يبدو أن من صوتوا لصالح الخروج لم تكن لديهم صورة واضحة عن العواقب والنتائج، وهناك من فاجأته التداعيات السريعة والخطيرة لهذا القرار.
وكما يرى محللون سياسيون فإن التصويت بالخروج كان رسالة نقمة واحتجاج للمؤسسة السياسية الحاكمة أكثر من كونه عدم رغبة في البقاء في الاتحاد الأوروبي، بحسب تقرير لموقع قناة "سكاي نيوز العربية" اليوم الاثنين (27 يونيو / حزيران 2016).
لكن كل هذا الحديث فات أوانه، فالاستفتاء جرى ولا يمكن التراجع عن نتيجته، صحيح أن البرلمان لم يقره بعد وهو شرط لسريانه لكن اتخاذ البرلمان قرارا مخالفا لإرادة الناخبين هو أمر لم يحدث في تاريخ بريطانيا من قبل.
ومع أن النواب مفوضون لاتخاذ قرارات مصيرية مماثلة، لكنهم في الوقت نفسه لا يستطيعون مخالفة قرار مباشر من أولئك الذين انتخبوهم.
أما العريضة التي نشرت على موقع الحكومة للمطالبة بإعادة الاستفتاء فلن يكون أثرها كبيرا، إلا أن البرلمان ملزم بمناقشتها وغير ملزم بإقرارها.
أما عن الملايين الذين وقعوا عليها فعددهم مازال أقل بكثير من أولئك الذين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد، والذين تجاوز عددهم 17 مليونا في مقابل 16 مليونا صوتوا لصالح البقاء. ولم يسجل التاريخ سوابق مماثلة لخروج البرلمان عن إرادة الناخبين، إلا أن دعوات بعض النواب تجعل الأمر احتمالا قائما، ولكن الأخطر هو ما قد يودي إليه ذلك من تعميق الانقسام في مجلس العموم بل ربما يهدد بانتخابات برلمانية مبكرة.