أكد تجار أغذية أن شهر رمضان المبارك كان استثنائياً هذه السنة من حيث تفوق معدلات العرض على الطلب؛ مما ساهم بشكل كبير في انخفاض أسعار العديد من المنتجات والسلع الأساسية واستقرار الغالبية منها بفضل المنافسة الشريفة بين التجار وانسيابية حركة الاستيراد من بلدان المنشأ الرئيسية على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

وأرجع التجار ضمن جولة وكالة أنباء البحرين (بنا) الميدانية في الأسواق التجارية، نجاحهم في نيل رضا المستهلكين إلى تعاون وزارة الصناعة والتجارة والسياحة منذ وقت مبكر مع جميع أطراف معادلة الاستيراد والبيع المباشر، إضافة إلى تشجيعها على إجراء حملات ترويجية متعددة ومتنوعة على مدار الشهر الفضيل تتناسب مع احتياجات المستهلكين وبأسعار تنافسية بما يخدم الصالح العام.

ونفى التجار حدوث أي نقص يذكر في أية سلعة أساسية، بل سجلت الأسواق مخزوناً استراتيجياً قل نظيره من مختلف المنتوجات قادراً على تغطية احتياجات الأسواق لعدة أشهر قادمة.

وبحسب آخر إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، بلغ عدد تراخيص الحملات الترويجية الممنوحة منذ الأول من مايو/ أيار ولغاية 20 يونيو/ حزيران 2016 عدد 221 حملة ترويجية شاملة لمختلف أنواع السلع من مواد غذائية ومستلزمات وأدوات منزلية وأجهزة كهربائية وإلكترونية ومفروشات وغيرها من السلع.

وبالنسبة للحوم الحمراء، فإن شركة البحرين للمواشي تقوم أسبوعياً بطرح كميات يبلغ متوسطها 3.500 من رؤوس الأغنام الاسترالية المبردة و1000 من رؤوس الأغنام الأثيوبية و400 من رؤوس البقر الباكستانية، بالإضافة إلى توافر اللحوم الطازجة والمبردة من شركات محلية أخرى ومن المقاصب والحظائر المحلية.

وفيما يخص الدواجن، قامت شركة دلمون للدواجن بتكثيف عملية التوزيع الأسبوعي التي بلغت 90.000 كيلوغرام من الدجاج أسبوعياً، كما يوجد لدى الشركة مخزون من الدجاج وأجزائه يناهز 87.000 كيلوغرام، إضافةً إلى توافر الدجاج المستورد من جميع أنحاء العالم كالمملكة العربية السعودية والبرازيل وفرنسا والصين وغيرها.

وفيما يتعلق بالخضراوات والفواكه، فإن كميات الطرح اليومي في شهر رمضان تصل إلى أكثر من 3.500 طن يومياً، بعد أن كان معدل الطرح اليومي يبلغ نحو 3000 طن يومياً في الأيام الاعتيادية.

وبالنسبة لاحتياجات المخابز، تقوم شركة البحرين لمطاحن الدقيق بطحن 400 طن من القمح يومياً، مع وجود 45.480 كيساً معبأ بالطحين حالياً زنة كل كيس 50 كيلوغراماً كمخزون احتياطي بالشركة، بالإضافة إلى مخزون من القمح يبلغ 27.822 طناً، فيما يبلغ الاستهلاك اليومي نحو 6.400 كيس يومياً، أي نحو 320 طناً من الطحين.

كما شارك أكثر من 19 مجمعاً وسوقاً تجارياً في فعالية مهرجان البحرين للتسوق والذي امتد للفترة من 25 مايو إلى 25 يوليو/ تموز 2016 الجاري، وتزامن مع عروض شهر رمضان المبارك التسويقية، وشهد إقبالاً قُدر بأكثر من 32 ألف متسوق، وحقق المهرجان مبيعات ما قيمته 3 ملايين ونصف المليون دينار حتى تاريخه.

وقال رئيس لجنة الأغذية في غرفة تجارة وصناعة البحرين مدير عام مجموعة أسواق "ميدوي" التجارية، خالد الأمين، إن المعروض من مختلف السلع الغذائية متوافر بكثرة لدرجة وجود مخزون فائض عن حاجة التجار والذين بدأوا في العشر الأواخر من الشهر الفضيل بإجراء عروض ترويجية إضافية لبيع الفائض.

