قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «ستظل مدينة المحرق العريقة راسخة دوماً في ذاكرتنا الوطنية بفضل نهضتها الشاملة إلى يومنا هذا، ومواقف أبنائها المخلصة المشهود لها بالخير، والمسجلة على صفحات تاريخنا المشرّف بأحرف من ذهب».
جاء ذلك خلال استقبال جلالته في قصر الصخير مساء أمس السبت (18 يونيو/ حزيران 2016)، المهنئين من أهالي محافظة المحرق وذلك في إطار لقاءات جلالته مع رجالات البحرين وأبنائها الكرام بمناسبة شهر رمضان المبارك.
المنامة - بنا
استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير مساء أمس السبت (18 يونيو/ حزيران 2016)، المهنئين من أهالي محافظة المحرق وذلك في إطار لقاءات جلالته مع رجالات البحرين وأبنائها الكرام بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وقد تشرف الأهالي بالسلام على جلالة الملك، معربين عن أسمى آيات التهاني والتبريك وخالص التمنيات لجلالته بهذه المناسبة الجليلة، ضارعين إلى الباري عزَّ وجلَّ أن يعيد هذه الأيام المباركة على جلالته بموفور الصحة والسعادة، وعلى مملكة البحرين وشعبها العزيز بالخير والرفعة والتقدم.
كما أعرب الحضور عن جزيل الشكر والتقدير وبالغ الامتنان لجلالة الملك على ما تحظى به محافظة المحرق وأهلها الكرام من رعاية واهتمام من جلالته، مجددين بهذه المناسبة صادق العهد والوفاء والولاء لقيادة جلالته، داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ صاحب الجلالة ويرعاه ويسدد خطاه ويحقق لشعب البحرين في عهده الزاهر ما يصبو إليه من عزة ورقي وازدهار.
وقد رحب جلالة الملك بالجميع، سائلاً الله العلي القدير أن يعيد هذا الشهر الفضيل على أهل البحرين جميعاً بالخير والأمن والإيمان، معرباً جلالته عن تقديره لهذه المشاعر الوطنية لأهالي محافظة المحرق، مشيداً بدور وتضحيات رجالات وأبناء هذه المدينة العريقة في بناء تاريخ ونهضة البحرين الحديثة وإسهاماتهم المشهودة في خدمة الوطن في مختلف المجالات.
ونوه العاهل بدور المجالس الرمضانية في تعزيز قيم المجتمع البحريني المتوارثة والتي تؤكد على التواصل باعتباره إحدى العادات التي كرسها الآباء والأجداد ونسير اليوم على نهجهم وخطاهم.
وأكد جلالة الملك أن الدعامة الأساسية لنهضة الوطن هي ما يجمع أهل البحرين جميعاً من حب للخير والتكاتف فيما بينهم والتعايش النابع من تراث البحرين الأصيل.
وقد بدأ اللقاء بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم.
بعد ذلك تفضل صاحب الجلالة (حفظه الله) بإلقاء كلمة سامية فيما يأتي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نود بداية أن نبارك لكم شهر رمضان الفضيل، سائلين المولى عز وجل أن يرزقنا وإياكم أجر صيامه وقيامه وصالح أعماله، وهو يعود علينا ببركات التواصل والتقارب التي يُحييها أهل البحرين الكرام بأفضل صور الترابط والتلاحم فيما بينهم، الحريصون على تجسيدها في كافة المناسبات بما يعزز تكاتفهم لكل ما فيه خير وصلاح بلدنا العزيز.
وإنها لفرصة طيبة، أن نعرب عن اعتزازنا بما تشهده الغالية المحرق من نهضة عمرانية بارزة تأخذ في الحسبان أهمية المحافظة على تراث المدينة العريق الذي يحكي فصول نهضتنا الأولى بعلمها وفكرها وثقافتها، ويجسد دور أجدادنا الكرام الذين أسهموا في تشكيل الملامح المبكرة للدولة البحرينية المدنية الحديثة، بتنظيماتها القانونية والإدارية، ولتشهد المحرق أول تشكيلٍ لمجلس الشورى في عهد الجد المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. وستظل هذه المدينة العريقة راسخة دوماً في ذاكرتنا الوطنية بفضل نهضتها الشاملة إلى يومنا هذا، ومواقف أبنائها المخلصة المشهود لها بالخير، والمسجلة على صفحات تاريخنا المشرّف بأحرف من ذهب.
