العدد 5035 - الأحد 19 يونيو 2016م الموافق 14 رمضان 1437هـ

السفير الليبي في المنامة: عدم اكتمال نصاب البرلمان المعضلة السياسية التي تعاني منها ليبيا

السفير الليبي فوزي الطاهر أحمد عبدالعالي
السفير الليبي فوزي الطاهر أحمد عبدالعالي

في (سبتمبر/ أيلول 2013) عينت دولة ليبيا أول سفير لها في المنامة، فوزي الطاهر أحمد عبدالعالي، وهو شخصية مثقفة، شغل منصب وزير الداخلية لفترة من الزمن بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. سفارة دولة ليبيا كان اسمها في السابق «مكتب التمثيل الشعبي للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى»، وكان يرأسها في السابق دبلوماسي بدرجة قنصل.

السفير عبدالعالي تولى مهام عمله الدبلوماسي في البحرين في فترة صعبة للغاية، وهو يسعى إلى دعم وتعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين مملكة البحرين ودولة ليبيا على جميع الأصعدة، على رغم كل الصعوبات.

الإشكالية لاتزال قائمة بالنسبة إلى شرعية حكومة الوفاق الوطني (بقيادة فائز السراج) على رغم أنَّها حصلت على الاعتراف الأممي والعربي، لكن شريطة حصولها على دعم مجلس النواب، والمشكلة أنَّ المجلس لابدَّ أن ينعقد مع النصاب القانوني، والمشاورات لاتزال مستمرة لتحقيق توافق بين أعضاء مجلس النواب، وثم منح الثقة لحكومة الوفاق. ثم هناك إشكالية أخرى تتمثل في دور الفريق خليفة حفتر في قيادة الجيش تحت حكومة الوفاق... حول هذه المواضيع وغيرها المتعلقة بالشأن الليبي، التقت «الوسط» بالسفير الليبي، وأجرت معه هذا الحوار:

متى ستحصل حكومة الوفاق على شرعيتها الدستورية على كامل التراب الليبي؟

- هناك قرار من الجامعة العربية وقرار أممي، لكن هذا القرار مشروط بإقرار مجلس النواب لهذه الحكومة. إنَّ مشاورات مجلس النواب مستمرة من أجل تحقيق النصاب، وذلك للوصول الى اتفاقت حول عدة قضايا رئيسية، من بينها ما يتعلق بتشكيل جسم عسكري موحد لدولة ليبيا، سعياً الى تحقيق الاستقرار. مجلس النواب يجتمع، لكن جلسة مناقشة إقرار الحكومة لا تحصل دائماً على النصاب اللازم، وهذه المعضلة السياسية التي تعاني منها ليبيا، والمخرج هو جلوس كل الأطراف في ليبيا وإيجاد مخرج سياسي لما تعيشه، لولا الانقسامات لما شاهدنا هذا التمدد لـ «داعش» في ليبيا، لابد من الجلوس والتفاهم على التشكيلة الحكومية، ولابد من انعقاد البرلمان من أجل إقرار الحكومة؛ لأن الوضع الحالي لا يمكن الاستمرار فيه. ونتمنى ألا تطول هذه الفترة؛ لأنه إذا لم يتم حسم الموضوع فالسيناريوهات التي تنتظر البلد سيئة.

وماذا عن مدينة سرت التي أصبحت بيد تنظيم «داعش»؟

- مدينة سرت ساحلية، والآن القوات البحرية الليبية تحاصر الساحل، والكتائب المساندة تحاصر مناطق تواجد تنظيم «داعش» بالكامل، وتم غلق الشمال، جانب البحر، بواسطة أسطول الطرادات البحرية الليبية. وتنظيم «داعش» يسيطر حاليًّا على منطقة مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً فقط، وهم يتراجعون، وسينتهي أمرهم.

الهجوم على داعش في ليبيا (سرت)، تزامن مع الهجوم عليهم في سورية والعراق، فهل هذا صدفة؟

- ليست لدي معلومات بهذا الشأن، ولكن كقراءة، فانَّ هذا الأمر صحيح، لا يمكن أن يكون هذا الأمر مصادفة بالتحرك في التوقيت ذاته، في ثلاث دول، هي سورية والعراق وليبيا.

