العدد 5037 - الثلثاء 21 يونيو 2016م الموافق 16 رمضان 1437هـ

6 قتلى في انفجار سيارة مفخخة استهدف الجيش الأردني

الأردن يعلن المناطق الحدودية مع سورية مناطق عسكرية مغلقة

والد أحد الجنود الذين قتلوا في الهجوم يبكي أثناء جنازة ابنه - reuters
والد أحد الجنود الذين قتلوا في الهجوم يبكي أثناء جنازة ابنه - reuters

أوقع هجوم بسيارة مفخخة استهدف فجر أمس الثلثاء (21 يونيو/ حزيران 2016) موقعاً عسكرياً أردنياً يقدم خدمات للاجئين السوريين على الحدود مع سورية ستة قتلى و14 جريحاً، فيما أكد عاهل الأردن أن بلاده ستضرب «بيد من حديد» كل من يمس بأمنها.

ويفاقم الهجوم قلق عمّان التي تعبر بانتظام عن مخاوفها من تسلل متطرفين من سورية المجاورة إلى المملكة التي تشارك في تحالف دولي تقوده واشنطن منذ 2014 ضد تنظيم «داعش».

وقال مسئول في الجيش الأردني إن الهجوم الذي استهدف موقعاً عسكرياً في منطقة الركبان أقصى شمال شرق المملكة على الحدود السورية أدى إلى «استشهاد أربعة أفراد من قوات حرس الحدود، وعنصر الدفاع المدني، وعنصر من الأمن العام التحقوا بكوكبة الشهداء (...) وإصابة 14 فرداً من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، منهم تسعة أفراد من مرتبات الأمن العام».

وأوضح في بيان أن «العمل الإرهابي الجبان استهدف موقعاً عسكرياً متقدماً لخدمات اللاجئين تشغله القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية قرب ساتر ترابي مقابل لمخيم اللاجئين السوريين في منطقة الركبان».

وعقب الهجوم، أكد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني وهو القائد الأعلى للجيش خلال زيارته لمقر القيادة العامة للقوات المسلحة أن «الأردن سيضرب بيد من حديد كل من يعتدي أو يحاول المساس بأمنه وحدوده».

وأضاف خلال اجتماعه مع مسئولين مدنيين وعسكريين وأمنيين «لن تزيدنا مثل هذه الأعمال الإرهابية البشعة إلا إصراراً على الاستمرار في التصدي للإرهاب ومحاربة عصاباته، والتي طالت يدها الغادرة والآثمة من يسهرون على أمن الوطن وحدوده».

وأكد الملك أن «الأردن سيواصل دوره في التصدي لعصابات الإجرام، ومحاربة أفكارها الظلامية الهدامة والدفاع عن صورة الإسلام ومبادئه السمحة».

وقرر مستشار الملك للشئون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق أول الركن مشعل الزبن «اعتبار المناطق الحدودية الشمالية (مع سورية) والشمالية الشرقية (مع العراق) مناطق عسكرية مغلقة».

وأضاف أنه «سيتم التعامل مع أي تحركات للآليات والأفراد ضمن المناطق المذكورة أعلاه، ودون تنسيق مسبق، باعتبارها أهدافاً معادية وبكل حزم وقوة ودون تهاون».

من جانبه، أكد وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني لـ «فرانس برس» أن «أي حالات لجوء إنسانية سيتم التعامل معها بحكم الواقع والتقدير الميداني للقوات المسلحة لكن حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية مع سورية والعراق حدود عسكرية مغلقة».

وأضاف المومني «منذ أشهر طويلة نتحدث عن ازدياد أعداد اللاجئين على حدودنا وأن هناك عناصر إرهابية بين هذه المجموعة وقلنا إن من الضروري أن يكون هناك تعامل أممي حازم مع هذا الأمر».

وتابع «بناءً على ذلك وعلى ما حدث اليوم (أمس) سنتخذ عدداً من الإجراءات السيادية منها اعتبار الحدود منطقة عسكرية مغلقة ومنها أيضاً اعتبار أنه لن يكون هناك إضافة لمزيد من المخيمات ولا توسعة للمخيمات الموجودة».

وحول تفاصيل الهجوم، أوضح مصدر مسئول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن السيارة المفخخة «انطلقت من مخيم اللاجئين السوريين الموجود خلف الساتر في منطقة الركبان».

وأضاف أنها «عبرت خلال فتحة موجودة في الساتر الترابي تستخدم لتقديم مساعدات إنسانية للاجئين، وبسرعة عالية متفادية إطلاق النار عليها من قوات رد الفعل السريع لحين وصولها إلى الموقع العسكري المتقدم، وتفجيرها من قبل سائقها».

وتوالت الإدانات للهجوم، وكتب وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة في تغريدة بالإنجليزية على «تويتر»، «الإرهابيون يضربون مرة أخرى وهذه المرة ضد حرس حدودنا. وهناك عدد من أبطالنا سقطوا بين قتيل وجريح».

وأكد جودة «سوف يهزم هذا الشر».

من جهتها، دانت سفارة واشنطن في عمّان «العمل الارهابي الجبان» وأعربت عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الأردن.

وقالت في بيان «سنواصل دعمنا الثابت للقوات المسلحة الأردنية، ونفخر بأن نكون شركاء مع الرجال والنساء الشجعان لضمان أمن البلد بأكمله».

كما دانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن «العمل الإجرامي الجبان»، مؤكدة وقوفها «خلف جيشنا العربي وقواته المسلحة في خندق الدفاع عن الوطن (الذي) لا نبخل عليه بدمائنا وأرواحنا».

و يأتي الانفجار بعد أسبوعين على هجوم استهدف مكتب تابع لدائرة المخابرات الأردنية شمال عمّان أوقع خمسة قتلى من رجال المخابرات.

وألقي القبض على المشتبه به في ذلك الهجوم.

وقال المومني لـ «فرانس برس» إن «التنظيمات الإرهابية تحاول دوماً النيل من الأردن ومن استقرار الأردن وتحاول أن تجد أي وسيلة لتنفيذ أعمال إرهابية».

وأضاف «نحن لهم بالمرصاد سواء على الحدود التي يحميها جنودنا البواسل أو في أي محاولة أخرى يستخدموها للنيل من أمنا واستقرارنا».

ويشارك الأردن منذ نحو عامين في التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم «داعش» المتطرف في سورية والعراق.

وبحسب الأمم المتحدة، هناك نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجلون في الأردن بينما تقول السلطات إن المملكة تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سورية.

ويعيش 80 في المئة من اللاجئين السوريين في الأردن خارج المخيمات، فيما يأوي أكبرها، مخيم الزعتري في المفرق على بعد 85 كلم شمال شرق عمّان نحو 80 ألف لاجئ.

أردنيون يشيعون أحد قتلى الهجوم على موقع عسكري على الحدود بالقرب من مخيم للاجئين السوريين  - reuters
أردنيون يشيعون أحد قتلى الهجوم على موقع عسكري على الحدود بالقرب من مخيم للاجئين السوريين - reuters

العدد 5037 - الثلثاء 21 يونيو 2016م الموافق 16 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً