هل ستحظى بلجيكا بفرصة التتويج باللقب؟ هذا هو السؤال الذي طرحته وسائل الإعلام المحلية صباح اليوم الخميس (23 يونيو/ حزيران 2016) غداة تأهل منتخب "الشياطين الحمر" إلى الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس أوروبا لكرة القدم بفوز صعب على السويد 1-صفر وضعهم على طريق ملكي لبلوغ دور الأربعة.
هدف صحيح ملغى لزلاتان ابراهيموفيتش، وهدف محقق أنقذه كيفن دي بروين، وثالث حرر البلجيكيين سجله راديا نايغولان من تسديدة قوية ارتطمت بأحد المدافعين وتحولت داخل المرمى: رجال المدرب مارك فيلموتس كانوا محظوظين الأربعاء في نيس.
وبالنظر إلى فوز جمهورية ايرلندا على إيطاليا، فإن الخسارة (التي لم تكن بعيدة) أمام السويد كانت تعني عودة المنتخب البلجيكي إلى بلاده. خطأ تحكيمي، وتسديدة تغير اتجاهها... البطولة، تتوقف أحيانا على جزئيات صغيرة، مثلما يذكر غالبا... فيلموتس.
وبرر فيلموتس عرض منتخب بلاده قائلا "لقد خلقنا ثماني فرص، والسويد ربما أربعة: انتصارنا نستحقه عن جدارة".
بلجيكا لم تجعل (بعد؟) أنصارها يحلمون باللقب، ولكن يمكنها أن تحلم بذلك. فهدف بلوغ الدور نصف النهائي الذي تحدد قبل انطلاق البطولة، يبدو في المتناول، لان إدين هازار ورفاقه يتواجدون في الجزء الصحيح من الجدول البعيد عن مواجهات الكبار مثل ايطاليا واسبانيا وانكلترا وألمانيا وفرنسا المرجح ان يواجهها في المباراة النهائية في حال نجاحه في بلوغها.
ولا تبدو طريق بلجيكا صعبة في الدورين المقبلين، كونها ستلاقي المجر متصدرة المجموعة السادسة في ثمن النهائي وويلز أو ايرلندا الشمالية في ربع النهائي، ولكن قبل التفكير في ذلك يتعين على البلجيكيين طمأنة أنصارهم وتقديم عروض جيدة.
دي بروين لا يكثرت بالانتقادات- سيكون المنتخب البلجيكي مرشحا فوق العادة في مباراته المقبلة، لكنه سيجد نفسه أمام أسلوب لعب يخشون أكثر، وسيناريو الهجوم - الدفاع أمام منافس يتكتل جيدا داخل منطقته.
سيواجهون المجر بقيادة حارس مرماها كيرالي وسيكونون مضطرين إلى خوض مهمة صعبة أمام منتخب يشكل سدا منيعا داخل منطقته بحسب ما لاحظته صحيفة "لو سوار"، في وقت اظهر لاعبو المنتخب البلجيكي في الدور الأول أنهم يمتعون عندما يحظون بمساحات للعب.
وأشارت إلى أن هازار ودي بروين لم يقدما الأداء الهجومي المنتظر منهما في الدور الأول، بيد أن مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي أكد في تصريح لقناة "ار تي بي اف" انه لا يكثرت بالانتقادات، وقال "لا يهمني ما يقال طالما نحقق الانتصارات".
وأضاف "يمكن للناس أن يقولوا ما يشاؤون. فزنا بآخر مباراتين (ضد جمهورية ايرلندا والسويد). أعتقد أن النتيجتين جيدتين وهذا هو الأكثر أهمية".
وتساءل دي بروين قائلا: "ماذا ستقولون إذا فزنا في المباريات الأربع المقبلة بهذه الطريقة؟ حسنا فعلتم. هذا ما في الأمر".
وفي وقت يخفت فيه بريق الخط الهجومي، أكدت بلجيكا تألقها الكبير على المستوى الدفاعي والذي كان الحلقة الأضعف في المنتخب عقب الانسحابات الكثيرة التي شهدتها صفوفه قبل انطلاقها وأبرزها لقائدها زميل دي بروين في مانشستر سيتي فنسان كومباني.
ضد السويد، ذكر تيبو كورتوا الجميع بأنه احد أفضل حراس المرمى في العالم. وفي قلب الدفاع، أكد توبي الدرفيريلد (توتنهام) أحقيته بجائزة أفضل مدافع في الدوري الانجليزي الممتاز، في حين اظهر مدافع برشلونة الاسباني توماس فيرمايلن انه مدافع من الطراز العالمي عندما يتخلص من الإصابات.
وفي الجهة اليسرى، كان يان فيرتونغن متألقا. وجاءت المفاجأة السارة من الجهة اليمنى مع أول مباراتين ناجحتين جدا لتوماس مونييه، الذي خاض دقائقه الأولى بألوان الشياطين الحمر. عروض متميزة ورائعة، جعلت لاعب كلوب بروج هدفا لفريقي نابولي الايطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي.
تملك بلجيكا الأسلحة اللازمة للذهاب بعيدا في البطولة، ما يتعين عليها فعله هو تحسين الأداء في المراكز الهجومية.