كان هناك حديث عن أن «داعش» بعد ضربهم في الفلوجة والرقة والموصل سينتقلون إلى ليبيا. فهل أزيل هذا الاحتمال من القائمة الآن؟

- بكل تأكيد. من الأساس فانَّ حكاية أن هناك قيادات هربت من العراق وسورية إلى ليبيا لم يكن عليها دليل، وكان هناك تضخيم، نحن ليست لدينا معلومات عن وجود هذه القيادات، بل إن الكثير من القيادات قيل إنها سافرت إلى سرت، ثم أعلن مقتلها في سورية، إذن، هذا الكلام إعلامي ولا توجد عليه أدلة حقيقية، لكن من المعروف أن الإرهابيين يتحركون دائمًا في المنطقة ويساند بعضهم بعضاً.

إذا كانت المساحة التي تسيطر عليها «داعش» تبلغ 20 كيلومتراً مربعاً فقط، فكم عدد الناس المُسيطر عليهم؟

- هم في البداية كانوا مسيطرين على سرت بالكامل، وليس على هذه المساحة فقط، هم سيطروا على مناطق شرق سرت أيضًا، وحتى جنوبها، وأخذوا مناطق في جنوب ووسط ليبيا، أي أنهم كانوا يسيطرون على مساحة ضخمة، لكن الآن بعد المعارك التي بدأت منذ (12 مايو/ أيار 2016)، ضدهم، أصبحت داعش الآن لا تسيطر، بحسب بيانات قوات البنيان المرصوص التابعة إلى حكومة الوفاق، إلا على 20 كيلومتراً مربعاً. أغلب الناس غادروا المدينة، ومدينة سرت لا تحوي أصلاً كثافة سكانية عالية، والناس غادروها على دفعات، الدفعة الأولى كانت مع بداية سيطرة التنظيم على المدينة قبل عامين، وزادت وتيرة النزوح منذ أن أعلن جيش السيد حفتر معركته ضد التنظيم، وزادت عمليات النزوح مع عملية البنيان المرصوص التي أطلقتها حكومة الوفاق.

لكن... ما هي المساحة التي تسيطر عليها حاليًّا حكومة الوفاق؟

- هذا السؤال من الصعب الإجابة عليه؛ لأنه مازالت غير واضحة. كانت هناك حكومة الإنقاذ في طرابلس، وهذه الحكومة موجودة لكنها عمليًّا كأنها غير موجودة.

الحديث أيضًا عن عدد الجماعات المسلحة الأخرى غير داعش في ليبيا كبير. كيف يعيش الناس مع بعضهم بعضاً مع وجود هذا الكم من السلاح؟

- ربما هذا هو توازن الرعب؛ لأن الناس كلهم مسلحون، الشعب الليبي هو شعب عربي ومسلم، وفيه الكثير من الروابط القبلية التي تحكم الأمور، ليس كل من يحمل السلاح في ليبيا هم من العصابات. لكن قد تسأل كيف وصل السلاح إلى الناس؟، كانت هناك مخازن ضخمة من السلاح، كان من الصعب السيطرة عليها من قبل الحكومات السابقة (بعد العام 2011)، بالإضافة إلى المساحة الشاسعة التي يصعب السيطرة عليها أيضاً من قبل تلك الحكومات، إضافة إلى ذلك أنَّ المعارك التي حصلت مع النظام في السابق، حيث قام بتسليح الجهات الموالية له، والثوار من جهتهم قاموا بالأمر ذاته، وهذا سمح بانتشار السلاح.

طوال الفترة الماضية، البلد لم يهدأ، والسيطرة على البلد بالكامل لم تتأتَّ، لذلك كانت هناك صعوبة كبيرة في مسألة جمع السلاح، وكانت هناك صعوبات في ضمِّ هذه المجموعات المسلحة إلى الجيش الليبي، والى الآن لايزال الموضوع معلقاً، هذا بالإضافة إلى أنَّ الانقسامات الحادثة، فتحت الطريق أمام الكثير من العصابات وخاصة من النظام السابق، هؤلاء الآن طلقاء في الشارع ووصلوا إلى السلاح، بالإضافة إلى تهريب السلاح والمخدرات، والآن على الحكومة مواجهة هذه المخاطر دفعة واحدة.

هل ستنفصل برقة عن ليبيا؟

- كانت هناك مخاطر انقسام وفيدرالية في برقة، ولكن عن نفسي أعتقد أن أهلنا في برقة لديهم من الوطنية مثل ما لدى الآخرين.

ما الذي يجمع الليبيين الآن؟ ما العامل المشترك في ليبيا حاليًّا بعد كل هذه الخلافات؟

- النسيج الاجتماعي في ليبيا يشرح الكثير من التناقضات الحاصلة، أنا من مدينة مصراتة، لكن أقاربي في برقة أكثر من مصراتة، تاريخيًّا هناك الكثير من العلاقات بين الليبيين على رغم كل الحروب التي حدثت سابقاً، وعلى رغم التخوف من أن بعض القوى تعمل على الفيدرالية.

