واصل منتخب تشيلي لكرة القدم مسيرته الرائعة في رحلة الدفاع عن لقبه القاري في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) بتغلبه على نظيره الكولومبي 2 / صفر أمس الاربعاء (22 يونيو/ حزيران 2016) (صباح اليوم الخميس بتوقيت جرينتش) في الدور قبل النهائي للبطولة المقامة حاليا بالولايات المتحدة.
وأطاح المنتخب التشيلي بنظيره الكولومبي وتأهل إلى المباراة النهائية التي سيلتقي فيها نظيره الأرجنتيني يوم الأحد المقبل في مواجهة مكررة لنهائي البطولة في نسختها الماضية التي استضافتها تشيلي عام 2015 .
وكان المنتخب التشيلي فاز على نظيره الأرجنتيني بركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي ليكون اللقب الأول لتشيلي في تاريخ البطولة فيما تغلب المنتخب الأرجنتيني 2 / 1 على نظيره التشيلي في بداية مشوار الفريقين بالنسخة الحالية مما يجعل من مباراة الأحد المقبل مواجهة ثأرية لكلا المنتخبين.
وفي المقابل ، يلتقي المنتخب الكولومبي نظيره الأمريكي في لقاء تحديد المركز الثالث بعد غد السبت وهي مواجهة ثأرية أيضا بالنسبة للمنتخب الأمريكي الذي خسر أمام نظيره الكولومبي صفر / 2 في المباراة الافتتاحية للبطولة الحالية التي تستضيفها الولايات المتحدة احتفالا بمرور 100 عام على تأسيس اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية (كونميبول) وبداية انطلاق بطولات كوبا أمريكا في 1916 .
وحسم المنتخب التشيلي المباراة بشكل كبير بعد دقائق قليلة من بداية اللقاء حيث سجل تشارلز أرانجويز وخوسيه فونزاليدا هدفي المباراة في الدقيقتين 7 و11 .
وفشل المنتخب الكولومبي في تعديل النتيجة خلال ما تبقى من الشوط الأول.
وبعد تأخر انطلاق الشوط الثاني لساعتين ونصف الساعة بسبب العاصفة الرعدية التي ضربت شيكاغو والأمطار التي أغرقت ملعب المباراة ، استأنف الفريقان اللقاء بأحداث الشوط الثاني وأبرزها هو طرد كارلوس سانشيز في الدقيقة 57 لنيله الإنذار الثاني في المباراة.
ورغم الفوز في المباراة والتأهل للنهائي ، سيفتقد منتخب تشيلي في المباراة النهائية جهود لاعبه جان بوسيجور في المباراة النهائية للإيقاف بسبب الإنذارات.
والفوز هو الثامن لمنتخب تشيلي مقابل انتصارين لكولومبيا وثلاثة تعادلات في 13 مواجهة بينهما في بطولات كوبا أمريكا.
والمواجهة هي الثانية بين المنتخبين في المربع الذهبي ببطولات كوبا أمريكا حيث انتهت المواجهة السابقة لصالح تشيلي أيضا بنتيجة 2 / 1 في نسخة 1987 .
وأخفق المنتخب الكولومبي للمرة الخامسة في اجتياز المربع الذهبي على مدار تاريخ مشاركاته بالبطولة فيما نجح في اجتياز هذا الدور في نسختي 1975 و2001 فقط .
جاءت بداية المباراة سريعة وحماسية من الفريقين اللذين دخلا في أجواء اللقاء سريعا ليترجم منتخب تشيلي هذه البداية المثيرة السريعة إلى هدف التقدم في الدقيقة السابعة.
وجاء الهدف إثر انطلاقة رائعة من اللاعب فونزاليدا في الناحية اليمنى وتمريرة رائعة بيسراه حاول اللاعب الكولومبي خوان كوادرادو إبعادها قبل رأس أليكسيس سانشيز داخل منطقة الجزاء ولكنه هيأه برأسه إلى أرانجويز المتحفز على بعد خطوات قليلة من المرمى والمنفرد تماما بالحارس ديفيد أوسبينا فقابلها أرانجويز بتسديدة مباشرة إلى داخل المرمى.
ومنح الهدف المنتخب التشيلي دفعة معنوية هائلة فيما وضح التوتر على لاعبي كولومبيا الذي فشلوا في تشكيل أي خطورة.
وانطلق فونزاليدا بالكرة مجددا من الناحية اليمنى حتى وصل على حدود المنطقة ولعب كرة عرضية لكن الدفاع أبعد الكرة قبل أليكسيس المتحفز أمام المرمى مباشرة.
ووجه المنتخب التشيلي صفعة قوية إلى منافسه حيث سجل فونزاليدا الهدف الثاني لحامل اللقب في الدقيقة 11 .
وجاء الهدف هذه المرة إثر تمريرة طولية عالية من منتصف ملعب تشيلي وصلت إلى أليكسيس بالقرب من حدود المنطقة ليتسلم الكرة بمهارة ثم سددها من داخل المنطقة تحت ضغط غير مجد من الدفاع وارتدت الكرة من القائم الأيمن لتجد فونزاليدا الخالي من الرقابة تماما أمام المرمى ليتابعها بتسديدة مباشرة إلى داخل المرمى قبل استعادة أوسبينا لمكانه.