الحضور الكريم، إن مكتسباتنا الوطنية التي تَشكّلت على أيدي أبناء وبنات البحرين هي أعزُّ ما نملك، وسنعمل، بعون الله، على رعاية ودعم مسيرة العمل الوطنية برؤيتها الرحبة والطموحة، لتواصل انطلاقها على درب التطوير والنماء، وسيستمر مشروع الإصلاح والتحديث الوطني كمنطلق لمسيرتنا المباركة، التي نطمح إلى تعظيم نتائجها لرفعة البحرين ورخاء شعبها الوفي.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة الطيبة، أن نعرب لكم عن مدى ارتياحنا للمستوى الذي وصلت إليه الكفاءة البحرينية، الأمر الذي يمنحنا الثقة والاطمئنان على مستقبل البحرين ومسيرة تقدمها.
وفي الختام، نسأل الله جل جلاله، أن يحفظ بلادنا وأهلها، وأن يعود علينا شهر رمضان باليُمن والبركات، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالعزة والسلام. إنه هو السميع المجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ثم ألقى عبدالله عبدالرحمن يتيم كلمة نيابة عن أهالي محافظة المحرق قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم، أصحاب السمو والمعالي والسعادة... السيدات والسادة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز، يا صاحب الجلالة، أن أقف بين يدي جلالتكم حفظكم الله ورعاكم، في هذا اللقاء الرمضاني المبارك، لأعبر لجلالتكم عن حب وولاء أهالي محافظة المحرق العزيزة على قلوبنا جميعاً، فهي أرض الآباء والأجداد، وعوائلها رجالاً ونساءً، يزهون ويعتزون فخراً بهذا اللقاء السامي المتجدد في هذ الشهر الكريم.
إن أول ما يجمعنا، نحن أهالي المحرق يا صاحب الجلالة، هو حبنا للوطن... ولجلالتكم... وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
إن المحرق، يا صاحب الجلالة، تختزن ذاكرة البحرين منذ أن كانت مقرّاً لحكم آل خليفة الكرام... وإلى يومنا هذا... فمن المحرق بدأ التعليم... رجالاً ونساءً... وبدأت إشعاعات العلم والثقافة والاتصال بالعالم الخارجي بحراً وجوّاً.
ومن المحرق أيضاً، انطلقت دعوات التطوير والإصلاح... التي بدأ مسيرتها الآباء والأجداد... واحتضنها جلالتكم بالمشروع الإصلاحي الطموح الذي انطلق بإجماع شعبي منقطع النظير على ميثاق العمل الوطني.
إن عراقة المحرق، يا صاحب الجلالة، مرتبطة بهوية المدينة وأهلها الذين تربطهم علاقات أزلية ووثيقة بمدينتهم... وحتى الذين خرجوا منها يحنون للعودة إليها... لذا فإنهم يطمحون إلى المزيد من الأراضي والمشاريع الإسكانية لأبنائهم وأسرهم... ويقدرون جهود حكومتكم الموقرة في هذا الجانب... وفي الحفاظ على تراث مدينتهم وتاريخها العريق.
إن أهالي المحرق، يا صاحب الجلالة، يتطلعون إلى المزيد من مشاريع البنية التحتية والجامعات والمعاهد التعليمية ومشاريع الترفيه من سواحل وحدائق ومتنزهات... بدعم من الدولة وبمشاركة فاعلة من القطاع الخاص في تمويلها وتنفيذها...
إن أهالي المحرق، يا صاحب الجلالة، نسيج متجانس يعيش في محبة ووئام منذ البدايات الأولى... لا يفرق بين أهلها عرق أو جنس أو مذهب... أسر وجيران متحابون متعاونون في السراء والضراء... وهي الروح السائدة في مجالسهم وأسواقهم وأنديتهم... وفي كل مكان يجمعهم... وهذا هو جوهر مشروع جلالتكم الإصلاحي لكل البحرين، وهم حريصون كل الحرص على هذه الروح الوطنية الخالصة في حب الوطن والقيادة.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً، يتشرف عموم أهالي المحرق للإعراب عن كامل تأييدهم على ما تم اتخاذه من إجراءات تجاه عدد من الجمعيات التي خرجت عن واجبات المواطنة والتعايش السلمي، مما يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن كل المبادئ والسياسات التي جاء بها مشروعكم الإصلاحي لتأسيس دولة القانون وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل المسيرة الديمقراطية لم تجدِ معهم نفعاً، بل سعت تلك الجمعيات إلى شقِّ الصف الوطني والإخلال بالأمن ومعاداة المصالح الوطنية، وخرجت على الثوابت الوطنية التي أجمع عليها شعب البحرين عندما صوت بالإجماع على ميثاق العمل الوطني.
إن أهالي المحرق ليتطلعون إلى جلالتكم لمواصلة مسيرة مشروعكم الإصلاحي الحضاري وتصحيح المسار، كلما دعت الضرورة لذلك. كما يشيدون بالدور المشرف لحكومتكم في حماية الأمن والنهوض بالاقتصاد الوطني وتوفير مقومات العيش الكريم لشعب البحرين العزيز.
إن أهالي المحرق، وهم يباركون لجلالتكم بهذا الشهر الفضيل، فإنهم يبتهلون الى الله العلي القدير أن يوفقكم ويحفظ جلالتكم ويرعاكم أنتم، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين ومملكتنا العزيزة والشعب العظيم، راجين أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية... وعلى البحرين الأمن والأمان.
ودعواتنا إلى الرب سبحانه وتعالى في هذا الشهر الفضيل أن يسكن شهداءنا الأبرار فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين، فهم رمز البلد وعزته وكرامته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبهذه المناسبة، رفع محافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي المناعي باسمه وباسم جميع أهالي محافظة المحرق بكافة مدنها وقراها خالص الشكر وعظيم الامتنان والتقدير إلى المقام السامي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على تفضل جلالته باستقبال أهالي محافظة المحرق الذين هنأوا جلالته بالشهر الفضيل أعاده الله على البحرين وهي ترفل بأثواب العز والفخر.
وأكد المحافظ أن أهالي محافظة المحرق بكافة مدنها وقراها، يعبرون عن التأييد والمساندة لكافة الخطوات التي تتخذها المملكة لضمان أمن مواطنيها ضد المحرضين والخارجين عن القانون، والمضي قُدُمًا وبخطى ثابتة لحماية مكتسباتنا الوطنية، وعلى رأسها وحدة شعب البحرين وأمنه، وأن المحرق وعبر تاريخها العظيم سطرت ولاتزال تسطر ملاحم الحب والولاء للوطن، وللعائلة المالكة الكريمة.
وأكد المحافظ أن ما تشهده البحرين من تطور تحقق بفضل المشروع الإصلاحي الكبير الذي نلمس منجزاته الآن، والمحرق لن تكون إلا أسرة واحدة وقلباً واحداً محبة للوطن، وولاؤها لمليكها وقيادتها.
واختتم المحافظ تصريحه قائلاً: «إنَّ أم المدن والمدرسة الوطنية ستبقى تحمل إرث الماضي من الحب والولاء، ولن ترضى أبداً إلا بحكم آل خليفة الكرام، وتحت الراية العزيزة التي تظللنا بالحب والمعزة والفخر، لنكون نسيجا واحدا وقلبا واحدا في محبة جلالة الملك المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين والوطن حفظهم الله جميعاً.
العدد 5034 - السبت 18 يونيو 2016م الموافق 13 رمضان 1437هـ