الفيدرالية كتقسيم إداري لا مشكلة فيها، الكثير يخطئ عندما يظن أن أساس ليبيا هو الفيدرالية، لكن ما الذي جاء بالفيدرالية إلى ليبيا؟، ليبيا كانت مقسمة تحت سيطرة ثلاث دول، الجنوب كان تحت سيطرة فرنسا، والشرق كان تحت سيطرة بريطانيا، والغرب كان تحت سيطرة إيطاليا، والأقاليم لم تأخذ استقلالها مرة واحدة، هذا هو السبب الذي جعل هناك ولايات؛ لأن بعض الأقاليم كانت متحررة وأخرى إلى الآن، وكان الملك محمد إدريس وحد ليبيا بعد الاستقلال في1951، وتم اعتماد الدستور في العام 1962، واستمر حكم العائلة السنوسية حتى 1969. معمر القذافي كان ضابطاً في الجيش، وقاد انقلاباً وتسلم السلطة في العام 1969، وانقلبت ليبيا من الملكية، الى الجمهورية العربية الليبية ثم إلى ما أسماها بالجماهيرية الليبية. نحن ليس لدينا شك في أن ليبيا ستبقى دولة موحدة، المحافظات والفيدراليات ليست فيها مشكلة إذا اتفق عليها الليبيون في الدستور.

الجيش الذي يقوده الفريق حفتر، هل سيكون هو الجيش الشرعي لدولة ليبيا؟

- موضوع الشرعية غريب جدّاً في ليبيا، من واجبنا ومن واجب الصحافة في الوطن العربي أن تسلط الضوء على هذا الموضوع، عندما تم انتخاب البرلمان واعترف به المجتمع المدني في العام 2014، الغريب في الأمر أنك تعطي الشرعية للبرلمان والحكومة المنبثقة عنه، وفي الوقت نفسه تترك الأموال في الغرب لحكومة الإنقاذ التي لا يعترف بها المجتمع الدولي، أنت عندما تفصل الجسد عن الدم، كيف سيعيش هذا الجسد؟، هنا المفارقة، إما أن تعطي الشرعية والسلطة الكاملة على كل أموال ثروات الدولة ومقدراتها للحكومة الشرعية أو لا تفعل، أما أن تقسمها بهذه الطريقة وتمارس ضغطاً على اليمين مرة وأخرى على اليسار، فهنا ظهرت فكرة المؤامرة الدولية على ليبيا، هذا الأمر أعطى انطباعًا أن هناك نوايا سيئة على ليبيا. أنت أعطيت الشرعية إلى البرلمان أو أية جهة، لذلك لا يجوز لك أن تمنع عنها السيطرة على الأموال، لذلك فإن حكومة الوفاق متعطلة، على رغم كل الجهود التي يبذلونها بتفان في هذا الصدد. وبسبب ما هو حاصل، البرلمان أصدر قرارات وكلف أشخاصاً بإعادة تشكيل الجيش، وتم تكليف السيد حفتر بمنصب القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الطرف الثاني رافض لوجود حفتر في المشهد، والمفارقة هنا أنه مثل ما هو حاصل في موضوع الأموال في المصارف الليبية، يحصل الأمر ذاته في موضوع الجيش. الآن المجتمع الدولي لم يحسم أمره في موضوع الجيش، ويحصل الأمر ذاته الذي حصل في المصرف المركزي، لذلك مازال عندنا جيش في المنطقة الشرقية، لكن عندنا مشاكل في المنطقة الغربية، والأشخاص الماسكون بالعاصمة تحديداً رافضون أن يعترفوا بالبرلمان.

ماذا عن دول الخليج، يبدو أن الموقف متباين؟

- ما هو حاصل في ليبيا يتأثر بما هو حاصل في المنطقة... في العراق وسورية، التجاذبات الحاصلة في المنطقة، ليبيا لم تكن بعيدة عنها، لكن أعتقد بحسب ما هو معلن على الأقل، أنها تدعم حكومة الوفاق بما في ذلك قطر، والتصالحات التي حدثت في مجلس التعاون الخليجي بعد قضية سحب السفراء ورجوع الأمور إلى نصابها، هذا كله يؤثر على الأمور في ليبيا، بحسب ما هو معلن أن هذه الأطراف كلها تدعم حكومة الوفاق، ولا علم لنا بما يدور خلف الكواليس.

