العدد 5037 - الثلثاء 21 يونيو 2016م الموافق 16 رمضان 1437هـ

الحرفيون يطالبون بسوق خاص يحمي ما تبقى من تراث البحرين من خطر الاندثار

عيونهم على باب البحرين... والمناشدات لـ «هيئة الثقافة» ووزارة الصناعة

مجموعة من الحرفيين يكرمون رئيس تحرير «الوسط»
مجموعة من الحرفيين يكرمون رئيس تحرير «الوسط»

طالب عدد من الحرفيين، بإنشاء سوق خاص يحمي ما تبقى من حرف، من خطر الاندثار.

وخلال اللقاء الذي احتضنته «الوسط»، وضم 6 من الحرفيين، كانت المناشدات تتجه ناحية الجهات المختصة، تتصدرها هيئة البحرين للثقافة والآثار ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة، وذلك من أجل إنشاء السوق في منطقة باب البحرين، واجهة البحرين ووجهها السياحي.

ووفقاً لحديث الحرفيين، فإن إنشاء السوق، سيمثل أفضل خدمة لحفظ تراث مملكة البحرين، وللترويج السياحي للبلد، بما يسهم في تدعيم الاقتصاد واستعادة حرف اندثرت من بينها «التناك»، «السف»، «صناعة البشوت»، إلى جانب الحفاظ على تلك التي يتهددها الزوال، وأكدوا في الوقت ذاته أن البحرين تحتضن اليوم أكثر من 500 حرفي، الغالبية منهم خارج دائرة الضوء والاهتمام.

يبدأ الحرفي سيدمرتضى الساكن (خطاط)، الحديث ليؤكد على الحاجة لمقترح السوق، وقال «لدينا أسواق متخصصة في مجالات عدة، لكن الحرفيين لا ناقة لهم ولا جمل في ذلك، ومن هنا فإنني أشدد على أهمية وجود سوق للحرفيين في منطقة باب البحرين، ليشكل فرصة لإعادة إزدهار الحرف المرتبطة بتاريخ يمتد لآلاف السنوات».

فيما تقول الحرفية نورية العالي (فنانة تشكيلية/ مختصة في تراث الأعراس)، إن التهميش سمة عامة لحال الحرفيين في البحرين، وأضافت «لا وجود لاهتمام رسمي بهذه الفئة التي هي عنوان للإبداع، وأن لا تعتني بالمبدع فأنت تقضي عليه»، موضحة أن العناية هنا مادية ومعنوية.

وتابعت «نحن من يبادر للحصول على فرصة المشاركة في المعارض، في الوقت الذي يتوجب على الجهات المعنية القيام بذلك»، معتبرة أن المستوى المالي المتدني للبحرينيين، سبب آخر لعزوفهم عن اقتناء القطع التي ينتجها الحرفيون، ما أدى لتوقف عدد منهم عن أعمالهم.

واستشهدت العالي على ذلك بنساء سترة، وقالت بنبرة لم تخلو من ألم «لدينا في سترة تراث عظيم، من بين ذلك ما يتعلق بحرفة (السف)، لكنه يندثر تباعاً في ظل شكوى أصحابه من ضعف المردود المالي، وهو ما يعيدنا للحديث عن أهمية الدعم الرسمي المباشر وغير المباشر».

أما الحرفي الحاج عبدالحسين نجم (حياكة النسيج)، فقد تطرق وهو الذي يملك تجربة قوامها 3 عقود مع حرفة النسيج في قرية بني جمرة، إلى حاجة الشعب البحريني للمزيد من الوعي بقيمة التراث.

وقال «للأسف فإننا كشعب تنقصنا ثقافة الوعي بالتراث، ويكفي أن نشير هنا إلى الضياع الذي لحق بالكثير من القطع الأثرية، من أحجار الغوص إلى الدلال، إلى القدور، إلى السفر القديمة، بعد أن باع الأحفاد مقتنيات الأجداد».

عطفاً على ذلك، دعا نجم للمزيد من الدعم الإعلامي للحرفيين، بما في ذلك إتاحة المجال لهم عبر فواصل إعلانية تقدم في تلفزيون البحرين، لنشر ما لديهم من إبداع، وبما يعزز من حضورهم على المستوى الخليجي.

بدوره، أثنى الحرفي محمود أحمد صخونة (مختص في الأختام الدلمونية والفخاريات)، على مشروع مجمع العاصمة التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، مبيناً أن المجمع شكل بيئة لاحتضان عدد من الحرفيين، واستدرك «لكننا حين نتحدث عن الغالبية فسنجدهم خارج نطاق ذلك، وخارج نطاق الضوء والاهتمام».

وتعليقاً على فكرة إنشاء سوق خاص بالحرفيين، قال «المكان استراتيجي لإنقاذ الحرف، بما يشكل دافعاً لعرض المنتجات وتسويقها، تحديداً على السياح الأجانب»

من ناحيته، تحدث الحرفي عادل جاسم السهلاوي (مختص في الجلد الطبيعي/ السروج العربية)، عن مخاطر تتهدد عمل الحرفيين، من بين ذلك المنتجات المقلدة والتي تستورد من الخارج، كالصين وغيرها، غير أنه رأى أن الجيد في الأمر، أن السائح يرغب في اقتناء تراث البلد وإنتاجه المحلي، وهو في ذلك، يحرص على مشاهدة الحرفي لحظة اشتغاله على حرفته.

في السياق ذاته، استذكر الساكن، حالة الإعجاب المسيطرة على السياح الأجانب وهم يشاهدون خط أسمائهم باللغة العربية، وهو الأمر الذي كان سبباً لهم لتكرار الزيارة وتكرار الاقتناء، بما يؤكد قدرة الحرف القديمة على أن تكون وجهاً مشرفاً ومشرقاً للبحرين.

واختتم الحرفي عبدالرضا هلال (صناعة السلال)، الحديث بالتأكيد على أهمية فكرة إنشاء السوق، وقال «في ظل حاجة الحرفيين للتسويق، فإن فكرة السوق، إيجابية بلا شك، لكنني أشدد على الحاجة لأن يكون السوق محلاً لاشتغالنا فيه، لا أن يقتصر على العرض».

ودق هلال ناقوس خطر، يتعلق بمخاطر محدقة بحرفة صناعة السلال التي تتركز في قرية كرباباد، محذراً من تقلص عدد الحرفيين فيها، بما لا يتجاوز إثنين فقط، رغم قدرتها على الانتشار واجتذاب الزبائن والسياح.

العدد 5037 - الثلثاء 21 يونيو 2016م الموافق 16 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً