قتل خمسة أشخاص على الأقل في هجوم جديد أمس السبت (25 يونيو/ حزيران 2016) لمتمردي حركة الشباب الإسلامية على فندق في العاصمة الصومالية، نفذوه بأسلوبهم المعهود: تفجير سيارة مفخخة ثم قيام مجموعة مسلحة باقتحام المبنى.
فقرابة الساعة 16,30 (13,30 ت غ) هز انفجار قوي العاصمة الصومالية نتج من تفجير المتمردين لسيارة مفخخة يقودها انتحاري في حرم فندق ناسا هبلود الواقع في القسم الجنوبي من المدينة.
ولاحقاً، سمع مصور لوكالة «فرانس برس» وشهود أصوات عيارات نارية من أسلحة رشاشة من جهة الفندق، في مؤشر إلى أن المهاجمين نجحوا في اقتحامه.
وقال المسئول في الشرطة إبراهيم محمد لـ «فرانس برس»: «ما نعلمه أن هناك خمسة قتلى على الأقل بينهم ثلاثة حراس أمنيين»، لافتاً إلى «إصابة ستة أشخاص آخرين».
وفي الساعة 19,00 ومع هبوط الليل على العاصمة الصومالية، كانت عيارات نارية متقطعة لا تزال تسمع من جهة الفندق بحسب شهود.
وتعذر حتى المساء معرفة ما إذا كان مهاجم أو أكثر لا يزالون متحصنين في الفندق الذي عادة ما يرتاده سياسيون وصوماليون يقيمون في الخارج.
لكن المسئول في الشرطة إبراهيم محمد أكد أن «قوات الأمن نجحت في اقتحام الفندق وهي في صدد إنجاز مهمة تأمينه».
وكانت السلطات سارعت بعيد الهجوم إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى موقعه ومنع الصحافيون من الاقتراب.
وقال الشاهد آدن ابراهيم لـ «فرانس برس» إن عدداً غير محدد من الأشخاص تمكنوا من الفرار من الفندق خلال الهجوم بفضل باب يقع في الجهة الخلفية للمبنى.
وعلى جري عادتهم، تبنى المتمردون الإسلاميون الهجوم فيما كان لا يزال مستمراً، وذلك في بيان بث على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الحركة إن «عناصر مدججين بالسلاح من كوماندوس المقاتلين الشباب شنوا هجوماً منسقاً على فندق ناسا هبلود بعد ظهر اليوم (أمس)»، مضيفة أن الهجوم بدأ بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري للسماح للمجموعة المهاجمة التي لم يعرف عدد أفرادها بدخول الفندق.
وشن الإسلاميون الشباب المرتبطون بـ «القاعدة» في الأشهر الأخيرة عمليات عدة استهدفت بعض الفنادق المعروفة في العاصمة الصومالية مستخدمين في كل مرة الأسلوب نفسه.
ويأتي هجوم السبت بعد ثلاثة أسابيع ونيف من هجوم مماثل استهدف فندق إمباسادور في أول يونيو مخلفاً عشرة قتلى. ويومها، استمرت المواجهات بين المهاجمين وقوات الأمن أكثر من اثنتي عشرة ساعة.
وفي الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قتل إثنا عشر شخصاً في هجوم على فندق صحافي بوسط مقديشو والذي يرتاده عادة نواب وموظفون ورجال أعمال.
ونهاية فبراير/ شباط، هاجم الإسلاميون أيضاً فندق «واي إس إل» الواقع في وسط مدينة مقديشو بسيارة مفخخة. لكنهم لم يتمكنوا من دخول المبنى.
وبعد مواجهات مع قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال التي انتشرت في هذا البلد العام 2007، طرد الإسلاميون من مقديشو في أغسطس/ آب 2011.
ورغم خسارتهم لاحقاً غالبية معاقلهم، لا يزال هؤلاء يسيطرون على مناطق ريفية مترامية يشنون منها عمليات واعتداءات انتحارية غالباً ما تستهدف العاصمة وتحديداً مواقع تشكل رموزاً للحكومة الصومالية الضعيفة أو للقوة الإفريقية.
وفي الأشهر الأخيرة، تبنى المتمردون هجمات كبيرة سواء في مقديشو أو ضد قواعد للقوة الإفريقية.
وفي هذا السياق، تمكنوا في يناير من تدمير قاعدة للكتيبة الكينية التابعة للقوة الإفريقية في إيل إدي بجنوب الصومال، في هجوم هو الثالث في بضعة أشهر يستهدف قواعد للقوة. واستولى الإسلاميون في الهجوم المذكور على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.
العدد 5041 - السبت 25 يونيو 2016م الموافق 20 رمضان 1437هـ