العدد 5035 - الأحد 19 يونيو 2016م الموافق 14 رمضان 1437هـ

استئناف حملة الاستفتاء في بريطانيا... ومؤيدو البقاء ينافسون مجدداً في الاستطلاعات

بعد ثلاثة أيام من الحداد، استؤنفت أمس الأحد (19 يونيو/ حزيران 2016) حملة الاستفتاء في بريطانيا حيث أظهرت الاستطلاعات مجدداً تعادلاً بين مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ورافضيه بعد مقتل النائبة جو كوكس.

فبدءاً ببوريس جونسون نجم المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الداعم الرئيسي لبقائها في الصف الأوروبي، كثف الأفرقاء الأساسيون المقابلات قبل أربعة أيام من الاستفتاء الحاسم.

وقال كاميرون في مقابلة مع صحيفة «تايمز» «عندما تقفزون من الطائرة، لن تكون هناك وسيلة للعودة إليها. إذا غادرنا، فسيكون ذلك للأبد، لن يكون هناك رجوع ممكن»، متحدثاً عن «خيار مصيري».

وشبه رئيس الوزراء كلاً من بوريس جونسون ومايكل غوف زعيمي المعسكر المؤيد للخروج، بأرباب عائلة غير مسئولين يضعون عائلاتهم «في سيارة فراملها غير صالحة وخزانها يتسرب» منه الوقود.

لكن جونسون رد في مقابلة مع «صن أون صنداي» بأن «لا شيء يخشوه» البريطانيون في حال خروجهم من الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن لديهم «فرصة فريدة لاستعادة زمام المبادرة».

وفي برستال، البلدة الصغيرة في شمال إنجلترا حيث قتلت جو كوكس بوحشية الخميس، أقيمت صلاة في ذكرى النائبة المؤيدة لأوروبا.

المحللون حذرون

ولا يزال توماس مير المتهم بقتل كوكس معتقلاً في سجن بلمارش بجنوب شرق لندن. وكان هتف داخل المحكمة التي مثل أمامها للمرة الأولى السبت «الموت للخونة، الحرية لبريطانيا». ومن المقرر ان يمثل مجدداً اليوم (الإثنين) أمام المحكمة، فيما أمرت القاضية بإخضاعه لتقييم نفسي.

ويفضل المحللون أن يبقوا حذرين بشأن التأثير المحتمل لمقتل كوكس على الاستفتاء المزمع إجراؤه الخميس. ووضع أول استطلاع للرأي أجراه معهد «سورفيشن» يومي الجمعة والسبت بعد الحادث المأسوي، المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في المقدمة مع 45 في المئة من الأصوات، مقابل 42 في المئة حصل عليها المعسكر المؤيد لخروجها، في حين كان الاستطلاع الأخير الذي أجراه المعهد يشير إلى نتيجة معاكسة تماماً.

وأظهرت استطلاعات الرأي التي صبت الأسبوع الماضي في مصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، الأحد تعادلاً تاماً بين المعسكرين.

وعبرت صحف كثيرة صادرة الأحد عن رأيها في الاستفتاء. وكتبت «صنداي تايمز» إنها تؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين أن صحيفة «تايمز» أكدت أنها تؤيد البقاء. من جهتها أشارت صحيفة «صنداي تلغراف» إلى أنها تؤيد خروج البلاد، معتبرة أن «الاتحاد الأوروبي ينتمي إلى الماضي».

أما صحيفتا «ذي مايل أون صنداي» و»ذي أوبزورفر» فآثرتا بقاء الوضع كما هو. وكتبت الأولى «ليس الآن وقت تعريض السلام والازدهار للخطر»، منددة بـ «الأوهام الخطيرة» التي يروج لها أنصار الخروج.

عود على بدء

واعتبر مدير معهد يوغوف للأبحاث، أنتوني ويلز أن هناك «عودة إلى الوضع الذي كان قائماً».

وقال زعيم حزب يوكيب المناهض لأوروبا، نيجيل فاراج عبر قناة «إي تي في» إن معسكر أنصار الخروج كان «يتمتع بدينامية جيدة حتى وقوع هذه المأساة الرهيبة»، ملمحاً إلى أن الوضع لم يعد كما كان عليه.

ورداً على سؤال لصحيفة «هيرالد سكوتلند»، رأى النائب عن الحزب الوطني الاسكتلندي الكس سالموند أن المأساة «قد يكون لها تأثير ملحوظ»، لافتاً إلى «تأثيرها قد يكون دائماً على كيفية ممارسة السياسة والخروج من المأزق». وعبر «إي تي في»، دعا وزير المال جورج أوزبورن إلى «مناقشة أكثر هدوءاً بعد الموت المأسوي لجو» كوكس، مذكراً بـ «الأخطار الهائلة» لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وندد بآخر ملصق لحملة فاراج الذي يظهر مجموعة من اللاجئين مشطوبة بشعار «بريكينغ بوينت» (نقطة قطع)، علماً بأنه نشر قبيل مقتل كوكس.

وقال «إنه ملصق يثير الاشمئزاز يذكر بالدعاية النازية في الثلاثينات».

حتى أن الملصق جوبه بانتقادات داخل معسكر أنصار الخروج. وصدر أبرزها من وزير العدل مايكل غوف.

العدد 5035 - الأحد 19 يونيو 2016م الموافق 14 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً