أعلنت السلطات العراقية أن المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر أمس السبت (18 يونيو/ حزيران 2016)، بينما تبذل القوات العراقية جهوداً للقضاء على آخر جيوب المقاومة لتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في الفلوجة التي تشكل خسارتها أكبر هزيمة للإرهابيين في العراق منذ أكثر من سنتين.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي قال الجمعة في كلمة متلفزة مقتضبة «لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا أحكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير خلال الساعات المقبلة».
وقال وزير الدفاع عبد القادر العبيدي في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «بدأنا عند الساعة الخامسة (2,00 ت غ) من فجر (السبت) المرحلة الثانية لتحرير نينوى». وأضاف أن «العملية تهدف إلى تحرير القياره وجعلها مرتكزاً نحو الموصل».
وتضم القيارة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب الموصل مطاراً عسكرياً مهماً تسعى القوات الأمنية إلى السيطرة عليه لاستخدامه مرتكزاً لعمليات استعادة الموصل.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن «جحافل قواتكم المسلحة (...) باشرت الآن (...) التقدم في هذه الساعات باتجاه شمال صلاح الدين وجنوب الموصل».
وأوضح البيان أن العملية يشنها «جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة وقطعات قيادة عمليات صلاح الدين وقطعات قيادة عمليات تحرير نينوى والحشد العشائري وكتائب الهندسة العسكرية بمشاركة القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي».
وقالت خلية الإعلام الحربي إن القوات المتقدمة تمكنت من تفجير سيارتين مفخختين كانتا معدتين لعرقلة التقدم في قرية عكاب الواقعة شمال بيجي.
من جهته، قال محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله عبد إن العملية تهدف كذلك إلى تحرير الشرقاط (300 كلم شمال بغداد) آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة صلاح الدين.
تطهير المناطق المحررة
وعلى صعيد معركة استعادة الفلوجة، قال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي لـ «فرانس برس» أمس (السبت) إن «القوات الأمنية من جهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع في الشرطة الاتحادية والجيش من خلفهم واصلوا صباح السبت تقدمهم في عمليات تحرير مناطق وأحياء الفلوجة في الجزء الشمالي من المدينة».
وأضاف أن «شرطة الأنبار تواصل تطهير المناطق المحررة جنوب الفلوجة ووسط المدينة وتفتيش المنازل بحثاً عن جيوب لتنظيم داعش ربما تكون مختبئة فيها».
وأوضح الساعدي وعدد من المسئولين العسكريين أنهم لم يواجهوا سوى مقاومة محدودة خلال التقدم نحو قلب مدينة الفلوجة منذ أربعة اسابيع.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن مقاتلي التنظيم بدأوا بالفرار من المدينة من خلال الاختباء بين المدنيين النازحين.
وقال المجلس النرويجي للاجئين في بيان أصدره في وقت متأخر الجمعة إن «أكثر من عشرين ألف شخص فروا من المدينة خلال الساعات القليلة الماضية».
من جهته، اعتبر المحلل في مجموعة «صوفان» باتريك سكينر أن المعارك لاستعادة الموصل ومدينة الرقة التي تعتبر «عاصمة» التنظيم المتطرف في سورية ستغير المعادلة فعلاً. وقال إن «خسارة المدينتين (بالنسبة إلى الإرهابيين) ستعني تبدد أوهام الخلافة».
الوضع في سورية
وعلى جبهة ثانية من الحرب ضد تنظيم «داعش»، شن المتطرفون خلال اليومين الماضيين هجمات مضادة عبر انتحاريين وسيارات مفخخة للدفاع عن اثنين من أبرز معاقله في شمال سورية هما منبج والطبقة.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس»: «شن تنظيم (داعش) الجمعة سبع هجمات، بينها هجومان انتحاريان وخمسة بسيارات مفخخة، في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة منبج» في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأعربت وزارة الدفاع الأميركية أمس (السبت) عن «القلق الشديد» إزاء غارات روسية على فصائل معارضة سورية تدعمها واشنطن في جنوب سورية وذلك خلال مؤتمر عبر الفيديو مع موسكو السبت، وفق ما أعلن المتحدث باسم الوزارة، بيتر كوك.
وبحث الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس (السبت) مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو خلال زيارة غير معلنة هي الأولى لأرفع مسئول عسكري روسي إلى سورية منذ بدء النزاع قبل خمس سنوات، «التعاون العسكري بين البلدين والعمل المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية» وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري.
العدد 5034 - السبت 18 يونيو 2016م الموافق 13 رمضان 1437هـ