ما إن تدفع يدك أحد أبواب سوق اللحوم في سوق المنامة المركزي حتى تتعالى أصوات البائعين حولك تناديك وتعرض أمامك كتل اللحم الوفيرة المعلقة... مشهد لم يكن يتوقع أحد أن يراه قبل عام في أحد الأيام العادية من العام، فما بالك بأحد أيام شهر رمضان الكريم الذي كانت اللحوم فيه تنتهي عند الساعة الخامسة فجراً.

هكذا كان المشهد يوم أمس الأحد (19 يونيو/ حزيران 2014)، أي بعد أسبوعين من حلول شهر رمضان الكريم: ذبائح كاملة معلقة، والباعة جالسون قرب بعضهم بعضاً يشغلون وقت فراغهم الطويل بالحديث، أما المشترون فكانوا هم الوحيدون غير الموجودين.

الذبائح بمختلف أنواعها الأسترالية والسودانية والإثيوبية والصومالية وكذلك الأبقار الباكستانية، كلها متوافرة في سوق المنامة، لكن الزبائن وحدهم كانوا الغائبين عن هذه اللحوم.

القصابون يرجعون نفور المشترين خلال هذا الموسم إلى غياب اللحوم الطازجة والمذبوحة محليّاً، في المقابل ما هو متوافر حاليّاً هي اللحوم المبردة والمثلجة، حيث يرغب الزبون البحريني في الطازجة أكثر من المبردة؛ لأنها مذبوحة محليّاً وهذا الأمر مهم بالنسبة إليه، أما السبب الآخر فهو ارتفاع السعر، فالزبون سابقاً يشتري ذبيحة في شهر رمضان بمبلغ عشرين ديناراً. الآن لوأرد أن يشتري الذبيحة نفسها فسيدفع مبلغ سبعين ديناراً. لذلك يكتفي الآن بشراء ثلاثة إلى خمسة كيلوغرامات فقط. والأغلبية لا يشترون.

وعلى رغم عزوف المشترين عن السوق، فإن أسعار اللحوم ظلت ثابتة، فلحوم الابقار الباكستانية تشهد الاقبال الاكبر نسبيا، مع استقرار اسعارها عند 2.200 دينار لكل كيلوغرام، أما اللحوم المبردة، او التي اصطلح على تسميتها باللحوم المكفنة، فأسعارها لا تزيد على دينارين، الا انها لا تجد سوقا لها بين المواطنين، ويقتصر شراؤها غالبا على الاجانب، فيما يتراوح سعر اللحوم العربية بين 3 و3.5 دنانير للكيلو الواحد.

يشار إلى أن الحكومة اتخذت قرار رفع الدعم عن اللحوم (منتصف مايو/ أيار العام الماضي) وتم تطبيقه في (أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، الأمر الذي رفع أسعار اللحوم أكثر من 100 في المئة، ما ادى الى عزوف المشترين.