سنوات طويلة ربما تزيد على 40 عاماً، غاب خلالها «المسحّر» وصوته الذي يشدو بأبيات الشعر الشعبية، وهو يدعو فيها الناس لتناول وجبة السحور في الليالي الرمضانية بقرية المعامير.
غياب المسحّر عن الأنظار في قرية المعامير بصورة خاصة وعن أغلب مناطق وقرى البحرين بشكل عام، سبّب حالة من الشوق والحنين لشخص «أبوطبيلة»، الاسم الشائع للمسحّر في بعض مناطق البحرين.
«الوسط» رصدت العودة الجديدة للمسحّر في قرية المعامير، وهو يصدح بصوته في أزقة وممرات القرية ويردد الأهازيج الشعبية والأبيات التراثية، حيث يدعو الناس للاستعداد لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر: «أيها الصائم تنبّه واشرب الماء القراح... اشرب الماء هنيئاً قبل أن يأتي الصباح»، «أيها الصائم وحّد الدائم»، ويختم بـ»السحور السحور يا عباد الله».
وفي سؤال لحبيب دسمال، الذي جسّد دور المسحّر يرافقه إبراهيم أبودهوم بطبلته الكبيرة وهو يرتدي الزي التراثي العتيق عن كيفية تبلور هذه الفكرة، قال دسمال إن فكرة إعادة إحياء شخصية المسحّر في القرية قدّمها لهم صاحب موقع سنوات الجريش جاسم آل عباس حيث لاقت الفكرة استحسان المجموعة الفنية التي تعود أهل القرية على أعمالها التي تحاكي التراث البحريني. وأضاف بأن جولة المسحّر هذه الليلة لاقت استحسان عدد كبير من أهالي القرية لأنها أعادت إلى الذاكرة بصمة تاريخية وشعبية كانت موجودة بين الناس وفجأة اختفت واندثرت. وأضاف: إن قبول الناس لعودة المسحّر في القرية يعطيني أنا ورفاقي دافعاً كبيراً لأستمر طوال ليالي شهر رمضان المبارك.
واستمر تطواف المسحر في القرية فترة أربعين دقيقة، وسط أجواء رمضانية جميلة. وعلق دسمال قائلاً بأن المحافظة على العادات والتقاليد والموروثات الشعبية يحفظ هوية الوطن والمواطن، ونسيانها أو عدم إعادة إحيائها للجيل الجديد وبالخصوص شخصية المسحر النادرة التي لا تتكرّر، ولا يمكن أن نعرّفها للأجيال إلا في ليالي شهر رمضان المبارك.
العدد 5034 - السبت 18 يونيو 2016م الموافق 13 رمضان 1437هـ