تحدّث نائب الرئيس التنفيذي بجامعة الملك عبدالله المهندس نظمي النصر عن حياته الشخصية والمهنية، عبر برنامج من الصفر في قناة الـ mbc، حيث إنّ هذا البرنامج يسلّط على الإخوة السعوديين الناجحين في حياتهم وعملهم.
جاء هذا البرنامج ليغيّر المفهوم السائد والنظرة النمطية، ويقلب الموازين رأساً على عقب، فيسلّط الضوء على أبناء الدولة وليس على أبناء الطائفة أو المذهب أو القرية أو المدينة، وهذا ما نتعشّمه من جميع القنوات وليس قناة الـ mbc فقط.
هناك وطن... قالها نظمي النصر وهو يتحدّث عن مرحلة انتقاله من القرية إلى المدينة، ومن العالم الصغير إلى العالم الكبير، فاكتشف بأنّ هناك وطناً كبيراً أعمق مفهوماً من أنّ هناك قرية، ولعلّه أراد أن يتكلّم عن انتمائه إلى وطنه وهو أكبر من انتمائه إلى قريته أو مدينته.
نعم هناك وطن... هذا الوطن يحوي الجميع مهما حاول المطأفنون تقسيمه وفصل طوائفه ومذاهبه ومناطقه حسب أهوائهم، ومهما حاول الحاقدون تفتيته وجعله للمذهب الواحد أو الطائفة الواحدة.
هل تفرحون عندما تسمعون هناك وطن؟! فوالله هذه الفرحة ما بعدها فرحة، فرحة الوحدة والاختلاف والتعايش، كما فسّرها لنا نظمي النصر، عندما سرد قصّة معلّمه الأستاذ شريم في نهاية الستّينات، وكيف احترم هذا الأستاذ معتقد طلبة سيهات بأنّهم لا يصلّون الظهر جماعة، وأنهم يذهبون إلى بيوتهم ويجمعون الظهر والعصر.
من يصدّق في ذلك الوقت أن تكون الوحدة الوطنية بهذه الطريقة؟! ومن يصدّق أيضاً العلاقة الأكثر من رائعة بين أستاذ من نجد وطلبة من سيهات ضمّهم الوطن وحضنهم حبّه؟! لم يتعصّب هذا الأستاذ لمذهبه، ولم يأمرهم بالقوّة للصلاة جماعة، بل احترمهم وكان احترامه أن صلى طلبة سيهات مع الجماعة بعد أيّام معدودات.
لا نسرد هذه القصّة عبثاً ولا نريد أن يحظى مذهب بالتفرّد دون مذهب أو جماعة دون جماعة، ولكننا نسردها من أجل أنّ هناك وطناً، وطناً أكبر من المذهب والجماعة والمعتقد والفئة، وطناً يستقوي بأبنائه دون غيرهم، وطناً جعل أبناء الوطن واحداً وليس جماعات، على رغم ما يُحاك ضدّه من مؤامرات تريد تفتيته والنيل من أبنائه.
على صعيد آخر... هناك وطن... اسمه (البحرين)... يتكوّن من شعب واحد وأسرة واحدة على مر مئات السنين، يختلف ويتّفق، يؤازر بعضه بعضاً، وعند الشدائد تجدهم كالبنيان المرصوص، ومعدنهم البحريني الأصيل يظهر في المواقف، ولم نجد من يحاول إظهار الفئة الواحدة ولا الطائفة الواحدة، فالجميع كأسنان المشط، اجتماعياً قبل أي شيء آخر، مهما حاول العابثون والمطأفنون والمتمصلحون بدسائسهم الخبيثة للتفريق بن الشعب الواحد.
أثبت هذا الشعب بقبولهم لآل خليفة الكرام حكّاماً قبل 200 عام، وأيّدوا المغفور له عيسى بن علي آل خليفة حاكماً للبحرين بعد خلافات عصفت بالأسرة، وأيّدوا عروبة البحرين وحكم آل خليفة في استفتاء الأمم المتّحدة عندما طالبت إيران بالبحرين، وكان شعب البحرين سبّاقاً في الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني، ومهما كانت الآلام فلقد أثبتوا بأنّهم شعب واحد لا يفرّق بينهم إلَّا الموت، كما برهنوا على حبّهم للوطن الذي هو أكبر من أي قرية أو مدينة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5034 - السبت 18 يونيو 2016م الموافق 13 رمضان 1437هـ
أثبتوا بأنّهم شعب واحد لا يفرّق بينهم إلَّا الموت
مريم
كلام جميل وانتي وطن . من غازي حسين
نعم هناك وطن ربي يحفظه من كل سوء