على رغم عدم توافر معلومات تحدد تاريخ بدء ارتداء الثوب في البحرين، إلا أنها مازالت تحتفظ برونقها وجمالها، وخصوصاً في مناسبات الفرح والأعياد، فهي «زينة العيد» التي لا يكتمل من دون ارتدائها، وإن كان في الساعات الأولى من يوم العيد.
«الوسط» وخلال جولة بين محلات تفاصيل الثوب البحريني في سوق المنامة، وتحديداً على شارع العلاء الحضرمي أو ما يُعرف بـ «شارع سوق الحلوى» لامتزاج محلات بيع الحلوى البحريني مع محلات تفصيل الثوب، التقت عدداً من العاملين في تلك المحلات، والذين أكدوا أنهم أغلقوا باب تسجيل طلبات جديدة لتفصيل الثياب، ليكون الجواب الأوحد للزبائن الراغبين في تفصيل أثواب جديدة «لا يوجد مجال إلا بعد العيد».
الآسيوي بشير ياسين، الذي أمضى نحو 32 عاماً في البحرين، أكد أنه أوقف تسجيل طلبات جديدة لتفصيل الأثواب بنهاية شهر شعبان، وذلك ليتمكن من تسليم طلبات زبائنهم بحسب مواعيد محددة، تصل إلى ليلة العيد.
وبسؤاله عن أسعار تفصيل الأثواب، أوضح أن الأسعار تختلف باختلاف تطريز الثوب، وبشكل عام تبدأ الأسعار من عشرة دنانير، وتصل إلى 25 ديناراً، مشيراً إلى أن 80 في المئة من زبائنه بحرينيون، ويرغبون في ارتداء الثوب العادي غير المطرز، فيما تتوزع نسبة 20 في المئة من الزبائن على الجاليات العربية المقيمة في البحرين.
وأشار إلى أن البحرينيين يفضلون ارتداء الثوب الأبيض، فهو «لون ملكي»، وله رونقه وجماله عند ارتدائه.
الآسيوي ياسين الذي يجيد التحدث باللغة العربية (اللهجة البحرينية)، رأى أن اختلاف أسعار تفصيل الثوب بين سوق المنامة وبقية الأسواق الأخرى، مثل المحرق والرفاع، والقضيبية، يعود لرغبة محلات تفصيل الأثواب في المنامة لجذب الزبائن، إذ تكون أسعارها أقل بنسبة تصل إلى 20 في المئة عن أسعار المحلات في بقية الأسواق.
وقدّر عدد محلات تفصيل الأثواب على شارع «سوق الحلوى» بنحو 35 محلاً.
وقال: «الشخص عندما يجيء إلى المنامة، فإنه يتحمل عناء الازدحامات المرورية، ومواقف السيارات، وبالتالي ينتظر الحصول على سعر أقل من المتوافر في الأسواق الأخرى، أما إذا تساوت الأسعار فسيختار الأسواق الأخرى على المنامة».
العقال السوري... الأفضل والأجوَد
وفي زيارة لأحد محلات بيع الأثواب والغِتر والعِقل، أكد الآسيوي الذي يعرّف نفسه بـ «بهلول»، أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء الأثواب الجاهزة، وخصوصاً الأطفال، فهم يميلون إلى ارتداء الثوب في العيد، ويفضلونها على القميص والبنطال.
وأوضح أنه يبيع أنواعاً مختلفة من الأثواب، منها البحريني المطرز وغير المطرز، والإماراتي.
وبسؤاله عن أجود أنواع العِقل التي تباع، بيّن أن العقال المصنوع في سورية يعد الأفضل والأجود من بين أنواع العقل الأخرى.
أما صالح جناحي، وهو صاحب أحد محلات بيع الأثواب في سوق المنامة، فأوضح أن هناك إقبالاً كبيراً على شراء الأثواب مع اقتراب العيد، بين أنه لم يعد قادراً على أخذ طلبات زبائنه بسبب هرب اثنين من عماله.
جناحي، الذي قضى 38 عاماً من عمره في بيع وخياطة الأثواب، أوضح أن أنواع القماش المستخدم في تفصيل الأثواب مختلف مصدره، فمنه الياباني والقطري والصيني، والأخير يستخدم في الأثواب الشتوية.
أما عبدالله أحمد محمودي، الذي يقدّر مدة عمله في هذه المهنة بنحو 45 عاماً، فأشار إلى أن أسعار الأثواب تزداد بمقدار دينار إلى دينارين في المواسم، وخصوصاً الأعياد، وذلك أن العمال يعملون لساعات طويلة، ويحتاجون إلى زيادة في أجرتهم تحفزهم على مواصلة العمل.
وذكر أن الثوب البحريني له ميزته وجماله، ويحرص الكثيرون من البحرينيين بمختلف أعمارهم على ارتداء الثوب في يوم العيد، وقد يخلعونها عصراً أو مساءً، إلا أنهم يحرصون على ارتدائها في صلاة العيد.
العدد 5041 - السبت 25 يونيو 2016م الموافق 20 رمضان 1437هـ