ونحن نمر بفترة امتحانات الطلبة هذه الأيام في الشهر الكريم، ومع انتظار نتائجهم قريباً؛ لنقرأ معاً هذا الخبر الذي نشرته صحيفة «البحرين» في اليوم الأول من رمضان للعام 1359 هـ (3 أكتوبر/ تشرين الأول 1940م). وجاء الخبر بهذا الشكل: «عاد سعادة المستر إج. ويتمن، المعتمد السياسي البريطاني في الهند إلى البحرين ويأمل في السفر إلى دلهي في الهند في منتصف شهر أكتوبر الجاري ليتسلم مهام منصب نائب سكرتير لحكومة الهند في قسم الشئون الخارجية، وسيحل محله في البحرين سعادة الميجر البن، الذي يشغل في الوقت الحاضر وظيفة مستشار لوزير بريطانيا المفوض في كابل عاصمة أفغانستان، ومن المفهوم أنه سيصل بعد سفر المستر ويتمن بقليل. والميجر البن معروف لدى الكثير من أهل البحرين، إذ إنه اشتغل هنا مدة قصيرة قبل عشر سنوات، ولقد نجح الآن في امتحان اللغتين العربية والفارسية بدرجة الترجمة الخاصة بالضباط».
والطريف في هذا الخبر الرمضاني الذي حدث في مطلع شهر رمضان قبل 75 عاماً على أرض البحرين، هو طريقة الكتابة الصحافية للأخبار أيام زمان. والطرافة الثانية هي خضوع المعتمد الجديد لامتحان اللغات التي كانت تستخدمها السلطات البريطانية في الخليج العربي لضباطها، وإلا لا يمكن أن يُعيّن في منصبه إذا سقط في هذا الامتحان التحريري والشفوي طبعاً!
ولكن ورد خطأ بسيط في خبر الصحيفة حول اسم المعتمد الجديد الذي نجح في الامتحان، (البن)، فهذا هو اللقب الذي أُطلق عليه خارج اسمه الصحيح، واسمه الصحيح هو ريجنال جورج ايفليَن وليام، (Reginald George Evelyn William)، وقد تولّى منصبه في البحرين في الفترة ما بين 1940-1942. وكان سلفه هو هوج ويتمن (Hugh Weightman)، قد تولاه بين 1937-1940.
وللعلم، فإنه خلال فترة الحرب العالمية الثانية بين بدايتها 1939 وحتى نهايتها 1945، مر على منصب المعتمد البريطاني في البحرين ستة معتمدين، كانوا يقيمون في «بيت الدولة» عادةً.
أما الخبر الثاني، فقد نُشر إعلان من حكومة البحرين في مطلع شهر رمضان للعام 1358 هـ (1939م)، ركّز على الخبز والتدخين والموسيقي، وجاء كالآتي:
«نُعلن للعموم أنه في شهر رمضان يُمنع ما يأتي:
1. التدخين والأكل والشرب في الطريق ما بين مدفعي الإمساك والإفطار.
2. فتح المطاعم في النهار.
3. خبز الخبز علناً في النهار إلا من الساعة 8 عربي.
4. العزف على أي موسيقى بصورة جهرية.
