فازت "أفيردا"، الشركة العالمية لحلول إدارة النفايات المتكاملة ومركزها دبي، بما يفوق عن 25 في المئة من حصص قطاع النفايات الطبيّة العالي الإختصاص في افريقيا، وذلك بعد آخر عمليّة استحواذ قامت بها في جنوب أفريقيا. وإلى جانب المرفقين الحديثين لمعالجة النفايات الطبيّة والتخلّص واللذين تمتلكهما الشركة في سلطنة عُمان، أصبحت أفيردا ومن خلال مقاربتها المبتكرة لكلّ ما يتعلّق بإدارة النفايات، في صدارة نماذج عمل الأسواق الناشئة.
أمّا النفايات الناتجة عن عمل قطاع العناية الصحيّة، فمن المعروف أنّها تشتمل على مجموعة واسعة من المعدّات الطبيّة، من الإبر المستعملة إلى الحقن، والضمادات الملوّثة، والأجزاء الجسميّة، والنماذج التشخيصية، والدم، والمواد الكيميائية والصيدلانية، والأجهزة الطبية، والمواد الإشعاعيّة. وتشير الدراسات العلمية ان الإدارة السيّئة لهذه المخلّفات تؤدي إلى تعريض صحّة عاملي الرعاية الصحية والمرضى والمجتمع ككلّ إلى الإلتهابات والتأثيرات السامة والإصابات، كما وإلى خطر تلويث البيئة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، من الضروري أن يتم فرز جميع مواد المخلفات الطبية عند المصدر ومعالجتها بشكل ملائم والتخلّص منها بحذر، وتجدر الاشارة الى ان هذه الإجراءات بدأت تخضع لتشريع صارم لها في بلدان مجلس التعاون الخليجي.
والجدير بالملاحظة أن المخلفات الحادة معدية جداً حتى ولو يتم إنتاجها بكميات قليلة. وتشكّل الإبر والحقن الملوّثة خطراً كبيراً إذ يمكن أن يتم الاستحواذ عليها في المكبات غير الشرعيّة ويعاد استعمالها بما ينافي شروط السلامة الصحية. وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية الأخيرة، سبّبت إصابات جروح الإبر والحقن الملوّثة:
21 مليون حالة إصابة بفيروس إلتهاب الكبد ب (32 في المئة من نسبة إجمالي الإلتهابات الجديدة).
2 مليون حالة إصابة بفيروس إلتهاب الكبد ج (40 في المئة من نسبة إجمالي الإلتهابات الجديدة).
260,000 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (5 في المئة من نسبة إجمالي الإلتهابات الجديدة).
وتشير الدراسات المتعلّقة بعلم الأوبئة أنّ من يصاب بجرح واحد من إبرة ملوّثة يتعرّض لخطر الإعتداء من فيروسات إلتهاب الكبد "أ" و"ج" وفيروس الإيدز بنسبة 30 في المئة و1.8 في المئة و0.3 في المئة على التوالي. وأظهر مسح قامت به منظمة الصحة العالميّة أجري في 22 دولة نامية أنّ نسبة مرافق العناية الصحية التي لا تعتمد وسائل ملائمة للتخلّص من النفايات تتراوح بين 18 في المئة و64 في المئة.
وتدقّ هذه الأرقام ناقوس الخطر لناحية ضرورة جمع ونقل ومعالجة والتخلّص من النفايات الطبية بشكل ملائم في الأسواق الناشئة وبلدان مجلس التعاون الخليجي. وعلماً بأن جميع دول المجلس موقّعة على إتفاقية بازل الخاصة بالنفايات الخطرة (البحرين، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية وعمان)، ولم تعد ادارة النفايات الطبية ومعالجتها والتخلّص منها مسألة بعيدة المنال بل أضحت عمليّة ضروريّة. وحسب آخر التقدريات، تنتج دول مجلس التعاون الخليحي ما يفوق عن 150 طناً من المخلفات الطبية الخطرة يومياً.
والجدير بالذكر أن أفيردا تعالج أكثر من 600 طنّ من النفايات الطبيّة شهرياً وهي متواجدة في خمس مدن أساسيّة في جنوب أفريقيا وفريق عملها يفوق الـ 2,500 موظّف، فضلاً عن توسّع لعمليات الشركة في الغابون والكونغو والمغرب. وبذلك، فمن الواضح أن إلتزام أفيردا وتأثيرها الإيجابي المزمن لا يقتصر على القارة الأفريقيّة فحسب بل يشمل بلاد الخليج العربي والمغرب أيضاً.
من جهتها، صرّحت مديرة العمليات والمراعاة المحليّة في أفيردا، أفريقيا الجنوبيّة هايدي فورد: "نؤمن بأن أفيردا مثل حيّ لقصص النجاح التي لا تعرف حدوداً جغرافيّة. إننا نعتمد مقاربة شموليّة في نمونا وتوسّعنا وذلك من خلال تعريف فرص العمل الجديدة وتطويرعلاقاتنا مع زبائئنا ومقاربة نماذج العمل بشكل غير تقليدي. كلّ من مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا يشكّل فرصة عمل مشوّقة لما تقدّمه هذه البلدان من إمكانيّات غير مستغلّة على صعيد مواردها البشريّة وثقافتها، ونحن نسعى دوماً إلى مشاركة معرفتنا وخبرتنا في العمل مع هذه البلاد لحثّ نموها والإستثمار في مجتماعتها وأعمالها".