كان هذا الأسبوع أسبوعاً مُرهقاً، سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، ولا نريد للأسابيع القادمة أن تكون بمثل هذا الأسبوع، بل نريد كل أسابيعنا سعيدة ومثمرة.
وإذا تحدّثنا عن الشأن السياسي بالذّات لن نتحدّث عن الأمور الأمنية، فهذه الأمور هي من شأن وزارة الداخلية، ولكن سنتحدّث عن الأمور السياسية، فنحن مازلنا نؤمن بالسلام، ونؤمن بالمصالحة والإصلاح والعطاء، وتقديم النفيس والغالي من أجل الوطن.
الوطن هو الأم، هو الحاضن لنا جميعاً، ولا نحتاج إلى إثبات ولائنا، فلقد أثبتناه من خلال عملنا من أجله، ومازلنا نقدّم الواجب لهذا الوطن، ونعم الجميع لديه طموح ومطالب ولكن عليه مسئوليات وواجبات كبيرة.
استمعنا بالأمس إلى حديث شاب بحريني من مدينة المحرّق الشمّاء، وقد انتشر صوته في مواقع التواصل الإجتماعي، وكان معترضاً على رجل المرور الذي أعطاه مخالفتين في نفس الأسبوع، ونعلم بأنّ رجل المرور يؤدّي دوره، ولكن ما قاله الشاب فعلاً واقع حزين، نعتقد بأنّه أثّر على من استمع له.
يقول الشاب 10 دنانير قد لا تشكّل أهمّية لأحد المسئولين، ولكنّها تشتري أغراض العيد لأبنائنا، وبالفعل 10 دنانير عندما لا نملك الكثير، لها قيمة كبيرة لدينا، وحتى صرفها يكون صعباً جدّاً، فنحن لا نشتري بها إلَّا الأولويات، أمّا الأمور الثانوية كالذهاب إلى المطاعم والتمتّع بالسينما وغيرها تتأخّر في بعض الأحيان بسبب ضغط الحياة المعيشية.
ذكر الشاب أمراً آخر، نهاية رمضان والعيد والمصاريف، ومن منّا لا يفكّر في المصاريف؟! ولكن يتباين الأمر بين النّاس، فالذي راتبه بين 300 والـ 400 ليس كذاك الذي يستلم بين 1000 و2000 دينار!
400 دينار يقدّمها ربّ الأسرة للإيجار وقسط السيّارة والقرض الشهري والهواتف والكهرباء والماء، فماذا بقي لآخر رمضان وللعيد؟! بصراحة لا نلومه على حزنه الشديد، ولا على عرض معاناته للجميع، فنحن جميعاً في بيت واحد ولدينا نفس الهموم، هموم المصاريف الشهرية وراتب آخر الشهر.
نتساءل ماذا يقول المتقاعد عن وضعه إبان رمضان والعيد ومصاريف إجازة الصيف وبداية المدارس؟! نعلم بأنّ الوضع صعب على المتقاعدين دون غيرهم، فالمتقاعد يستلم الراتب التقاعدي، وراتبه التقاعدي قد يكون بسيطاً جدّاً، وعليه يبلع الأمرّين.
الحل ليس سهلاً أبداً في هذه الفترة بالذّات، فترة هبوط سعر النفط وتدنّي الشأن الاقتصادي والأزمة السياسية، ولكن نعلم بأنّه ما أن تستقر الأوضاع في الوطن بإذن الله سيكون الوضع أفضل بكثيرن فقد نحظى بمجلس نيابي يمرّر مشروعاً بقانون زيادة الرواتب 10 في المئة، أو زيادة رواتب المتقاعدين، الله العالم ماذا سيحدث بعد سنتين، ولكن من لا يأمل بالخير لوطنه.
دخلنا اليوم 19 من رمضان المبارك، وليس لنا إلَّا الدعاء لانتهاء هذا الأسبوع المُرهق، ولانتهاء الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والدعاء لاستقرار الوطن، الذي هو أعز ما لدينا، فضياع الوطن هو ضياعنا جميعاً، واستقراره هو استقرارنا جميعاً. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5039 - الخميس 23 يونيو 2016م الموافق 18 رمضان 1437هـ
الي الكاتبة المتميزة والي صاحبة القلم المتألق أشكرك علي اهتمامك علي موضوع رسالة الشاب الصوتية ونشر مضمون الرسالة بطريقة تصل الي جميع المسؤلين في وطننا الحبيبابرسالة لم تأتي من عبث لقد خرجت هاذي الكلمات المتواضعة من الواقع المعيشي الاقتصادي الصعب الذي نعيشه يومية.
ونتمي من العلي القدير بتحسن الأوضاع الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية في وطننا الغالي البحرين.
نحن شعوب لا تعرف التعامل مع شيء اسمه برلمان فما بالك ان كان البرلمان فاشلا ولا يستحق الأموال التي تنفق عليه. بالنسبه للعشره بالمئه المقترحه فهي الأخرى لن تحل المشكله للمحتاجين اليها لان اللاسعار سترتفع وسوف تمتص الزياده خلال أيام . الأمور بحاجه الي اكثر من قرار للسيطره علي الشأن المعيشي . الله المستعان .
الاعياد في و طني باتت للمواطنين الجدد و الوافدين اما المواطن المؤصل فقد غادرت قلبه بهجة الاعياد.وضعه الاقتصادي وحتى السياسي محموم.لكم الله يا شعب في وطنه وعلى ارضه يعامل كالاجير والغريب
يبدو أن العيد هذا العام للشاميين فقط إذ لاتلوح في الأفق بوادر حلول تفرح هذا الشعب
الونيس
ننتظر العيد ولكن الأوضاع لاتبشر بخير
أزمة الوطن تريد شجاعة الكلام لا كلام عام وتطبط