وقف أمام المرآة بقليل من التأمل، مدَّ يده الى الدُّرج وأخرج حزامه الناسف وبدأ على الفور في ارتدائه وإخفائه تحت ثيابه بعناية. غادر المنزل بخطوات متسارعة وأنفاس متصاعدة، كان يمعن النظر في كل ما يراه أمامه، يدقق في الأشياء دون هدف محدد، ينظر إلى أطفال المدارس وهم يتسارعون إلى المركبات للحاق بالدرس، ينظر إلى أكشاك السجائر، ينظر إلى عمال البناء وهم يحملون معاولهم على ظهورهم الحدباء. كانت الحياة تدب من حوله وأصوات المصانع والطواحين تتعانق في سماء المدينة. ركب إحدى المركبات العامة وجلس على أول مقعد وجده أمامه، كانت تجلس بجواره امرأة تحمل طفلاً صغيراً على فخذيها، تداعبه تارة وتحتضنه تارة أخرى. كانت فخورة للغاية بطفلها الصغير. لكنه لم يكترث إلى أمر تلك المرأة إلا عندما حاول الطفل التخلص من أمه ليتشبث بعنقه ببراءة وفضول الأطفال. نظر إلى الطفل ثم اجتذبه قائلاً: "كم هو لطيف!"
قالت المرأة: "مات والده منذ أشهر إثر تفجير إنتحاري ومنذ ذلك الوقت ظل يحدق في وجوه الرجال باحثاً عن أبيه".
نظر إليها في دهشة، ثم نظر إلى الطفل وكأنه يريد أن يقول شيئاً ما، لكنه صمت وذهب بأفكاره بعيداً.
قالت المرأة:"آسفة أيها الرجل إن كنت قد قلبت عليك المواجع، فليس منا من لم يفقد عزيزاً في هذه الأيام ويبدو أنك قد فقدت أحدهم".
رد باضطراب: "لا لا.. لم أفقد أحداً". ثم نظر الى الطفل مبتسماً وقال في محاولة منه لتغيير مجرى الحوار: "ما اسمه"؟
- "سعيد". أسأل الله أن يحيطه بعنايته حتى يكبر، فهو آخر ما عندي
- لا داعي للخوف، فالموت هو مصير كل واحد منا، كبيراً كان أم صغيراً.
- أحياناً تكون لدينا فرص كثيرة للحياة ولكن فجأة يأتي أحدهم ليفرضه علينا كخيار لا ثاني له.
- ماذا تقصدين؟
- أقصد أن الموت أصبح كالبكتريا في كل مكان، وصدقني إن قلت لك إن الحجارة التي في قارعة الطريق تحمل في طياتها الموت.
صمت الرجل قليلاً وأمتلأت عينه بالدموع، عندها أحست المرأة أنها وضعت يدها على جرح قديم كاد أن يندمل لولا عباراتها المؤلمة، فقالت:
- آسفة مجدداً يا أخ، لا تؤاخذ امرأة مثلي في ما تقول، فكل ما يشغل تفكيري هو الخوف من المجهول.
- ابنك سيكون بخير، لا تقلقي عليه لهذه الدرجة.
- طالما أن هنالك من يتربص بنا، فلا مفر من القلق.
وفجأة، انفجر الرجل بالبكاء حتى اهتز جسده. فأعاد الطفل إلى حضن أمه ثم قال في قرارة نفسه: "لا بد أن أعود الى المنزل لأنزع هذا الجحيم الذي يحيط بخاصرتي، أو على الأقل علي أن أبحث عن مركبة أخرى، فلا فائدة من قتل شخص لم يبق له في هذه الدنيا سوى الموت، أو ربما تكون كلفة حزامي الناسف أغلى من حياته بكثير". بينما كان يهم بالنهوض لمغادرة المركبة، قام أحد اللصوص من المقعد الخلفي، ظناً منه بأن الحزام المنتفخ من تحت الثياب ليس إلا حزمة من النقود لا بد أن يظفر بها. التفت الرجل ليلوح للطفل بإشارة الوداع، فإذا باللص يضع يده على الحزام الناسف مفجراً المركبة بمن فيها.
هاهاهاها... ياله من لص غبي
مفارقة درامية
العلاج الوحيد للانتحار هو ان يصحو ضمير الانتحاري. لكن اللص قضى على صحوة ضمير الانتحاري وعلى حياة الجميع بجشعه. فالكل متربص بالآخر.
هؤﻻء المجرمين القتلة نزعت الرحمة من قلوبهم فﻻ يؤثر فيهم طفل وﻻ امرأة ... الكاتب يحاول أن يخلق بعض الخيال القصصي لكنه لم يوفق حين اختار صفة اﻹنسانية في نفس إرهابي متحزم بحزام ناسف
فعلا أمثال هؤلاء يتم غسل دماغهم و تبرير أعمال القتل التي ينفذونها و اظهار صورة الجنة التي تنتظرهم أو المستقبل المشرق لعائلته.. فلا يعد يرى أو يبصر البراءة في طفل أو الضعف في المرأة.. بل و من المتناقل تعاطيهم أنواع من المخدرات لتحملهم على الاقدام على ذلك بكل شجاعة كما يروى
أجل يا كامل صديق عيساوي ما دام السيارة انفجرت بمن فيها فكيف أتيت لنا بالحوار الذي جرى بين الأم والإرهابي ، صحيح القصص والروايات هي من الخيال لكن ليس من التهريج .
كان يحبها ويموت فيها ولم يخبرها ولم يخبر احدا وكانت مجنونة في حبه ولم تخبره ولم تبوح السر لاحد فماتا الحببين المتيمين ولم يعلم عنهما احد لكن السؤال هني اشلون انا عرفت كل القصة .
قسما بالله انك ضحكتني .... يا أخي هذي قصة ... قصة .... افهم ... مجرد رؤى وخيالات من الكاتب ... وجاي تسأله مين اللي روى القصة هههههههههههههههههههههههههههه