ما الفرق بين القيود والحريَّات؟! هل هناك فرق شاسع بينهما؟! نعم هناك فرق بينهما، فرق السماء عن الأرض، فرق بين المشرق والمغرب، وما أصعب القيود التي يتم وضعها على الكلمة، خاصة التي تنبع من القلب، وتكون مخلصة سواء في النصيحة أو في النقد البنّاء.
بعض النّاس لديه الحريَّة المطلقة في سب وشتم فئات من المجتمع، كما لديه الحريَّة في اتّهام البعض والتشهير بأسمائهم من دون حياء ولا خجل ولا أخلاق، وعندما يريد البعض الآخر الدفاع أو التحليل حول نفس الأسماء لا يستطيع، لأنّ عليه قيود وسلاسل وجبال لا يستطيع مناطحتها.
قد يكون من عليه قيود أكثر وطنية وانتماء ومواطنة، ويخاف على وطنه أكثر من أولئك النافخون في الكير، ولكن للأسف الموازين تنقلب، فيصبح المنافق هو الوطني، ويصبح الوطني في آخر القائمة، ولا يُسمع له ولا يؤخذ بنصيحته، مع أنّ نصيحته قد تكون هي المخرج لأي أزمة في الوطن.
قيود كبيرة وثقيلة على الكاهل وعلى النّفس، فهي لا تدع البعض يكتب بأريحية ووفقاً لما يمليه ضميره للنّصيحة، بل هي وفقاً لأهواء المجتمع حتّى لا يتعرّض للمساءلة أو التجريح، وعليه فإنّه يكتب عن قشور لا تفيد هذا المجتمع الذي يحبّه ويخلص له.
كلمة الحق لا يستحملها كثير من الناس، ولا يريدها أصلاً، ولكن كلمة الحق هي التي تُنقذ الشعوب من براثن الطفيليين والمتمصلحين والمنافقين والمؤجّجين والدجّالين، مصّاصي خيرات الشعوب، وما أكثرهم!
في بعض الأحيان وبسبب القيود يجاري البعض الوضع المعيشي، والبعض الآخر يعتكف عن الكلمة، وبعضهم يصارع وقد يلاقي الأمرّين بسبب هذه الكلمة، التي قد تصل وقد لا تصل بالصورة الصحيحة، ولكن هل يعني ذلك أن نتوقّف عن قول الحق وعن الاخلاص في النصيحة، أم نواصل ما بدأناه في قول الكلمة الصادقة والدفاع عنها؟!
لا والله الذي تخشاه الأنفس، لا تتوقّف الكلمة الصادقة، فهي تصل إلى الجميع، وتدخل قلوب الجميع قبل عقولهم، حتّى وإن كانوا يعارضونها، فالمعارضة في حب وصدق ليست معارضة، بل هي قمّة الوطنية.
ومهما ثقلت القيود على الكلمة الصادقة، ومهما صارعها وناطحها أصحاب النفاق والتمصلح لإسكاتها، لن يستطيعوا، لأنّ الكلمة الصادقة هي التي تنتصر في النهاية، لأنّها تعرض الحقائق وإن كانت مرّة، ولا تعرض الأكاذيب والزيف وإن كانت جميلة وبرّاقة!
استفدنا من التاريخ بأنّ القيود ليست سرمدية، وخصوصاً قيود الكلمة الصادقة المخلصة، فهي تبقى خالدة فمن يضحك اليوم ويصفّق ويطبّل للكلمة المزيّفة الكاذبة، ستقيّده وتلفظه الشعوب في يوم من الأيام، والأيام شواهد.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5035 - الأحد 19 يونيو 2016م الموافق 14 رمضان 1437هـ
باختصار شديد للأخت الفاضله الكاتبه مريم الشروقي مع التحيه :
كلامك في الصميم و قد اصبت عين الحقيقه و لكن لا بصيرة لمن تأخذه العزة بالاثم و القرار بيده فهو كمن غلّف الله قلبه و سمعه و لسانه و الّا فأصحاب المصالح ... المتغلفين بالدين لا يخفون على حتى العميان و المجانين.
شكرا عزيزتى مريم \\ فى بعض الصحفيين الماجورين استغل الوضع وبدا يكتب لصالح مصلحته وراى انه هادى الوضع يحل مشاكله الدنيويه على حسابه المواطن المجرووح الغريب فى بلده والشره مو عليه الشره على السدج الي اصدقونه ومقالته كلها سب وطائفيه وهو يعرف الي يكتبه لاجل مصلحته ونسى ان الله يسجل عليه افعاله وراح يحاسبه قاتل الله الجهل
ساتكلم بكل صراحة عن ذلك المدعو الذي يدعي الإسلام والذي يقف على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ويشتم مكونا رئيسيا في الوطن وينعتهم بصفات سيعاقبه الله عليها اجلا أم عاجلا ولكن لا محاسبة عليه من المسؤولين ولكن لو كان العكس وهذا مستحيل ولن يحدث أبدا ساعتها ما هو رد الفعل من المسؤلين وشكرا لك أستاذة مريم
أحسنتي أختي العزيزة مريم, دائما أتابع مقالاتك الجميلة الرائعة وفي أغلب الأحيان تعجبني هذه المقالات الكثيرة! فأصدق الكلمات هي التي يخاف الإنسان أن يقولها بسبب القيود وتعرض مصالحه وكرامته وأمواله وعرضه للخطر بسبب قوله لهذة الكلمات الصادقة الحقيقية! ولذلك بعض الأديان سمحت لمتبعيها بإستخدام التقية كمناورة مع العدو حتى يتم علاج أمره والتخلص من خطره بالوسائل المتاحه!
لا أقول سوى أن المقيدين من الحرية جميعهم باتو خلف القضبان الحديدية الظالمة أما أصحاب التلميع والتطبيل يسرحون ويمرحون لكن سيأتي اليوم الذي تتحرر الكلمات وتتحرر الشعوب بإرادتها واصرارها على تغير كل ما هو خاطئ
في وطني نسمع عن الحرية كثيرا وكل يوم وفي جميع وسائل الاعلام حرية الرأي والتعبير وو لكن عندما تنتقد اي جهة أو مسؤول سوف يكون مصيرك السجن فنحن أصبحنا مقيدين من كل جهة والطباله والمنافقين هم أصحاب الولاء للوطن
اي والله
ناس تسب وتشتم وتخون وسلاما آمنون وناس يأولون الي يقولون يفصفصونه حرف حرف علشان ياخذون عليهم مأخذ وينكلون بهم عايشين هذا الواقع بكل تفاصيله