مع حلول شهر رمضان 1437هـ، دخلت مآتم مملكة البحرين نشاطها الثقافي المحموم والمتنوع، فيما اختارت أعداد متزايدة منها، جرأة الخوض في مساحات غير تقليدية.
من بين ذلك، ما تابعته «الوسط» من نشاط لـ «الهانيين»، الشيخ هاني البناء وسيدهاني المعلم، نشاط طال موضوعات، من بينها النقد المجتمعي، والثقافة والتربية الجنسية.
ويرى المعلم أن الغرض من فتح موضوع التربية الجنسية يتمثل في جملة ركائز من بينها تنمية الحصانة الذاتية عبر الاعتراف بالحاجة ووضع الحلول لها.
المعلم الذي تعمق قليلاً عبر إحدى خطبه، قال «هناك من يتساءل: كيف ألقن ابني المسائل المتعلقة بالجنس، وهي مسائل يصعب الحديث حولها؟ فنجيب: عليك أن لا تحرق المراحل، فما دام الابن في مرحلة الطفولة وليست لديه أية ميول جنسية ولا اطلاع، وفي حال كانت غريزته نائمة، نقول: فلتتركها نائمة ولا توقظها بأي صورة من الصور».
وأضاف «مع وجود كثير من التحديات والمؤثرات من تلفاز وغيره، فإن ابقاء الغريزة نائمة أمر يصعب السيطرة عليه ولذلك فإن المسألة تحتاج للحكمة في التعامل معها».
وواصل المعلم نصائحه، مشيراً إلى أهمية تقديم الأب إجابات لطفله في مرحلة التمييز، إجابات لا تخل بالأدب ولا تعطيه إجابة خاطئة أو مضللة، حيث يقول «الطفل في هذه المرحلة يسأل بدافع حب الاستطلاع، والخطأ الذي يرتكبه بعض الآباء، يتمثل في قمع السؤال عبر القول إن هذا عيب، أو عبر تقديم الإجابات الخاطئة».
أما الشيخ هاني البناء، فاختار عبر منبر مأتم أهالي الديه، نقداً مباشراً لظواهر وسلوكيات مجتمعية، من بينها حديثه عن سلبية تعدد المآتم وكثرتها في محيط جغرافي محدد، إلى جانب التسميات التي تدور في فلك الوجاهة العائلية، معتبراً ذلك علامة من علامات «الفوضى وتبديد للطاقات بلا فائدة».
علاوة على ذلك، وتحت عنوان «نظم الأمور»، انتقد البناء ما أسماه «حالة اللا نظام التي اعتاد عليها المجتمع»، مستشهداً على ذلك بعدة أمثلة من بينها الإخلال بالنظام المروري وقوانين النظام العام.
وبجانب ذلك، كان لعدد من المآتم نشاطاتها المتنوعة، عبر المسابقات الثقافية والمحاضرات الصحية، وعبر دروس القرآن الكريم بأساليب مختلفة، كما هو الحال مع حسينية الباقر (ع) في قرية بوري، والتي تحتضن على مدى أيام شهر رمضان، برنامج المحفل القرآني بالتعاون مع جمعية الذكر الحكيم ومشروع العمل الإسلامي.
عن ذلك، يتحدث رئيس اللجنة الإعلامية بالمأتم، فؤاد علي حسين ليقول «البرنامج الذي يستقطب الفئات العمرية كافة، عبارة عن تلاوة جماعية للقرآن بمتابعة أحد القراء من جمعية الذكر الحكيم وكذلك من القراء بالقرية، أما الهدف، فإلى جانب الأجر والثواب، فإننا نسعى لتوفير بيئة خاصة لقراءة القرآن الكريم، والتعرف على الطريقة الصحيحة لتلاوته من خلال المتابعة، إلى جانب الاهتمام بالحركات والسكنات عند قراءة القرآن».
في القرية ذاتها وفي إطار التنوع ذاته، كان الحديث مع ممثل مجلس إدارة مأتم الطويلة أحمد سلمان، عن مسابقة العلامة الشيخ أحمد العصفور القرآنية والتي تأتي هذا العام في نسختها التاسعة.
يقول سلمان «وجدنا القرآن الكريم هو الوسيلة التي نستطيع أن نبحر بها لمواجهة تيار شديد يعصف بالأمة الإسلامية بل بالإنسانية، وجاءت المسابقة التي تحمل اسم العلامة الشيخ أحمد العصفور، تعبيراً عن الوسطية والاعتدال»، منوهاً بالأدوار التي تمارسها المآتم في البحرين بكل شفافية، في سبيل تنوير المجتمع ودعم الحركة الوطنية، وخلق بيئة طيبة تنتج السلام والوئام والمحبة الى جميع المواطنين والمقيمين في هذا البلد العزيز.
العدد 5037 - الثلثاء 21 يونيو 2016م الموافق 16 رمضان 1437هـ