هل تسير الحياة الآن في ليبيا من مستشفيات ومدارس وغيرها من الأمور، بشكلٍ طبيعي؟

- نعم، تسير ولكن بصعوبة، نحن لدينا كهرباء، لكنها تعاني من انقطاعات، أحياناً تصل إلى 4 ساعات وأحياناً إلى 6 وأحياناً أخرى إلى 12 ساعة، المستشفيات مفتوحة، لكن فيها نقص في كثير من الإمكانيات، والمدارس مفتوحة وتستقبل الطلبة ولكن عندهم الكثير من المشاكل. الوضع العام أن الناس عايشة في ليبيا، إذا أنت لا تسمع الأخبار ربما لا تحس بأي شيء، ولكن هناك أيضاً بعض المشاكل من خطف وقتل.

والنفط الآن بيد من؟

- النفط أيضاً منقسم بحسب سيطرة الأطراف على الموانئ والآبار؛ لأن المنطقة الجغرافية لحقول النفط كبيرة، وتتقاسمها الأطراف بحسب سيطرتها الجغرافية عليها.

ماذا عن وضع النهر الصناعي؟

- النهر أيضاً نفس الشيء، إلى حدٍّ مَّا وضعه أفضل من حال التقسيم الحاصل في النفط. كل الدراسات التي تم أخذها تقول إن المياه في هذا المشروع ستنفذ، ربما بعد 50 عاماً، في الوقت الذي ضُخَّت مليارات الدولارات على المشروع. مشروع النهر الصناعي كان سياسيًّا، ولم يغير شيئًا كثيرًا في الأمور، هل سمعتم أن ليبيا بعد إنشاء النهر الصناعي تحولت إلى بلد زراعي؟، نحن إلى الآن نستورد العلف من الخارج، والكثير من الفواكه تأتينا من دول الجوار. أعتقد أنه كانت هناك حلول أبسط وأقل كلفة من هذا المشروع، كما أنَّ تقنيات تحلية مياه البحر أصبحت متطورة جدّاً وبكلفة أقل بكثير من هذا المشروع، كنا قادرين، ببدائل أقل كلفة، على أن نوفر احتياجاتنا من المياه، سكان ليبيا لا يتجاوز عددهم ما بين 5 و 6 ملايين نسمة، فلو حصلت مشاريع فعلية لتكرير مياه المجاري، والاستفادة من المياه الجوفية وتحلية المياه، لكان من الممكن جدّاً أن يكون ذلك ذا جدوى أكبر من هذا المشروع. مشكلتنا كانت في إدارة الموارد المائية، وليس في عدم وجودها، صحيح أن المنطقة كانت تعاني من شح في المياه، ولكن نحن لدينا كميات معقولة من الأمطار تغذي الخزانات الجوفية، ولدينا ساحل طوله 2000 كيلومتر. كذلك فإن ليبيا قادرة على منافسة كل المنطقة بالكامل سياحيًّا، في ليبيا توجد مدن أثرية متكاملة بمسارحها وشوارعها، أكبر مدينة أثرية رومانية موجودة في ليبيا، هناك مدن متكاملة مدفونة إلى اليوم تحت الأرض.

هل هناك أحد يتأسف على أيام القذافي؟

- دعني أقول لك شيئا، أولا الناس التي كانت مستفيدة منه قطعاً تتأسف عليه، ثانيا صعب على عامة الشعب أن يفهموا حقيقة الوضع في ليبيا حاليّاً، هم كانوا يشعرون بالأمان النسبي في ليبيا، لكن في حقيقة الأمر ما هو حاصل الآن ليس نتيجة (17 فبراير/ شباط 2011)، بل نتاج 40 عاما ماضيا. مَنْ دمَّر المؤسسات في ليبيا؟، مَنْ دمَّر الجيش والمؤسسات الأمنية ومؤسسات المجتمع المدني؟، ومَنْ تسبب في النعرات الفئوية والقبلية؟، مَنْ عمل طوال 40 عاماً على ضرب القبائل ببعضها، فيقوي هذه القبيلة ويضرب تلك؟، كان لابد أن يأتي يوم وهذا المخزون ينفجر، وها هو قد انفجر الآن. نحن الآن نعاني من تداعيات 40 عاماً، ما هو حاصل الآن سببه ما هو حاصل في السابق، وبعد أن بانت الحقيقة، لم تكن هناك مؤسسات أو إدارات يمكن العمل من خلالها لتصحيح الوضع، لم يكن هناك شيء قادر على الوقوف. ما الذي حمى تونس ومصر؟ الجيش ومؤسسات المجتمع المدني؛ لأنها كانت تتمتع بشيء من العمل السياسي الحقيقي حتى ولو كان نسبيًّا، وهذا الأمر لم يكن موجوداً في ليبيا.

