أعلنت حكومة دولة الإمارات عن استضافة " مجالس المستقبل العالمية" والتي تضم 50 مجلسا متخصصا لاستشراف مستقبل العالم في مجموعة من القطاعات التنموية والعلمية والاقتصادية والسياسية بمشاركة 700 متخصص وخبير في نوفمبر القادم بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) وذلك بهدف وضع أجندة مستقبلية واضحة للعديد من التحديات التي يشهدها العالم اليوم ومحاولة توقع المسار المستقبلي للعديد من الثورات والتغيرات التكنولوجية والعلمية التي يشهدها العالم اليوم.
وقال وزير شئون مجلس الوزراء والمستقبل محمد عبدالله القرقاوي بأن "استشراف مستقبل العالم هو أحد أهم المساهمات التنموية التي ستقدمها دولة الإمارات للمجتمع الدولي حيث أن مستقبل العالم مترابط ، والتحديات مشتركة ، ولا بد من العمل ضمن مجالس دولية متخصص لاستشراف مستقبل كافة القطاعات وذلك لدعم الحكومات حول العالم في رسم سياساتها واستراتيجياتها والاستعداد للمستقبل ".
وأضاف القرقاوي " أن دولة الإمارات تؤمن منذ قيامها بالتخطيط المستقبل والعمل وفق رؤية مستقبلية، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي ترسيخ قدرات محلية متخصصة في علوم المستقبل وبناء شراكات عالمية لمساعدة حكومة الإمارات على استشراف المستقبل بشكل حقيقي وواقعي وعالمي أيضا ".
وقال القرقاوي والذي وقع الاتفاقية مع المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) بالنيابة عن حكومة دولة الإمارات بأن " دولة الإمارات وبسبب نشاطها الكبير في مجال استشراف المستقبل وفي العديد من القطاعات الجديدة ستعلب دورا رئيسيا في تحديد مستقبل العديد من القطاعات الحيوية في المستقبل القريب والمتوسط وذلك في ظل قيادة رشيدة تدفعنا باستمرار لاستكشاف مساحات تنموية مختلفة وبناء قطاعات اقتصادية جديدة".
وقال القرقاوي " شراكتنا مع المنتدى الاقتصادي العالمي قديمة .. وستكون الشراكة على مستويات جديدة في الفترة القادمة".
هذا وستكون الثورة الصناعية الرابعة أحد أهم محاور اجتماعات "مجالس المستقبل العالمية" بالإضافة لتحديات الطاقة والأمن الغذائي وتوجهات الاقتصاد العالمي، كما ستناقش المجالس العالمية أيضا مستقبل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في ظل اندماج التكنولوجيا الرقمية مع حياة الإنسان وذوبان الحدود الجغرافية التقليدية. هذه وستتولى مجالس المستقبل تحديد أجندة دافوس القادمة التي تضم أهم 2000 شخصية قيادية عالمية .. وستتولى دولة الإمارات اختيار مجالس التعليم والصحة والطاقة ومدن المستقبل والذكاء الإصطناعي ضمن مجالس المستقبل العالمية .
وفي تعليقه على الاتفاقية الجديدة قال رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب أن "الثورة الصناعية الرابعة تشير إلى اندماج تكنولوجيات وخصوصاً في العالم الرقمي، ما يترك آثاراً مهمة جداً على مستقبل الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية" وقال "هذه الثورة لن تغير ما نقوم به فقط بل ستغيرنا نحن، وعلينا أن نكون جاهزين لهذا التغيير، وعلى الحكومات أن تكون جاهزة وقابلة لمواكبة وتبني هذه الابتكارات التكنولوجية، فتخرج من "منطقتها الآمنة" ونظامها الهرمي والبيروقراطي، نحو اعتماد التطبيقات المبتكرة التي تتيحها الثورة التكنولوجية، من أجل التواصل مع مواطنيها، وتقديم الخدمات التي تحقَّق لهم".
وأكد شواب أن "الإمارات تمتلك رؤية بعيدة المدى، وقدرة على استشراف المستقبل، ما يؤهلها لقيادة مختبر المنظومات المبتكرة للمستقبل، نيابة عن العالم".
ويأتي عقد الاجتماعات السنوية لاستشراف المستقبل تتويجاً لتجربة طويلة وناجحة لمجالس الأجندة العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي، التي أنشئت بالتعاون بين دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي عام 2008، وستتناول مجالس المستقبل العالمية الثورة الصناعية الرابعة، وتستشرف مستقبلها، في سياق وضع الحلول لمعالجة تحدياتها المختلفة ومواكبة التغييرات المتوقعة على مختلف الاصعدة، بما في ذلك التقدم التقني في مختلف قطاعات الابتكار مثل: الطاقة، والنقل والبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من القطاعات الحيوية.
وقال القرقاوي: "تهدف حكومة دولة الإمارات من هذه الشراكة إلى تطوير منصة عالمية تجمع نخبة العقول والخبرات في مجال استشراف وصناعة المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، ومشاركة والأفكار ووضع السيناريوهات والحلول التي من شأنها أن تسهم في الوصول إلى نماذج عالمية مستقبلية قادرة على التعامل مع التوقعات والتوجهات والمحركات العالمية، والتحديات والفرص المستقبلية كالثورة الصناعية الرابعة".
وأكد أن الشراكة بين حكومة الامارات والمنتدى الاقتصادي العالمي ستسهم في دعم مستقبل القطاعات الحكومية في دولة الامارات من خلال استشراف المستقبل في هذه المجالس، كما ستدعم المشاريع الاستراتيجية والمستقبلية في دولة الإمارات، بما في ذلك القمة العالمية للحكومات ومؤسسة دبي للمستقبل، وستزودها بالمفاهيم والأفكار وأفضل الحلول المستقبلية.
وسيتم طرح مخرجات ونتائج الاجتماع السنوي لاستشراف المستقبل على الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، كما سيتم استعراض المشاريع ذات الطابع المستقبلي لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة أمام هذا الاجتماع.
وتتضمن الشراكة استضافة دولة الإمارات للاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل لأربع سنوات متتالية، ينعقد أولها في دبي يومي13 و 14 نوفمبر 2016، والذي سيكون بمثابة التجمع الوحيد عالمياً الذي يشارك فيه نحو 50 من مجالس المستقبل العالمية، و700 من كبار المفكرين والخبراء والمؤثرين في العالم.
وتركز الشراكة على تعزيز جهود دراسة واستشراف المستقبل في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية المتصلة بالتنمية المستدامة، والارتقاء بمستويات الحياة، وسبل ابتكار حلول ناجحة ذات أثر عالمي للتحديات المتوقعة.
وتشتمل الشراكة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي إنشاء منصات لخبراء مجالس المستقبل يمكن من خلالها إيجاد آليات تواصل بين المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص وبيوت الخبرة والشركات الاستشارية لتقديم الاستشارات واقتراح الحلول ذات الطابع المستقبلي، وعلى التعاون الثنائي في مجال بناء القدرات ونشر ثقافة استشراف وصناعة المستقبل، من خلال دورات تدريبية وورش عمل وإصدار تقارير ومنشورات علمية دورية ذات طابع مستقبلي ترتبط بالقطاعات الحيوية.
دبي هي الان المركز المالي، في السابق كنا نحن بسبب كفاءة البحرينيين لكن على مدى عقود جرى تهميشهم وقتل طموحهم والان لم نعد