ساعدت بطولة كوبا أميركا المئوية المنتخب الأميركي الأول لكرة القدم على أن يعرف بوضوح مكانته في الكرة العالمية، وذلك في الوقت، الذي بدأت فيه هذه الرياضة في اكتساب مساحات جديدة في بلد لا تزال رياضات مثل كرة السلة وكرة القدم الأميركية والبيسبول هي صاحبة الشعبية الأولى.
وقال المدير الفني الألماني للمنتخب الأميركي يورغن كلينسمان عقب سقوط فريقه برباعية نظيفة أمام نظيره الأرجنتيني في قبل نهائي بطولة كوبا أميركا (المئوية): "كلما لعبنا أكثر في مثل هذه البطولات سنتعلم أكثر".
وأعطى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي درسا للمنتخب الأميركي في فنون كرة القدم، بعدما أحرز هدفا خرافيا وصنع هدفين آخرين، بالإضافة إلى مرواغاته العبقرية للخصوم وكأنهم عرائس متحركة، حتى وصل الأمر به إلى إيجاد فسحة من الوقت ورحابة في النفس للتوقيع على قميص أحد المشجعين، كان قد قفز إلى داخل الملعب في مفاجأة كبيرة للجميع.
وأضاف المدرب الألماني "إذا استطعنا أن نعود للعب مع الأرجنتين مرة أخرى سنفعل هذا أو مع البرازيل أيضا حتى لو عانينا بعد ذلك من تلك الدروس، إنها فرصة من أجل الاستمرار في التطور".
وأسس كلينسمان عمله خلال الفترة الحالية مع المنتخب الأميركي على إكساب لاعبيه المزيد من الثقة ووضعهم في مشهد مختلف داخل إطار الكرة العالمية.
وكانت الخطوة الأولى في مونديال البرازيل 2014 عندما عبرت أميركا حاجز دور المجموعات وأطاحت بالبرتغال، بقيادة كريستيانو رونالدو، إذ كان هذا الإنجاز علامة فارقة في مشوار المدرب الألماني، على رغم سقوط الفريق بعد ذلك في دور الستة عشر 2-1 أمام بلجيكا.
وجاءت بعد ذلك المباريات الودية ومباريات تصفيات إتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف" المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
وتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني في المجموعة الثالثة من هذه التصفيات بفارق ثلاث نقاط لصالح متصدر الترتيب منتخب ترينداد وتوباغو برصيد عشر نقاط، والذي ضمن حتى هذه اللحظة التأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات.
ولكن بطولة كوبا أميركا (المئوية) أجبرت المنتخب الأميركي على مواجهة منتخبات أميركا الجنوبية، التي تتمتع بمستوى أعلى من منافسيها في "كونكاكاف".
وسقط المنتخب الأميركي في أولى مبارياته بالنسخة الحالية لكوبا أميركا أمام كولومبيا بهدفين نظيفين ولكنه انتفض بعد ذلك وتغلب 4-صفر على كوستاريكا ثم هزم باراغواي بهدف نظيف.
وفي دور الثمانية، أطاح المنتخب الأميركي بنظيره الإكوادوري، الذي يتربع على صدارة ترتيب تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018، بعد أن تغلب عليه بنتيجة 2-1.
وقال رئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم سونيل جولاتي عقب سقوط منتخب بلاده أمام الأرجنتين في نصف نهائي كوبا أميركا: "منتخبات الدور قبل النهائي يحتلون المراكز الأول والثالث والخامس والـ 31 في التصنيف العالمي".
وأضاف "المباراة أمام الأرجنتين تعد مثالا جيدا لكي نعرف موقعنا من المشهد العام، من الواضح أننا لا نزال بعيدين للغاية".
وقالت صحيفة "يو إس إيه توداي" أن المنتخب المضيف للبطولة (الأميركي) لا يمكن أن يوازي ثقل ميسي.
وتابعت: "فريق كلينسمان لم يكن لديه القوة أو القدرة على تحدي الفريق، الذي وصل إلى نهائي مونديال البرازيل 2014 ولكن على أي حال فإن كل ما حدث في هيوستن أحدث تغييرا ملحوظا لدى الأميركان وأثبت بوضوح جدوى برنامج الاستعداد للمرحلة المقبلة من التصفيات المؤهلة للمونديال، التأهل إلى الدور قبل النهائي فتح بابا للتفاؤل بأن هناك نجاحا يتحقق".