وتبادل الفريقان المحاولات الهجومية في الدقائق التالية ولكن التوتر والارتباك ظل حاضرا في أداء المنتخب الكولومبي لتفتقد هجماته لأي خطورة خاصة مع غياب كارلوس باكا نجم هجوم ميلان المنتخب الكولومبي.
بمرور الربع ساعة الأول من المباراة، بدأت كفة اللعب تميل نسبيا لصالح المنتخب الكولومبي لكن دون خطورة كبيرة على المرمى نظرا للبطء في إعداد الهجمات.
وشهدت الدقيقة 23 أول فرصة خطيرة حقيقية للمنتخب الكولومبي إثر هجمة سريعة منظمة تقدم خلالها روجير مارتينيز بالكرة إلى داخل حدود منطقة وسدد الكرة تحت ضغط من اللاعب التشيلي جاري ميديل ولكن كلاوديو برافو حارس مرمى المنتخب التشيلي تصدى لها ببراعة قبل أن يشتت الدفاع الكرة.
وأجرى منتخب تشيلي تغييرا اضطراريا في الدقيقة 29 بنزول إيريك بولجار بدلا من بابلو هيرنانديز للإصابة.
وسدد خيمس رودريجيز كرة مباغتة في الدقيقة 31 ولكنها مرت خارج القائم الأيسر كما تدخل برافو في الوقت المناسب لتذهب تسديدة سانتياجو أرياس إلى ركنية بعد هجمة سريعة وخطيرة للمنتخب الكولومبي.
ونال الحارس التشيلي برافو إنذارا في الدقيقة 39 لإضاعة الوقت كما نال الكولومبي كارلوس سانشيز إنذارا في الدقيقة 41 للخشونة مع فرانسيسكو سيلفا.
وسقط المهاجم التشيلي إدواردو فارجاس داخل منطقة الجزاء الكولومبية في الدقيقة 43 إثر دفعة قوية من كريستيان زاباتا ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب رافضا مطالبة فارجاس باحتساب ضربة جزاء.
ومع بداية الوقت بدل الضائع للشوط الأول ، لعب خيمس رودريجيز ضربة ركنية أخطأ برافو في تقديرها ولكن الكرة ذهبت خارج منطقة الجزاء ليسددها كارلوس سانشيز بشكل رائع ولكن برافو تألق في التصدي لها.
وتجددت الفرصة لكولومبيا إثر تمريرة عرضية لعبها زاباتا من الناحية اليسرى ولكن برافو التقط الكرة في الوقت المناسب.
وسدد خيمس رودريجيز كرة ضعيفة غير متقنة من خارج حدود منطقة الجزاء لتذهب خارج المرمى التشيلي.
ونال أليكسيس إنذارا في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع لالتحام قوي مع جيسون موريلو لينتهي الشوط الأول بتقدم تشيلي بهدفين نظيفين.
وبعد تأخر انطلاق الشوط الثاني لأكثر من ساعتين ونصف الساعة بسبب عاصفة رعدية ضربت مدينة شيكاغو وأمطار غزيرة أغرقت الملعب ، استأنف الفريقان المباراة وسط بقع عديدة من المياه أغرقت أجزاء كبيرة من الملعب وأعاقت حركة الكرة بشكل طبيعي.
ومع بداية الشوط الثاني ، دفع الأرجنتيني خوسيه بيكرمان المدير الفني لكولومبيا بالمهاجم مارلوس مورينو بدلا من إدوين كاردونا.
ورغم حاجة المنتخب الكولومبي لتعديل النتيجة ، ظل منتخب تشيلي هو الأفضل في بداية هذا الشوط وإن غابت الخطورة على المرميين في ظل الصعوبة التي وجدها اللاعبون في تناقل الكرة.
وتغاضى الحكم عن تدخل عنيف من جونزالو خارا نجم تشيلي مع دانيال توريس لاعب منتخب كولومبيا داخل منطقة جزاء تشيلي في الدقيقة 48 .
ونال التشيلي جان بوسيجور إنذارا في الدقيقة 65 للخشونة مع كوادرادو ليتأكد غياب بوسيجور عن المباراة النهائية للبطولة بسبب الإيقاف.
وتألق أوسبينا في التصدي لضربة رأس رائعة من بولجار إثر هجمة خطيرة لتشيلي في الدقيقة 66 .
ورد المنتخب الكولومبي بهجمة خطيرة في الدقيقة 69 أنهاها البديل مورينو بتسديدة من زاوية صعبة ولكن الكرة ذهبت في الشباك من الخارج.
وأتبعها خيمس رودريجيز بتسديدة قوية بيسراه من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة التالية ولكن برافو تصدى للكرة وأمسكها على مرتين قبل أن يصل مورينو إليها.
ولعب إديسون بوش في صفوف تشيلي في الدقيقة 75 بدلا من فونزاليدا. ونال بوش إنذارا في الدقيقة 78 للخشونة مع مورينو.
ودفع بيكرمان بمهاجمه باكا في الدقيقة 80 بدلا من كوادرادو.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها ، توترت أعصاب لاعبي الفريقين وخاصة المنتخب الكولومبي الذي لجأ لاعبوه للخشونة أحيانا وتسبب هذا في أكثر من إنذار في الدقائق الأخيرة.
وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للقاء ، نزل أحد المشجعين إلى أرضية الملعب وتدخل رجال الأمن سريعا للحاق به وتبعه مشجع آخر قبل إخراجهما من الملعب وانتهاء اللقاء بالفوز الثمين لتشيلي.