العدد 5036 - الإثنين 20 يونيو 2016م الموافق 15 رمضان 1437هـ

فريجي: لا نسعى وراء توقيع نداءات السلام... وعملنا وراء الأبواب المغلقة

ممثلو الأديان يرفضون اللجوء للعنف ويدعون لاستثمار الصيام في التعايش مع الآخر

ممثلو الأديان في البحرين وقعوا بياناً تعزيزاً لـ «الصوم من أجل السلام» - تصوير : محمد المخرق
ممثلو الأديان في البحرين وقعوا بياناً تعزيزاً لـ «الصوم من أجل السلام» - تصوير : محمد المخرق

أكد مدير المعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نجيب فريجي، أنهم لا يسعون في المعهد للحصول على تواقيع لنداءات السلام التي يطلقونها، ومواثيق نبذ العنف والكراهية، مشيراً إلى أن عملهم في المعهد «غير علني ووراء الأبواب المغلقة»، إلا أن نتائجه ملموسة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المعهد يوم أمس الإثنين (20 يونيو/ حزيران 2016)، في مقره ببيت المرفأ، بحضور ممثلي الديانات المختلفة في البحرين، والذي تم من خلاله إطلاق بيان «الصوم من أجل السلام»، تأكيداً على رفض العنف بجميع أشكاله، والدعوة إلى استثمار الصوم في التعايش مع الآخرين.

وقال فريجي خلال المؤتمر الذي استمر لنحو ساعتين، إن كل المسئولين والقادة الروحيين والدينيين الذين سيعودون إلى كنائسهم ومساجدهم، وسيبشرون بالسلام والإنسانية.

ونبّه إلى أن توقيع النداءات ليس الهدف الرئيسي للمعهد، بل إنه يقوم بعدد من المشاريع الهادفة لتعزيز السلام والأمن في جميع المجتمعات، ويشهد ذلك يومياً، بيد أن الإعلام لا يبرز إلى آليات الحرب.

ورأى أن وجود المعهد في البحرين «ليس صدفة»، بل إنه فرع للمعهد الرئيسي في نيويورك، وآخر في النمسا، ويرأسه شرفياً الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وأعضاؤه من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، مشيراً إلى أن من أبرز مشاريعهم حوار الأديان.

وأردف قائلاً «نهدف في المعهد إلى بناء ثقافة السلام، واخترنا البحرين؛ لأنها وفرت كل الظروف الملائمة لوجود مثل هذه الهياكل والفعاليات، والبحرين قبلت باحتضان المعهد الذي له 3 مكاتب؛ الرئيسي في نيويورك، والثاني في النمسا، والثالث في البحرين».

وأضاف «نحن نسعى من خلال الفعاليات إلى جعل هذا المقر ومن خلال المنامة، وجهة لمحبي السلام، وأن تكون البحرين مصدراً لرسالة السلام لكل العالم، ليس من خلال الورق والتصريحات، بل من خلال العمل المتعمق والتحليل، ودعوة الشخصيات الدولية، وأيضاً الأطفال الذي يكرسون مواهبهم لخدمة السلام».

ووجه نداءه لقادة الدول مستشهداً بالآية الكريمة «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».

هذا، وتحدث ممثلو الأديان المختلفة في البحرين عن أهمية الصيام في تهذيب النفس. وقال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية، القس هاني عزيز: إن «الصيام ليس امتناع عن الأكل والشرب، ولكنه أن تقسم رزقك ولقمة عيشك مع الفقير، وأن تكسر العبودية وتنشر مبادئ العدل، وتتقرب بروحك ونفسك لله سبحانه وتعالى، ويعطيك سلاماً داخلياً يملأ قلبك وفكرك وروحك، وتستطيع من خلاله أن تعيش في سلام مع الآخرين. الصيام يعطي السلام الداخلي، ومنه نعيش بسلام مع الآخرين».

وشدد على ضرورة أن يكون هناك اهتمام بقضية السلام، فالأشخاص الذين لا يحبون السلام يحاربون من أجل ذلك، ويموتون من أجله، ولذلك يجب أن نعيش بسلام، وأن نعرف بأن السلام له ثمن.

وذكر أنهم بوصفهم قساوسة في البحرين، لا يوجد لديهم قادة أكبر منهم يستأذنونهم للذهاب للفعاليات.

