مع ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة من الخارج بعد رفع الدعم الحكومي عنها، بالإضافة لعدم توافر لحوم الأغنام الاسترالية المذبوحة محلياً؛ لم يجد المواطنون خياراً آخر لتوفير وجبات اللحوم في شهر رمضان المبارك إلا الذهاب للحظائر المحلية. فهم يرونها من جهة أكثر اطمئنانا من الناحية الشرعية. ومن جهة أخرى، لا يوجد فرق كبير في السعر بينها وبين اللحوم المبردة المستوردة من الخارج. ولذلك امتلأت هذه الحظائر بالزبائن بصورة لم يسبق لها مثيل.
ولم يكن الأمر مستغرباً بالنسبة لملاك الحظائر. فمحمود البقالي صاحب احدى الحظائر بمنطقة طشان، يقول انهم استعدوا جيداً لشهر رمضان بخصوص توفير الذبائح؛ لأنهم بحسب قوله «نعرف جيدا طبيعة المستهلك البحريني. فهو يحرص على أن تكون الأغنام مذبوحة وفق الشريعة الاسلامية. ومع عدم توافر الأغنام الحية المستوردة، فإن التركيز سيكون على الحظائر المحلية. وعليه سعينا لتوفير كميات كبيرة من الأبقار والأغنام تغطي الطلب الذي سينتج عن حلول شهر رمضان».
البقالي الذي أمضى في هذه المهنة أكثر من 15 سنة يقول انه لأول مرة يرى زبائن بهذه الكثافة في شهر رمضان، مضيفاً «اعتدنا أن يكون الاقبال في شهر رمضان أكثر من الأشهر الأخرى. لكن أن يكون بهذه الكثافة فهذا لم يحدث. فإذا كنا نذبح في السابق رأسا أو رأسين في اليوم بشهر رمضان، فإننا الآن نذبح أكثر من 10. طبعا السبب الأول الطمأنينة من الناحية الشرعية، وأضف لذلك تقارب السعر بين اسعارنا وأسعار اللحوم المستوردة. وهذان السببان الرئيسيان في توجه المواطنين لشراء اللحوم المحلية».
ويُعتبر عدم توافر لحوم الأغنام المذبوحة محليا عامل مهم في عزوف المواطنين عن الشراء من السوق والتوجه للحظائر كما يقول المواطن سيدمحمد العلوي، مبيناً «كنا نستخدم لحوم الأغنام الاسترالية المذبوحة محلياً. ومع عدم توافرها وارتفاع أسعارها توقفنا عن شراء اللحوم كما السابق. الآن مع حلول شهر رمضان ولتوفير وجبات اللحم اضطررنا للتغيير نحو الحظائر. فهي أضمن من الناحية الشرعية. كما ان طعمها ألذ وأفضل من المستوردة».
وعن السعر يضيف «فارق السعر ليس كبيراً إذا ما اعتبرنا ان هذا اللحم أضمن وألذ. فسعر السوق 2.200 دينار للأغنام. وهنا السعر 3.500 دنانير. والفارق بين السعرين لا يجعلك تتردد كثيرا في التغيير نحو الأفضل والأضمن».
ويتفق مع العلوي المواطن باسم محمد الذي قال: «عن نفسي توقفت عن شراء اللحوم المستوردة منذ 5 سنوات. وذلك بعد تجربتي اللحوم المحلية. فطعمها أطيب. وأنا هنا كي أشتري اللحوم لأمي التي كانت تشتري من اللحوم الاسترالية قبل ارتفاع أسعارها. والآن ومع عدم توافر المذبوحة محلياً طلبت مني أن اشتري لها من الحظائر. وبعد تجربته طلبت مني أن اشتري لها مرة أخرى».
العدد 5039 - الخميس 23 يونيو 2016م الموافق 18 رمضان 1437هـ
صحة اﻷغنام المذبوحة
كيف تتأكدون من صحة اﻷغنام ونضافتها ؟