قالت رئيسة قسم التغذية بإدارة الصحة العامة بوزارة الصحة نادية الغريب لـ «الوسط»: إن «نسبة الإصابة بالسمنة بين البالغين في البحرين وفق آخر الإحصاءات للعام 2015، ارتفعت لتصل قريبا من 40 في المئة، في حين أنها كانت قبل عامين 36 في المئة تقريبا، لافتة إلى أنه إذا تم احتساب السمنة مع من يعانون من زيادة الوزن، فإن النسبة تصل إلى ما بين 50 و55 في المئة من البحرينيين».

وذكرت الغريب أن «نسبة السمنة بين النساء أكثر من الرجال، فيما تصل سمنة غير البالغين في المدارس إلى معدلات مخيفة تقارب 30 في المئة بحسب إحصاءات في العام 2014، وهي نسبة لا يمكن غض النظر عنها، واعتقد أن هذه النسبة في ازدياد، حيث تقوم الوزارة حاليا بتحليل إحصاءات حديثة قامت بها في هذا الصدد».

وبيّنت أن «سكان دول المنطقة يعدون من بين الأكثر سمنة في العالم، غير أن البحرين ليست في صدارة الدول الخليجية التي تعتبر الأعلى سمنة في العالم، إلا أن معدلات السمنة في البحرين هي أعلى من معدلاتها العالمية».

وتابعت الغريب «ولذلك فإن الاهتمام بزيادة انتشار السمنة في المجتمع أمر في غاية الأهمية لكل من موردي الصحة المحليين والحكومات في المنطقة؛ بغية الوقاية من وباء أمراض نمط الحياة مثل السكري الذي يتزايد انتشاره بين سكان الخليج اليوم».

وواصلت «الإكثار من تناول السكريات واللحوم الحمراء وتناول الوجبات التي تحتوي على دهون، وقلة الحركة؛ يؤدي إلى محصلة تراكم الدهون في الجسم، ما يؤدي إلى زيادة الدهون في أجزاء من الجسم وخصوصاً في منطقة الوسطى، وبالتالي إلى زيادة الوزن التي قد تتحول إلى بدانة، والتي تتحول في نهاية الأمر إلى سمنة مفرطة تتمدد بشكلٍ مستمر».

وأوضحت أن «من الأسباب الرئيسية وراء السمنة، هو النمط الغذائي وقلة الحركة مع زيادة في الأكلات السريعة، ونوعية اختيار الوجبات التي تحتوي على دهون»، الإحصاءات تقول أن ثلثي أسباب السمنة في العالم تعود للنظام الغذائي الخاطئ، أما الثلث الآخر فمرده لأسباب جينية وقلة الحركة، موضحة أن الحديث عن ضرر الوجبات السريعة يجب ألا يقتصر على وجبات «البرجر» المعروفة فقط، وإنما حتى الوجبات الشرقية الشعبية التي تحضر في المطاعم والبيوت بشكلٍ سريع ودون مراعاة لشروط التغذية الصحيحة في مكوناته المشبعة بالدهون».

وأضافت الغريب «العامل الغذائي يلعب دوراً كبيراً، إذ إن تناول المقليات وزيادة حجم الوجبة المستهلكة ونوعية اختيار الوجبات، لها تأثير كبير على الجسم حيث تؤدي إلى السمنة».

وأكملت «تقوم وزارة الصحة في البحرين بدورها في الوقاية من السمنة ومعالجتها، حيث قامت بفتح 5 عيادات في السنوات الأخيرة، وفي العام 2016 ستفتح العيادة السادسة، حيث قامت هذه العيادات باستقبال ومعاينة ما بين 3000 إلى 4000 بحريني من الجنسين يعانون من البدانة على مدى السنوات الماضية».

وأفادت أن «قرابة 75 في المئة من المرضى قل وزنهم، فيما لم يستجب ما لا يزيد عن 5 في المئة فقط من المترددين على العيادات المذكورة».

وشرحت أن «العملية الوقائية تكون من خلال مزاولة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميّاً عن طريق المشي، وتحديد نوعية الأكل المحتوي على الألياف، إذ ثبت علميّاً، لأن الألياف لها دور كبير في سحب وتقليل نسبة الدهون الضارة بالدم، كما تقلل نسبة السكريات، وتناول الفواكه التي تحتوي على فيتامينات ومعادن تكون لها فائدة إيجابية للجسم وتقلل من نسبة الدهون».

وأشارت الغريب إلى أن «هناك قصص نجاح كثيرة بين البحرينيين في إنقاص وزنهم بشكل مؤثر وكبير، ووصول العديد منهم إلى الوزن المثالي، وإجمالا فإن النساء أكثر التزاما من الرجال ببرامج التوعية الغذائية التي تقدمها العيادات الغذائية التابعة لوزارة الصحة».