من جانبه، رأى الشيخ صلاح الجودر أن الصوم «تهذيب النفس والشعور بالمسئولية، فحينما يصوم الفرد في ديانة ما، فإنه ينزل من المراتب العليا إلى مراتب الفقر، ويشعر بحاجة الفقير، وهو ما يجسد تواصل العنصر البشري، فيشعر الشخص بالإنسان المحتاج».

وقال: «نحتاج إلى أن نمهد الأرضية للسلام، وخصوصاً في ظل الحروب والصراعات، والخطوة الأولى تتمثل في اجتماع ممثلي الديانات المختلفة، وبعد ذلك يرى الناس هذه اللقاءات، وتشيع ثقافة التعددية وقبول الآخر».

وأشار إلى أنهم بدأوا منذ العام (2007)، بالعمل على مشاريع لتقارب الأديان، ولا يعني عدم وجود وجوه جديدة تعمل على هذا الأمر هو غياب محبي السلام، بل إن الانشغالات الكثيرة قد تحول دون عقد اللقاءات الدينية التي تشهد تقارباً بين ممثلي مختلف الديانات.

وأفاد بأن بناء العلاقات بين الأفراد، هو المقدمة لتقارب الأديان، منوهاً إلى أن نشر السلام لا تقع مسئوليته على رجال الدين فقط.

وفي البيان الذي أجمع عليه ممثلو الأديان، قالوا: «نحن ممثلي الأديان، نعرب عن تقديرنا للحريات الدينية في مملكة البحرين، ونجتمع بمناسبة منتصف شهر رمضان المبارك، ونثمن القيم الراسخة للسلام في طقوس وممارسات الصيام في كل الأديان والمعتقدات».

وعبّروا عن رفضهم الشديد «جميع أعمال العنف التي ترتكب باسم الدين، فإننا نتفق على احترام جميع الأديان للصوم وغيره، من شعائر الامتناع عن الإثم، والتي تهدف مع جملة من القيم الأخرى، إلى تعزيز مبادئ السلام والتضامن والاحترام المتبادل، ونثمن كل الجهود الرامية إلى القضاء سلمياً على جميع أشكال التحريض على الكراهية والتمييز وانتهاك حرية العقيدة».

وأضافوا «إذ نلتقي بدافع من قناعتنا المشتركة في مواصلة السعي نحو السلام، فإننا نناشد أتباع جميع الأديان للتأمل في مرامي السلام من خلال الصوم في جميع الكتب المنزلة والممارسات الدينية ذات العلاقة».

وأكدوا أنه «تماشياً مع برنامج حوار الأديان بالمعهد الدولي للسلام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإننا نلتزم بتكريس كل جهودنا في شهر رمضان المبارك، والشعائر المماثلة في الأديان الأخرى، لتعزيز وصايا السلام في صيامنا وكذلك في حياتنا اليومية».

ودعوا «جميع المؤمنين إلى الوقوف معاً وللإعراب علناً عن الرفض القاطع، والتحرك ضد التطرف العنيف وجميع أشكال الطائفية والعداء والإقصاء والتمييز».

وقالوا أيضاً: «نحن نحث جميع المنابر الدينية لمواصلة الالتزام بخدمة جميع قضايا السلام من خلال تطوير قيم التعليم والمساواة بين الجنسين والحوار بين الأديان. وإننا نجدد تمسكنا بالمفاهيم الكونية للصيام، بما في ذلك السعي للقضاء على الفقر والجوع والظلم»، مؤكدين على «أهمية الدعوة المبنية على القيم والوعظ في صالح الصيام، والتي يترتب عليها التوقف عن كل أنواع العنف والعدوان والتمييز».

وطالبوا جميع المؤسسات التعليمية والروحية والثقافية لتعزيز وصايا الصيام من أجل السلام على النحو المنصوص عليه في جميع المعتقدات والأديان، والمزيد من التفكير في المنصوص الديني لإبراز القيم المشتركة للسلام في الصوم وفي الوصايا الأخرى الواردة في جميع الأديان»، مطالبين «جميع الأطراف والكيانات المتحاربة للتوقف فوراً عن اللجوء إلى العنف لحل الخلافات، فليس هناك قضية تستحق سفك قطرة دم واحدة من الدماء».

العدد 5036 - الإثنين 20 يونيو 2016م الموافق 15 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً