نشر موقع "الجزيرة نت" اليوم الاثنين (20 يونيو/ حزيران 2016) تقريراً عن الدراما الرمضانية، تقدمه عنوان "تخمة في الكم ومحتوى قليل الدسم"، فقد أحصت بعض الصحف والمواقع إنتاج الدراما العربية ما لا يقل عن ثمانين مسلسلا لشهررمضان 2016، ثلاثون منها إنتاج مصري.
في التقرير الأول من برامج "المرصد" رُصدت سيطرة الدراما الاجتماعية في مواضيع معظمها معاد وباهت مع سيطرة للخطاب السياسي الذي يكون أحيانا ذكيا وغالبا مباشرا وفجًّا.
واستعرض التقرير جملة من المواضيع التي اهتمت بها الأعمال الرمضانية، ولاحظ أن ثمة حضورا قويا للعنف وجرائم القتل، ومن جانب آخر اجترار نجاحات الماضي كمسلسل "ليالي الحلمية"، وحضورا للأجواء الشامية مع إسقاطات أكثر وضوحا على الأحداث التي تعصف بالمنطقة.
وإذ تجاهلت الدراما المصرية والسورية الأزمات الناتجة عن الحروب والصراعات، فإن هذا العام شهد جرأة خليجية بعرض واقع اجتماعي يحظر تناوله عادة.
مسلسل "ساق البامبو" وجد طريقه للبث رغم أن العديد من المحطات رفضت عرضه، إذ طرح أزمة شاب ولد لأب خليجي ومعاونة منزلية آسيوية، وما يتعرض له من تمييز وصراع حول الهوية.
أما الكاميرا الخفية فقد حافظت هذه المرة على المواقف العنيفة والصادمة التي تستدعي الدهشة والأسف أكثر مما يفترض أن تشيعه من مرح وفكاهة.
حملة الانتقاد لهذه المسلسلات تقودها بالخصوص مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لما سماها البعض بالمتاجرة بالشهر الكريم عبر برامج إثارة، كما أثارت السخط أجور الممثلين العالية التي كانت حصتها في مصر 70 في المئة من ثلاثة مليارات جنيه ميزانية المسلسلات.
في التقرير الثاني ناقشت الحلقة البرامج الموجهة للأطفال، حيث شهد العالم العربي خلال العقود القليلة الماضية مبادرات مختلفة لبعث قنوات متخصصة في برامج الأطفال، إلا أنها بقيت غير قادرة على منافسة الإنتاج الأجنبي.
وتحتل برامج الأطفال مساحة كبيرة من وقتهم، ويتماهون مع شخصياتها وأبطالها ويحاولون تقليدها. وفي سن الطفولة لا يستطيع الطفل التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مجرد تمثيل، لكنه يمتلك ذاكرة قوية تدفعه لاختبار بعض ما شاهده.
ويوضح استشاري الطب النفسي مأمون مبيض أن الطفل ينظر إلى الشخص الممارس للعنف في المسلسل دون أن يحاسب أو يعاقب، بل إنه قد ينتصر مما يشكل دافعا للاقتداء به وحل خلافه مع زميله بطريقة عنيفة.