ندد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي بإطلاق كوريا الشمالية صاروخين بالستيين معتبراً ذلك «انتهاكاً فاضحاً وغير مقبول» لقرارات المجلس. وقال ديلاتر إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً «على الأرجح» داعياً إلى «رد سريع وحازم».
وعبر عن أمله في أن ينشر المجلس بالإجماع بياناً من الدول الأعضاء الـ 15 يدين إطلاق الصاروخين كما فعل في السابق.
واعتبر أن البرنامج البالستي الكوري الشمالي يشكل «تهديداً خطيراً للسلام والأمن الإقليميين والدوليين».
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان الحق أن اطلاق الصاروخين يشكل «تحدياً بوجه الأسرة الدولية (...) أنه عمل غير مسئول وصفيق» لن يؤدي إلى وضع أفضل لأمن كوريا الشمالية أو بالنسبة لمصير شعبها حسب قوله.
وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أعلنت أن كوريا الشمالية أجرت أمس الأربعاء (22 يونيو/ حزيران 2016) تجربتين لصاروخين متوسطي المدى قطعا مسافات أكبر من تلك التي سجلت في اختبارات سابقة فاشلة.
والصاروخان اللذان أطلقا هما من طراز موسودان على ما يبدو وقادران على تهديد القواعد الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
ولم تتأخر الإدانات الدولية اذ رأت واشنطن وطوكيو أنها انتهاكات واضحة لقرارات الأمم المتحدة بينما وعدت سيئول بالسعي إلى تعزيز العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ. ويمنع مجلس الأمن الدولي كوريا الشمالية من امتلاك أي برنامج نووي أو بالستي.
وأطلق الصاروخ الأول قبيل الساعة السادسة (12,00 ت غ من الثلثاء) وحلق 150 كلم فوق البحر الشرقي الذي يسمى بحر اليابان أيضاً. واطلق الصاروخ الثاني بعد ساعتين من البلدة نفسها على الساحل الشرقي للشمال، حسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قطع مسافة 400 كيلومتر ففي المنطقة نفسها.
وقالت الوزارة في بيان إن «كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان تحليلات إضافية»، بدون أن يعتبر التجربة الثانية ناجحة.
وبعد أربع تجارب فاشلة لإطلاق موسودان، سيشكل نجاح عملية إطلاق هذا النوع من الصواريخ خطوة مهمة إلى الأمام لكوريا الشمالية التي تسعى إلى تطوير قوة نووية ضاربة يمكنها بلوغ القارة الأميركية.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، جون كيربي أن التجربتين الأخيرتين يفترض أن تسرعا جهود الأسرة الدولية لإحباط برنامج التسلح غير الشرعي لكوريا الشمالية. وقال «ننوي التعبير عن قلقنا لدى الأمم المتحدة من أجل تعزيز التصميم الدولي على محاسبة كوريا الشمالية على هذه التحركات الاستفزازية».
واكد رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي أمس أن هذا النوع من التجارب «غير مقبول» كما نقلت قناة «إن إتش كي» التلفزيونية. وقال آبي «سنجري تحليلاً مفصلاً ونعمل جنباً إلى جنب مع المجتمع الدولي. وفي حال كان الأمر متعلقاً فعلاً بصاروخ باليستي، فإنه سيكون بوضوح أمراً غير مقبول».
أما وزارة الخارجية الكورية الجنوبية فقد حذرت بيونغ يانغ من أنها تواجه خطر تعزيز العقوبات المفروضة عليها، ودانت «نفاق وخداع» الاقتراح الكوري الشمالي الأخير بالحوار مع سيئول.
ويمكن لصواريخ موسودان التي يتراوح مداها بين 2500 وأربعة آلاف كيلومتر إصابة أهداف في كوريا الجنوبية واليابان وكذلك في جزيرة غوام.
ولم تجر كوريا الشمالية حتى الآن أي تجربة ناجحة لصاروخ «موسودان» الذي كشفت عنه خلال عرض عسكري العام 2010.
واعتبرت عمليات الإطلاق الفاشلة الثلاث في أبريل/ نيسان انتكاسة قبل المؤتمر التاريخي للحزب الوحيد الحاكم في مطلع مايو/ أيار، والذي كان من المفترض أن يحتفي بإنجازات النظام. وانتهت التجربة الرابعة في أواخر مايو بالفشل أيضاً على ما يبدو.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن مسئول حكومي كبير أن الصاروخ الثاني الذي أطلق الأربعاء هو دليل على «تقدم» واضح في مجال «القدرة والتكنولوجيا».
وصرح ناطق باسم وزارة الدفاع اليابانية أن الصاروخ بلغ ارتفاع ألف متر مما «يدل على بعض الفاعلية».
العدد 5038 - الأربعاء 22 يونيو 2016م الموافق 17 رمضان 1437هـ