وأكد الأمين التزام 88 تاجراً في تثبيت الأسعار طوال شهر رمضان المبارك والذين وقعوا قبل الشهر الفضيل على وثيقة عدم تغيير الأسعار، حتى أن الكثير منهم خفضوا من أسعار العديد من السلع بسبب تفوق المعروض على الطلب.

ولفت الأمين إلى أن اللحوم والأسماك والدواجن توافرت بكثرة وبمختلف الأصناف الحية والمبردة والمثلجة والمستوردة بجودة عالية، ولم يحدث أي نقص يذكر. كما توافرت معروضات المزارعين البحرينيين في مختلف المتاجر والهايبرماركت.

وذكر الأمين أن ما ساهم كذلك في وفرة المعروض الغذائي في المملكة عدم تعرض بلدان المنشأ الرئيسية في العالم إلى أي كوارث طبيعية، مدعومة بحركة استيراد نشطة من جميع التجار وأرباب البرادات والمخازن.

ولفت الأمين إلى أن لجنة الأغذية في الغرفة لم تتلقَ أية شكوى خلال شهر رمضان فيما يخص الأسعار أو السلع المعروضة؛ مما يدل على استقرار وضع الأسواق محلياً.

بدوره، أكد مساعد الرئيس التنفيذي لمجموعة رامز العالمية محمد رامز العواضي أن شهر رمضان هذه السنة كان مختلفاً عن السنوات السابقة بتوفر كميات كبيرة من المنتجات والسلع الغذائية.

وبين العواضي أن إقبال المستهلكين تركز على العروض الترويجية الكثيرة التي طرحتها عدة متاجر كبرى، والتي ساهمت في تعزيز حركة البيع والشراء، مشيداً بجهود وزارة الصناعة والتجارة والسياحة في هذا الشأن التي مهدت الطريق لجميع التجار لتنزيل عروض مميزة لجميع الزبائن.

وأضاف "لقد كان رضا الجميع على مستوى العرض والأسعار واضحاً في مختلف مراكز البيع ومتاجر الأغذية، فالزبون أصبح بإمكانه الحصول على ما يريده من أي مكان وفي أي وقت وبأفضل سعر ممكن، ولا خوف من حدوث تغير صعودي في الأسعار أو انخفاض في كميات السلع".

من جانبه، وصف مدير عام شركة أسد لتجارة الأغذية مسلم شرفوئي، معروض الأغذية في الأسواق خلال رمضان هذه السنة بـ "الممتاز"، عازياً ذلك إلى المنافسة الشرسة بين التجار على توفير أفضل العروض والمنتجات؛ مما ساهم في انخفاض الأسعار وليس استقرارها فقط.

وذكر أن ما ميز شهر رمضان هذه السنة وفرة الحبوب والزيوت بكل أنواعها وأصناف الرز المختلفة، إضافة إلى السكر والملح والألبان والأجبان من مختلف المصادر، ونزلت أسعار أصناف منها بفضل المعروض الوفير.

وأكد شرفوئي أن العروض الترويجية التي طرحتها منافذ البيع كانت حقيقية في ظل المنافسة الشريفة بين التجار ولم يكن هناك تلاعب بها، مؤكداً أن سوق البحرين تعتبر الأفضل خليجياً من حيث أرخص الأسعار للسلع الأساسية.

من جهته، قال المدير التنفيذي لمجموعة نادر وإبراهيم أبناء حسن التجارية إبراهيم الأمير، أن شهر رمضان هذه السنة كان أفضل من سابقه من ناحية توافر المحاصيل الزراعية من خضراوات وفواكه مع مطلع الصيف، وبأسعار مستقرة لغالبية أصنافها.

وذكر أن أبرز السلع التي شهدت إقبالاً كبيراً طوال الشهر الفضيل الطماطم والباذنجان والباميا والقرع والبوبر والكوسا، فيما بدأت الفواكه تزين موائد الإفطار مع الأسبوع الثاني لشهر رمضان والتركيز على كل من الجح والشمام والمشمش والكرز والخوخ.

ولفت إلى أن بلدان المنشأ الرئيسية تتمثل بالأردن والسعودية ولبنان وتركيا وسلطنة عمان، والتي تغطي صادراتها احتياجات سوق البحرين لفترات طويلة.

ونوه إلى الأجواء التنافسية الصحية بين التجار في ظل الاقتصاد الحر ومتابعة وزارة الصناعة والتجارة لوضع الأسواق كمراقب والتدخل في الوقت المناسب في حال حدوث تلاعب بالأسعار لا قدر الله.