يقول غاندي: «لا تتمادى في إغلاق عينيك من الحزن، فربما تمرّ من أمامك فرحةٌ ولا تراها».
اللحظات التي تمرّ من أمامنا كثيرة. نلتفت إلى بعضها، فيما نغفل الإلتفات إلى كثير منها. وفي لحظات الألم والحزن تحديداً، تتغشى أعيننا غشاوة كبرى. تمنعنا من رؤية كل جميلٍ ومميّز. يأخذنا الهمّ فننسى أنفسنا وننسى الانتباه للأشياء البسيطة من حولنا. الأشياء التي تضج بالحيوية والسعادة.
في اللحظات التي تكون فيها النفس في أدنى مستويات التجلي. وتكون فيها الروح قاب قوسين من الانهيار، لا يستطيع أي منا أن ينتبه لما يقوله أو يفعله أو يشعر به. تراه يغطّ في كابوسه المرير الذي دخل فيه فلازمه، حتى بعد الصحو لأنه لم يشأ مغادرة أحداثه. يغرق في المحيط الأسود الذي دخله طوعاً بعد أن ظن أن الاستسلام هو خير معينٍ له. وفي هذا الغرق، في هذا التماهي مع السواد لا يمكن لأي منا أن ينتبه إلى وجود بقعة الضوء في مكانٍ ما. مكانٌ قد يكون أقرب إليه من مدّ بصره، فيمعن في إقحام نفسه في الظلام.
أحياناً نتوه عن أنفسنا وعن الجمال من حولنا بالفعل. وما إن ننتبه من غفلتنا وتيهنا حتى نفاجأ أننا خسرنا عيش الكثير من اللحظات الجميلة التي كان من الممكن أن تزيح عنا الكثير من الهم والكثير من الألم وتخفف عنا ثقل اللحظة.
نخسر متعتنا بالسعادة بنجاحاتنا؛ لأننا تمنينا تفوقاً لم نستطع إحرازه. نخسر متعتنا بإنجاز أمر ما؛ لأنه لم يكن كما أردناه كاملاً. نخسر سعادتنا بوجود أحبتنا من حولنا؛ لأننا كنا في العمق من غضبنا على موقف طارئ أو سوء فهم كان من الممكن أن يتجاوز بأقل الأضرار. نخسر فرحتنا بيومنا؛ لأن قلقنا على غدنا حرمنا الاستمتاع بلحظتنا الراهنة. نخسر فرحتنا بإنجازات أطفالنا، وربما نكون سبباً في خسرانهم سعادتهم بها أيضاً؛ لأننا تمنينا لهم الأفضل. نخسر متعتنا ونحن نشاهد أطفالنا يكبرون أمامنا فنشاركهم لحظاتهم؛ لأننا نلهث وراء المستقبل، ظنا منا أن هذا هو الصحيح.
ولأن الحياة لا تخلو من ظلام كما لا تخلو من نور، ولأن اليوم لا يكون يوماً، إلا حين يتبع النهار الليل، من المهم والضروري أن نعيش اللحظة بكل تفاصيلها. نعيش أحزاننا بمساحتها الضيقة، ونسمح للفرح أن يطرق أبوابنا ويدخل إلى قلوبنا بقوة.
يقول محمد الرطيان: «ابتسم واستدرج عصافير الفرح، لكي تدخل قفصك الصدري وأطلق سراحها بضحكة».
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ
ماشاء الله ليتنا نتعلم بالفعل من هذه الامور التي نراها ونقوم بها كل يوم ولكننا لا ندير لها بال
مقال جميل جدا تسلم يدك
هذا اللي قاصر بعد نتعلم من بوذي .. الله يرحم المدرسين المسلمين والمسيحيين اللي كنا نفلعهم بالطباشير فى المدرسة!!.