[ في بيت اللجوء يشتد عليَّ البرد لا شيء سوى الرياح ورفاقي الهاربين... كل شيء من أمامي داكن لكن الموظفين - في الكامب - يبتسمون ابتسامة صفراء.
في ذلك اليوم لم تتوقف السماء عن البكاء، وقلبي لم يتوقف عن النحيب.أشاهد الأخبار عبر حاسوبي الصغير- الذي استدانت أمي ثمنه وثمن قارب الموت وثمن حياتي.
أمس أخبرني صديقي أنه وجد أحد المهربين (أولاد الحلال)؛ ودفع له ألفاً من الدولارات ثمن موته المعلن على شواطئ الحياة المركبة.
في اليوم التالي لم يصل صديقه إلى الضفة الثانية، وأصبح رقماً في عداد المفقودين.
أما نحن فارتفعت الأمواج بنا وتذكّرنا كل شيء في شريط ذكرياتنا القصير؛ وناجينا الله.
وحدهم الأطفال سقطوا ولحقت بهم أمهاتهم؛ أما نحن الجبناء المتخاذلون فأمسكنا بطرف القارب وأسماك البحر تنتظر تعبنا لتقيم مأدبة عشاء فاخرة.
فور وصولي إلى جزيرة السعادة... أخذت صورة (سيلفي) ونشرتها على صفحات "الفيس بوك". كثير مثلي من الأغبياء علّقوا على هذه الصورة وهلّلوا لوصولي إلى جزيرة الأحلام.
في جزيرة الأحلام كتبت اسمي بين كثير من الأسماء، أما السلطات المحلية فقد كتبت خلف صورتي البهية رقماً أستطيع أن أتجول به كالبشر.
في الطريق إلى التحقيق، كنت قد حفظت ما تعلمته من أحمد قبل أن أحصل على الإقامة، والكثير من شباب حارتنا، حفظوا كل شيء عن ظهر قلب.
قبل غرفة التحقيق وجدت عيناً ربما سقطت سهواً لحظة إلقاء البراميل الدافئة، وحنين المدافع.
التقطتها ومسحت عنها غبار المباني المحطمة، ودماء العاشقين.
تركت جثتي في غرفة التحقيق، أما أنا فأنظر من تلك العين وأبحث فيها عن كل شيء تركته خلفي.
الله يوفقكم
دعائي لكم وللشاركين معكم بالتوفيق مع بدء مشوار أدبي مزدهر
مؤلم
أقرب للخاطرة وقد تكون خاطرة فعلا لا قصة قصيرة
لا حول ولاقوة الا بالله
عجل الله في الفرج لسوريا ونصرها على الإرهاب وقاتل الله الظالمين والمتسببين بهذا الدمار لهذه البلاد
وانا لله وانا اليه راجعون
تبارك الله
من العنوان يتضح أنها تميل إلى الخاطرة أكثر منها إلى القصة القصيرة وخصوصا في نهايتها
موفق