قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة (24 يونيو/ حزيران 2016) إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة تتقدم داخل مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في شمال سورية وسيطرت على مجمع لصوامع القمح في ضواحي المدينة ومفترق طرق على بعد كيلومترين إلى الجنوب من مركز المدينة.
وأضاف المرصد أن «قوات سورية الديمقراطية»، المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب ومدعومة بالقوة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة «داعش»، تمكنت من اتخاذ موقع يشرف على أكثر من نصف المدينة.
ويأتي تقدم القوات بعد أكثر من 3 أسابيع من بدء «قوات سورية الديمقراطية» والتحالف هجوماً لطرد المتشددين من المناطق التي يسيطرون عليها على طول الحدود السورية-التركية. وتقدمت القوات بسرعة إلى المناطق الواقعة خارج المدينة وقطعت خطوط الإمداد لـ «داعش» المؤدية إلى هناك.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد توقع قتالا ضاريا من مسلحي التنظيم داخل المدينة. وأحجمت «قوات سورية الديمقراطية» عن دخول وسط المدينة خوفاً على المدنيين الذين فر الكثيرون منهم في الأسابيع القليلة الماضية.
من جهة ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن «داعش» اختطف نحو 900 مدني معظمهم من الأكراد شمالي سورية منذ 3 أسابيع. وأضاف المرصد أن عمليات الخطف حدثت في قرية قرب بلدة الباب، التي تسيطر عليها ميليشيات «داعش» شمال شرقي محافظة حلب.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «إن الـ 900 بينهم بعض العرب من القرى القريبة من الباب، ولكن معظمهم «من الأكراد». وأضاف أن المسلحين نقلوا نحو 350 من المخطوفين إلى محافظة الرقة، معقل «داعش» في سورية.
على صعيد آخر، تعهد حزب الله اللبناني أمس بزيادة وجوده في مدينة حلب، مؤكداً أن المعركة في المدينة الشمالية والمناطق المحيطة هي للدفاع عن كامل البلاد.
وقال أمين عام الحزب السيدحسن نصرالله إن القتال في سورية اشتد، وإن أعمال العنف في منطقة حلب أدت إلى مقتل 26 مقاتلاً للحزب منذ بداية شهر يونيو الجاري، في اعتراف نادر بعدد القتلى في معركة في سورية. وفي المقابل، أشار نصرالله إلى أن جماعته وثقت سقوط 617 قتيلاً وأكثر من 800 جريح للجماعات المسلحة، منذ أول يونيو حتى أمس، من بينهم عشرات القادة الميدانيين وبعض القادة الكبار.
ويقاتل حزب الله في سورية دعماً للرئيس السوري بشار الأسد. وقال نصرالله في خطاب بثته قناة «المنار» على الهواء مباشرة: «نحن أمام موجة جديدة أو مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سورية تخاض الآن في شمال سورية، بالتحديد في منطقة حلب».
وأضاف «القتال دفاعاً عن حلب هو دفاع عن بقية سورية... هو دفاع عن دمشق... هو دفاع أيضا عن لبنان والعراق، وايضا دفاع عن الأردن الذي دفع قبل ايام بعض أثمان الأخطاء في دعم الجماعات المسلحة».
ومضى يقول: «نحن سنزيد حضورنا في حلب. المطلوب من الجميع أن يحضر؛ لأن المعركة الحقيقية الآن هناك، والمعارك الأخرى قد تكون ذات طابع دفاعي أو محلي أو محدود، ولكن المعركة الحقيقية الاستراتيجية الكبرى الآن في سورية هي المعركة في مدينة حلب وفي منطقة حلب، والتي لا يجوز التراجع فيها أو الوهن او الضعف أو الشك أو التردد».
في إطار متصل، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن مزاعم المعارضة السورية باستخدام أسلحة حارقة في سورية، لكنها قالت أمس إنه لم يتسن لها التحقق من صحة التقارير.ودعت الهيئة العليا للمفاوضات السورية الأمين العام للأمم المتحدة لفتح تحقيق في اتهام روسيا باستخدام أسلحة حارقة من الجو وقنابل عنقودية في سورية. ولم يتسن على الفور الوصول للبعثة الروسية في الأمم المتحدة للتعليق.
وقال فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة: «نشعر بقلق بشأن تقارير عن استخدام أسلحة حارقة في حلب بسورية. لسنا في وضع (يتيح لنا) التحقق من هذه التقارير». وقال: «نأمل في أن تمتنع كل الأطراف والدول المشاركة في الصراع عن استخدامها بهذه الطريقة».
وتحتوي الأسلحة الحارقة على مواد تؤدي لاشتعال النار في الأجسام أو إصابة الأشخاص بحروق، أما الذخائر العنقودية فإنها تنفجر في الجو لتنثر قنابل أصغر حجماً فوق منطقة كبيرة، لتصيب أكبر عدد من الأفراد. وتحظر معاهدة الأسلحة التقليدية كلا السلاحين.
العدد 5040 - الجمعة 24 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1437هـ