العدد 5038 - الأربعاء 22 يونيو 2016م الموافق 17 رمضان 1437هـ

قصة قصيرة... نجمة

قصة قصيرة - فاطمة عادل الأنجاوي 

تحديث: 12 مايو 2017

- أترين تلك النجمة هناك؟

- ما بها؟

- تقول جدتي أنها تبتسم هذه الليلة لمن تختاره من سكان الأرض لتحقق أمانيه.

- ولم؟

- إنها ليلة زفافها.. فهي عروس للقمر.

- أحقاً ذلك؟

- ربما.

كم تمنيت في تلك الليلة أن تبتسمي لي يا سيدة المساء.. لأن تنظري لي بأهدابك الممشوقة بأغنيات السمر... لأنظر تماماً في منتصف عينيك وأقول: خذيني إليك.

آه يا عشتار المساء... دعيني أتمسك بطرحتك الطويلة التي تلامس الأرض... دعيني أشاركك في مراسم القربان لأزفك لذلك المذبح... ياه... رائحة عودك قد لامست رئتي... ووصيفاتك ينقشن الحناء بكفيك... أراك هناك في عرش الصمت متربعة... لابد أنك متوترة... دعيني أسامرك بحديثي قليلاً يا عذراء يوليو... دعيني أجدل شعرك الذهبي... لأخبرك لماذا زهدت الأرض وعشقت السماء.

قد تتساءلين ما بها أرضي الزرقاء المشوبة بالخضرة!... إنها جنة الفضاء القرمزي... لابد أنك رأيت أرضاً أكثر رعباً من أرضي.. وربما تضحكين على تبرُّمي وسخطي... ولكن... إن في الأرض ما لم تستطع أشعتك الصغيرة أن تراه... إن في أرضي ما ستسمعين وسترين فيه عجباً.

قبل أن تظهري بدقائق فقط... أذيع في النشرة الإخبارية أن في إحدى صحارى إفريقيا المجهولة وجدت جثة نافقة بدون رأس أو يد أو حتى رجل... بربك... أتوجد نجمة نافقة في عالمك؟! ليست نافقة فقط... بل ناقصة أيضاً.

حسناً... دعينا من الجثة... جارتنا العجوز... فقدت أباها في حرب الـ 67 ومن ثم زوَّجها في الحرب التي بعدها... وأولادها في الحرب التي بعدها. خلاصة الأمر أنها بقيت وحيدة،  بشعر أبيض، ونصف عقل؟! بالمناسبة، تلقب بـ "فريدة المجنونة".

أتدرين ما المضحك حقاً؟ ذلك الرجل الذي نسي الأطباء المقص في بطنه أثناء العملية. أتعتقدين أنه من المسموح له أن يعبر الجهاز في المطار دون أن يرن جهاز كشف المعادن؟ وماذا سيقول عندها؟: مقص في أمعائي؟؟

قد تخيفك هذه الحكاية؛ لكن عروساً هوت بنفسها من الطابق العشرين؛ بعد أن اكتشفت خيانة من يفترض أنه عشيقها، في ليلة زفافها!!

يا للمسكينة... اختارت طابقاً على عدد سنوات حياتها لتموت منه.. أه ه ه.. عناوين وعناوين... الطائرة الضائعة... الخادمة القاتلة... شظايا القنابل... يتم وأرامل، وخزعبلات لا تنتهي.. لكن لا تخافي مازلنا نعيش والدنيا بخير.

لحظة... إلى أين ترحلين يا حسناء تموز؟... أنا لم أنته فالمساء طويل، ومأساتي أزلية. هل خفت؟ حسناً، سألتزم الصمت. فقط دعيني ثاوية تحت ضوئك في ظلمة الليل.

- يبدو أنني أخطأت..

- ماذا تقصدين؟؟

النجمة. اختفت. أظنها كانت ضوء طائرة عابرة ليس إلا. آسفة.

- هه.. انسيْ الأمر

ملحوظة: يقال بأن النجمة قد جرَّحت معصمها خوفاً من أن تصيبها لعنة أهل الأرض. تقبل التعازي في سماء المشتري!





