ايضا ب440 مليون مواطن في الاتحاد الاوروبي خارج بريطانيا يحق لهم ان يعرفوا بشكل واضح في اي اتحاد اوروبي يعيشون: مع بريطانيا او بدونها".
وحث رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بريطانيا الثلاثاء على "توضيح موقفها باسرع ما يمكن" بعد قرارها الخروج من الاتحاد الاوروبي، مستبعدا اي مفاوضات قبل ان تبدأ لندن اجراءات الخروج.
وقال في البرلمان الاوروبي "لا يمكننا البقاء في الغموض لفترة طويلة ... اريد ان توضح المملكة المتحدة موقفها فورا... ليس غدا ولا بعد غد"، وشدد على انه "لا تفاوض دون ابلاغ"، مدليا بالعبارة الاخيرة بالانكليزية.
من جهتها حذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء من ان بريطانيا لا يمكنها "اختيار" الاحتفاظ بامتيازاتها مع التخلي عن كل واجباتها مشددة على قوة الاتحاد.
وقالت ميركل امام مجلس النواب الالماني (البوندستاغ) "سنحرص على الا تكون المفاوضات على اساس +الانتقاء+، من يخرج لا يمكنه توقع زوال واجباته والاحتفاظ بامتيازاته" مشددة على ان الاتحاد الاوروبي قوي بما فيه الكفاية لتجاوز رحيل بريطانيا.
زخم جديد
الاربعاء سيعقد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك اجتماعاً "غير رسمي" على الفطور مع الدول ال27 بدون ديفيد كاميرون من اجل مناقشة عواقب الانفصال البريطاني ومستقبل العلاقات مع المملكة المتحدة.
وعشية القمة التي تستمر الثلاثاء والاربعاء في بروكسل، اقترحت المانيا وفرنسا وايطاليا الاثنين اعطاء "زخم جديد" للمشروع الاوروبي بعد اختيار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي لكنها ابدت معارضتها لفتح مفاوضات الانفصال طالما انها لم تقدم رسميا طلب الانسحاب.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي "سنقدم اقتراحا الى زملائنا" رؤساء دول وحكومات البلدان الاخرى الاعضاء في الاتحاد "لاعطاء دفع جديد" للمشروع الاوروبي "في الاشهر المقبلة"، لتجنب انتقال العدوى في اوروبا.
واكد وزير المال جورج اوزبورن لصحيفة "تايمز" انه ليس المرشح الجيد لقيادة الحزب بما انه خاض حملة البقاء في الاتحاد.
وفي مؤشر الى ان عددا كبيرا من البريطانيين وخصوصا الشباب، لم يتقبلوا قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي، تجاوز عدد موقعي عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ثان 3,8 ملايين توقيع مساء الاثنين.
وستنظم تظاهرة مساء الثلثاء في ساحة ترافلغار للاحتجاج على نتيجة الاستفتاء.
وقد حاول كاميرون الذي دعا الى عدم التخلي عن اوروبا، تهدئة القلق في مجلس العموم مؤكدا ان الاسس الاقتصادية لبلده جيدة وستسمح للبلاد بمواجهة الغموض الناجم عن الاستفتاء.
وهذه الحالة من الاضطراب السياسي في بريطانيا يفاقمها تهديد اسكتلندا التي صوت 62 بالمئة من ناخبيها مع البقاء في الاتحاد الاوروبي، بالانفصال عن المملكة المتحدة.
وفي معسكر العماليين، أعلن زعيمهم جيريمي كوربن المتهم داخل حزبه بانه لم يبذل جهودا كافية للبقاء في الاتحاد، انه لن يستقيل وان كان نصف اعضاء حكومة الظل التي يقودها قد انسحبوا تعبيرا عن احتجاجهم.
وكما لو ان كل هذا لا يكفي. فمساء الاثنين خرجت انكلترا من مباريات كأس اوروبا لكرة القدم 2016 مساء الاثنين بعد هزيمة منتخبها امام منتخب ايسلندا 1-2 في دور ثمن النهائي.
بروكسل - د ب أ
اقترح رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك خلال القمة التي تستمر يومين، وبدأت اليوم الثلثاء (28 يونيو / حزيران 2016)، أن يعقد قادة الاتحاد مباحثات غير رسمية في أيلول /سبتمبر المقبل لمناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد.
وكان نحو 52 % من الناخبين البريطانيين قد صوتوا الأسبوع الماضي لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، مما وضع أحد أكبر ثلاث اقتصاديات في الاتحاد على مسار خروج غير مسبوق. وقد أثار التصويت جدلا سياسيا في بريطانيا، ووصل تأثيره لأنحاء أوروبا.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت لاحق من اليوم نظرائه الـ 27 لأول مرة منذ استفتاء الخميس الماضي، للتباحث بشأن الخطوات المستقبلية. وسوف يعقد رؤساء وزراء دول الاتحاد مباحثات غير رسمية مع كاميرون غدا الأربعاء.
وقال توسك إن المباحثات غير الرسمية التي اقترح إجراؤها في أيلول /سبتمبر المقبل قد تتم في براتسلافا عاصمة سلوفاكيا، التي سوف تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي. وقال مصدر أوروبي رفض الكشف عن اسمه إن الاجتماع لن يشمل بريطانيا.