قتل 35 شخصاً على الأقل في سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت مواقع عسكرية أمس الإثنين (27 يونيو/ حزيران 2016) في المكلا في جنوب شرق اليمن التي كانت معقلاً لتنظيم «القاعدة» حتى أبريل/ نيسان الماضي، وفقاً لحصيلة جديدة من مصادر طبية.
وقال رياض الجليلي مدير صحة محافظة حضرموت، وكبرى مدنها المكلا، إن 25 شخصاً أصيبوا في الهجمات التي وقعت عند الإفطار.
وقال محافظ حضرموت أحمد سعيد بن بريك لوكالة «فرانس برس»: «شهدت المكلا خمس عمليات انتحارية في أربعة مواقع». وأوضح الجليلي أن ثلاثين جندياً قتلوا في الاعتداءات بالإضافة إلى امرأة وطفل وأصيب 25 شخصاً آخرين بجروح.
وكان مسئول قال سابقاً إن التفجيرات أسفرت عن 19 قتيلاً. واستهدفت ثلاثة تفجيرات في وقت واحد نقاط تفتيش في المدينة الساحلية في حين كان الجنود يتناولون طعام الإفطار، وفق مسئول أمني.
وقال المسئول إنه في أول هجوم، سأل انتحاري يقود دراجة نارية الجنود إذا كان بإمكانه تناول الإفطار معهم قبل أن يفجر نفسه. كما اقترب مهاجمان من الجنود سيراً على الأقدام في أماكن أخرى في المدينة قبل أن يفجرا نفسيهما.
وبعدها بقليل، هاجم انتحاريان مدخل معسكر للجنود.
وخضعت المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، لسيطرة تنظيم «القاعدة» سنة واحدة قبل ان تطردها القوات الموالية للحكومة مدعومة من قوات التحالف بقيادة السعودية في 24 أبريل الماضي. ولكن المتشددين لايزالون متواجدين ويسيطرون على عدد من بلدات حضرموت.
كشفت وزارة الدفاع الاميركية الشهر الماضي أن «عدداً صغيراً جداً» من القوات الأميركية انتشر أيضاً حول المكلا دعماً للعملية التي قادتها قوات سعودية وإماراتية خاصة. وتتمركز سفن البحرية الأميركية في المنطقة، وضمنها السفينة البرمائية الهجومية «يو اس اس بوكسر»، بالإضافة إلى مدمرتين.
على صعيد آخر، أكد وزير الدولة لشئون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني اليمني ياسر الرعيني استمرار الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في المراوغة، وتصعيد الوضع ميدانياً.
وقال الرعيني لصحيفة «عكاظ» في عددها الصادر أمس: «المراوغة التي ينتهجها وفد الانقلابيين في المشاورات الجارية في الكويت، تهدف لكسب الوقت وإعادة ترتيب صفوفهم في الميدان كما هو ملاحظ في جبهات القتال، إلى جانب استثمارهم للهدنة لتكثيف التعزيزات صوب الجبهات سواء بالمقاتلين أو السلاح، ومحاولة إحراز تقدم يمكنهم من فرض ضغوط على مسار المشاورات».
واتهم الرعيني الحوثيين بالوقوف وراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحث أمس الأول (الأحد) مع أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح آخر ما توصلت إليه مشاورات الأطراف اليمنية بشأن الحل السياسي.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين بالعمل مع مبعوثه الخاص إسماعيل ولد الشيخ لإقرار خريطة طريق للمبادئ والالتزام بوقف الأعمال القتالية والوصول بأسرع وقت إلى حل شامل.
واعتبر في اجتماع أمس الأول مع الوفدين أن الوقت ليس في جانب الشعب اليمني، وكل يوم يمر يزيد من معاناتهم، مؤكداً أن موقف المجتمع الدولي واضح، وهو أن النزاع يجب أن يتوقف وأن يعود اليمن إلى مسار الانتقال السياسي، مشدداً على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
العدد 5043 - الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 22 رمضان 1437هـ