الآن هناك قيادات من النظام السابق موجودة في السجون. ولكن لم يتم إلى الآن الكشف عن مصير الأشخاص الذين اختفوا خلال الفترات الماضية. لماذا؟

- منصور الكخيا (وزير الخارجية الأسبق) اكتشفوه في حديقة بيت تابع إلى أحد ضباط المخابرات سابقاً في منطقة طرابلس، ولكن لم يتم الكشف إلى الآن عن كيفية أخذه من مصر ولا كيفية قتله ودفنه.

وماذا عن الإمام موسى الصدر؟

- أبداً... العمل المخابراتي في دولة مثل ليبيا صعب، فيه صعوبة في الكشف عنه، أيضاً حالة الإرباك التي ورثناها أيضاً تصعّب الأمور، لم تكن توجد مؤسسات أصلا حتى تتم معرفة ملفاتها، حتى الأمنيون كانت مرتباتهم تدفع نقداً ولم يكن هناك كشوف خاصة بهم.

في قضية إسقاط طائرة اللوكربي، المقراحي كان يصر حتى موته على أنه بريء. أين هي الحقيقة في هذا الملف؟

- هذا الملف يأتي ضمن الملفات الأخرى التي لم يتم الكشف عنها إلى الآن، لم يتم حل أي ملف منها، هناك تعتيم كامل، لا توجد أي حقائق، ولا أي تحقيقات، وإذا كانت هناك فإنها لم تعلن، ما جرى أنه كانت هناك تسوية دولية وانتهينا.

كانت هناك بعض العمليات المتهمة فيها ليبيا، ما حصل في ليبيا كان مختلفاً، لو أنه حدث انقلاب وجاءت سلطة مناوئة للسلطة السابقة لربما كانت فتحت هذه الملفات، ولكن ما جرى كان ثورة في كل مكان وبدون رأس. أيضاً الإعلان الدستوري المؤقت كان ترتيباً خاصّاً غريباً قليلاً، كيف كان لحكومة أن تدير البلاد في تلك الفترة لمدة ستة أشهر فقط؟ نحن في بلد متفجر، أنت لم يكن يوجد لديك وقت لفتح الملفات الأخرى، ونحن بمجرد أن وضعنا أرجلنا وأيدينا في بداية الطريق كان الوقت قد أزف.

هل الوضع الآن في ليبيا أفضل نسبيًّا؟

- أفضل نسبيًّا من الناحية الأمنية، أما من الناحية السياسية فالوضع صعب، هناك جهود من حكومة الوفاق لإيجاد حلول وتوافق دولي وعربي لمجهوداتهم، ولكن الشروط لاتزال موجودة كما أسلفت في الحديث بموافقة البرلمان على إقرار حكومة التوافق.

كم يبلغ عدد الجالية الليبية في البحرين؟

- عددهم بسيط ويتراوح بين 150 و200 شخص وليس أكثر من ذلك، وهم يتركزون في المصارف وشركة أسري وشركة التأمين أريج؛ لأن ليبيا داخلة باستثمار فيها، نحن لدينا استثمارات لا بأس بها في البحرين. كانت الفكرة عندنا أننا نقوم برفع التمثيل الدبلوماسي في الدول العربية، وعندما جئت إلى مملكة البحرين قابلت المسئولين وحصلت على وعود بفتح سفارة للبحرين في ليبيا، وكان هناك كلام حول خط مباشر للطيران بين البلدين، لكن النكسة الحاصلة في ليبيا أوقفت كل هذه المشاريع.

العدد 5035 - الأحد 19 يونيو 2016م الموافق 14 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 9:27 م

      ...الحقيقة انه تم اغتيال الزعيم اليبي معمر القذافي من قبل الغرب.....ومزال رصيد القدافي كل يوم يزيد وحتى الذين خرجوا عليه اليوم يعضوا على اصابعهم من الندم .

    • زائر 19 | 6:33 م

      معمر ضمير العالم الحر

    • زائر 18 | 6:14 م

      القدافي كان يبني مجدا لليبيا مجدا سياسيا واقتصاديا وامنيا ...للاسف استطاع ....بعض ... بتوظيف وتخطيط الدول الغربيه لبعض الدول الخليجيه اختراق المجتمع الليبي المتجانس والموحد والطيب بحجة الربيع العربي حيث كان للابواق مثل الجزيره والعربيه الدور الامثل لضخ الاكاديب والاشاعات وعلى كل فأن شعبية القائد المتمثله في 90% من الشعب مازالت تحفظ ولائها للفانح.

اقرأ ايضاً