قرر دخول المسار العلمي رغم صعوبته ورغم توجيه وزارة التربية والتعليم للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة لدخول المسارات الأخرى في المرحلة الثانوية، أحمد فواز عبدالرحمن يشير إلى أنه أول طالب كفيف يدرس المسار العلمي، وذلك بعد قيامه برفع رسائل إلى وزارة التربية والتعليم وإدارة المدرسة لطلب التحاقه بهذا المسار، ولم يكتف بذلك بل حاول إثبات قدرته على دراسة متطلبات هذا المسار ليتخرج اليوم بمعدل 97.3 في المئة في مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة الثانوية للبنين.
وحول مشوار دراسته، قال: «انتسبت إلى المعهد السعودي البحريني للمكفوفين وتعلمت فيه لغة برايل وتخرجت في المرحلة الابتدائية لأنتسب إلى مدرسة عبدالرحمن الداخل في المرحلة الإعدادية وتخرجت أيضا بتفوق، وعليه نقلت إلى مدرسة الشيخ عبدالعزيز وقد اخترتها لكونها مدرسة صغيرة وجميع زملائي كانوا عزموا الدراسة فيها، وقد ساعدني مدير المدرسة آنذاك خالد المناعي على الدراسة في المسار العلمي وأوجه إليه كثيراً من الشكر».
وأضاف «قد يرى البعض أن من الصعوبة أن تكون كفيفا بين مبصرين وأن تحقق النجاح إلا أن ذلك تحقق بتوفيق من الله ومن ثم بدعم من إدارة المدرسة التي تعاونت معي بشكل كبير في تلقي الدروس وأداء الامتحانات وتذليل الصعاب».
أحمد الذي يملك حضورا مميزا وثقة كبيرة بنفسه، طموحه لا يقف عند هذا الحد فهو اليوم عازم على التقدم للحصول على بعثة من بعثات وزارة التربية والتعليم في تخصص علوم الحاسوب ليكون بذلك أول كفيف أيضاً يدرس هذا التخصص.
وبعيدًا عن الدراسة، فلأحمد مكان أيضا فهو عازفٌ هاوٍ، وقد تعلم العزف وانتسب إلى معهد البحرين للموسيقى وهو اليوم قادر على العزف على عدة آلات موسيقية، ويتمتع بموهبة مميزة.
من جانبه، مدير مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة الثانوية للبنين أحمد الشهابي الذي حضر الحفل برفقة الطالب أحمد قال: «جميع منتسبي مدرسة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة الثانوية للبنين من إداريين ومعلمين وطلبة يفخرون كل الفخر بوجود الطالب أحمد فواز بينهم ،إذ يعتبر مثالاً ونموذجاً رائعاً للطالب الذي تغلب على ظروفه الصحية وأثبت بعزيمته وإرادته أن ليس للمستحيل مكان في حياته، وسجل اسمه بحروف من ذهب كأول طالب كفيف يخوض غمار التخصص العلمي في المرحلة الثانوية، بل ويتعدى ذلك بتفوقه فيه بنسبة أكثر من 97 في المئة وهو إنجازٌ متميز نافس به زملاءه الأصحاء، ومع خالص أمنياتنا له دوام التوفيق والسداد في حياته الجامعية والعملية، نأمل أننا كمدرسة تركنا بصمة مميزة في حياته أثناء دراسته الثانوية، إذ قدم فيها الجميع كل التسهيلات والإمكانيات الممكنة التي ساعدته على الوصول لتحقيق هذا الإنجاز».
وأضاف «لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى جميع إداريي ومعلمي المدرسة الذين وقفوا مع الطالب أحمد بصورة مباشرة أو غير مباشرة لدعمه ومساندته في تحقيق هدفه، والشكر موصول إلى إدارة المعهد السعودي البحريني للمكفوفين الذين بذلوا كل الجهود لتذليل الصعوبات، وساهموا بفعالية في دعمه لتحقيق هذا الإنجاز المشرف».
العدد 5039 - الخميس 23 يونيو 2016م الموافق 18 رمضان 1437هـ