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • شويه أمل | 11:31 م

      موفقه

    • زائر 17 | 8:30 م

      لا أراها قصة فالقصة يجب أن تحتوي على وضع بداية و سياق تحول و وضع ختام ، أما هنا فلا ندري البداية من النهاية ، فالكتابة استعملت الكلمات للتعبير عن فكرتها وحسب و ليس لسرد قصة. لكنها بالفعل استعملت كلمات قوية و تعابير بلاغية جعلتها تفوز في المسابقة

    • زائر 16 | 12:52 م

      وفق الله المتسابقين

    • زائر 15 | 8:55 ص

      ^الحوار مبني على أن فتاة تتمنى حياة مثل حياة النجمة في ذلك العالم الجميل وليس في عالم البشرية المظلم ولكن نفاجأ بتناقض سردي فمثلا تحتج الفتاة بالتالي لتبين صحة كلامها بأن حياة النجوم أفضل لأنها لاتعاني :(أتوجد نجمة نافقة في عالمك؟! ليست نافقة فقط... بل ناقصة أيضاً.)
      ^ثم في خاتمة القصة أن النجمة ماتت من جرح! ( النجمة قد جرَّحت معصمها تقبل التعازي / كانت ضوء طائرة عابرة)
      الأهم من ذلك أنه لاتوجد أصلا نجمة لأن ما رأته ضوء طائرة! ( أظنها كانت ضوء طائرة عابرة)

    • زائر 14 | 8:33 ص

      اختارت طابقاً على عدد سنوات حياتها لتموت
      المبالغة في الحبكة القصصية أدى إلأى خروج القارئ عن التفاعل

    • زائر 13 | 1:26 م

      استخدمت الكاتب بدرجة مبالغة جدا علاماات الترقيم والدلالة ( ..) و( ... ) مايصل حوالي 37 مرة وهذا أمر مبالغ فيه جدا في قصة حتى أنك ترى ذلك أربع مرات في السطر الواحد !

    • زائر 12 | 12:01 م

      (توظيف الرموز للتعبير عن المأساة) موفقة في اختيار الموضوع

    • زائر 11 | 11:48 ص

      دائماً متميزة في انتقاء الكلمات .. موفقة صديقتي العزيزة ❤❤❤

    • زائر 10 | 9:02 ص

      رائعة جدا
      موفقة ة للامام دوما

    • زائر 9 | 8:41 ص

      دائما الإبداع يتخذ له حليفا لكِ ، رائع جدا ????????

    • زائر 8 | 8:34 ص

      .. القصة جنحت بي إلى عالم الخيال .. وذكرتني بويلات الدنيا والحروب .. رائعة ..

    • زائر 7 | 6:35 ص

      تناولت القاصة سردا حواريا خياليا باستخدام رموز أسطورية تمثل الجنس والحرب لا قصصيا من خلال استرجاع ذكريات لعدة أشهر مختلفة لرؤيتها نجمة مختلفة في كل شهر وبالأحرى هو كوكب الزهرة وليس نجما كم يبدو، فبدأت بحوار بين فتاتين البطلة إحداهما ثم تلى ذلك الحوار الخيالي مع ضوء طيارة اعتقدت أنها نجمة فطغى الحوار على المشهد القصصي وخرج عن أصل السبك الخاص بالقصة القصيرة إلى غيره من مشاهد ثانوية في التلفاز فكان الزمن طويلا جدا مع اختلاط أحداث عدة غي ذات صلىة بالبطل. واستخدام كلمة "ملحوظة" فكك النص كليا

    • زائر 6 | 5:40 ص

      ما شاء الله ابداع كتابي وخيالي يمزج بين القصة القصيرة والخاطرة .. نفخر بكم يا شباب المستقبل ..!
      موفقة والى الامام دائما

    • زائر 5 | 4:35 ص

      قصة اكثر من رائعة. بالتوفيق.

    • زائر 4 | 4:25 ص

      كأنها خاطرة وليست قصة قصيرة .. لكن كلماتهاجميلة

    • زائر 2 | 1:20 ص

      مستوى جميل جدا

      نحن نفخر ان شبابنا بهذا المستوى الجميل من القدرة على كتابة القصة وغيرها

    • زائر 1 | 10:32 م

      ممتاز

    • زائر 3 زائر 1 | 2:09 ص

      كلمات رفيعه وكأنها ترجمة لأبيات شعرغيرعربيه تسرح في الخيال أكثر من الواقع لكنها أستدركت وطعمتها بمواقف حرب ٦٧ وويلاتها ومخلفاتها وأخطاء الأطباء وتدقيقات المطار وتحمل تهكمات من واقع الوطن والمواطن المريروركزت على القارة الأفريقيه دون غيرها

اقرأ ايضاً