ومن وجد مخالفاً لما ذُكر سيعاقب عقاباً شديداً
23 شعبان 1358
مستشار حكومة البحرين»
وجاء في الخبر الثالث: «قرأ الناس مع بداية شهر رمضان تصريحاً للمقيم السياسي السابق لبريطانيا في الخليج، وهو المدعو ترنـﭽارد فاول (Trenchard Craven William Fowle) تولى منصبه بين 1932-1939. وتمت إذاعته من محطة لندن العربية مطلع شهر رمضان للعام 1358هـ. وكان معظمه عن البحرين وشعبها، ذكر فيه بأن البحرين تُعتبر في الخليج من أهم البلدان وأجملها. وأنه زار البحرين بعد تقدم الطيران وشاهد المطار فيها، وقابل عدة شخصيات بارزة هناك؛ وأن سكان البحرين هم من العرب القاطنين فيها من القدم. وأضاف أنه لا حاجة به لتأكيد أهمية البترول الذي فاضت ينابيعه في البحرين فأكسبها أهمية عظيمة. وأن البحرين منذ عشر سنوات لم يكن فيها أكثر من 10 أوروبيين، والآن فيها ما يزيد على 400 أوروبي. ويعتبر «رئيس الخليج» كما كان يُطلق عليه، أن هذا التواجد الأوروبي من «لطف الأقدار، لأن تجارة اللؤلؤ أصابها الكساد وسارت إلى انحطاط أسوأ الآن، ولكن منابع البترول عوّضت عن ذلك، وصارت تدر الخيرات إلى خزانة سمو شيخ البحرين، وقد ساعده هذا على إنجاز مشاريع مهمة. فقد أُستعين بخبير زراعي هندي لتحسين الشئون الزراعية، وخبير لمكافحة الملاريا، وآخر لترقية شئون التعليم، وهناك المستشفى الحديث الذي أنشأته الحكومة». ويختم المقيم كلمته بهذه العبارة التي اقتبسها من شاعر روماني: «نحن الذين نعبُر البحار نستبدل السماء والأرض، ولكن لا نستبدل قلوبنا».
وفي الخبر الرابع: في الشهر نفسه، وبسبب ظروف الحرب العالمية الثانية التي أُقحمت فيها البحرين باعتبارها تحت نظام الحماية؛ تم تعليق إعلان بتوقيع «باليوز البحرين»، أي المعتمد السياسي البريطاني، جاء من ضمن مواده - والتي كُتبت بأسلوب ركيك - الآتي: «يُمنع تحميل أي من المواد المدرجة أدناه من البحرين لاستعمال العدو (ألمانيا وإيطاليا) منعاً باتاً مثل جميع وسائل المواصلات والمعدات والأدوات والآلات والأجهزة والخرائط والتصاوير (النسخ) والأوراق وغيرها من الأشياء والمكاين والمستندات الضرورية. أو الموافقة لإجراء الأعمال العدائية، والمواد الضرورية أو الموافقة لصناعة أو استعمال ذلك. وأيضاً المواد المدروجة (المدرجة) أدناه ستكون عرضةً للمصادرة كبضائع مهرّبة إذا صُدرت لاستعمال العدو، جميع أنواع الأغذية والعلف والملابس، والمواد والأشياء المستعملة في إنتاج ذلك».
أما الخبر الخامس، فهو صغير وطريف، نصه: «مرسح البحرين (أي السينما) يقدم فيلم (قط بمبي) المدهش»، وكان عرضه في شهر رمضان!
الخبر السادس: صدر عن دائرة المعارف في حكومة البحرين في الأول من شهر رمضان للعام 1359 (3 أكتوبر 1940)، إعلان حول تسجيل التلاميذ الجدد في المدارس المعدودة جداً آنذاك في البحرين، فلن يتم تسجيل أي طالب في المنامة أو المحرق أو الحد؛ إلا في الشهر الأول من السنة الدراسية. ولن يُقبل أي طالب إذا لم يثبت بأن عمره ست سنوات ونصف عند التسجيل! وأن التعليم فقط من الصف الأول إلى السادس ابتدائي. وفي نهاية شهر رمضان سيتم افتتاح كلية المنامة للصفوف السابع والثامن والتاسع. كما تبعه إعلان آخر غريب يؤكّد أن العام الدراسي الجديد سيبدأ في 22 رمضان، أي قبل العيد بأسبوع تقريباً!
كان ابوي يقول الله يرحمه
ان بنت الباليوز هي بنت المستشار بلجريف كانت كله تتعدل وتطلع حق المغازل, وسمها مارجريت